الأقباط متحدون - من توت إلي الأخوان
أخر تحديث ١٣:٤٣ | الاربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٦ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من توت إلي الأخوان

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين

بقلم: شريف منصور
التاريخ لا يعيد نفسه ولكن البشر هم من يتسببون في عودة الإحداث التي تتشابه إلي حد كبير
. فالأفكار الشريرة اقوي من الأفكار الطيبة. الأفكار الشريرة تنفيذها أسهل من فعل الخير. فلذلك الأشرار عددهم يفوق عددا الخيرين و إخبارهم السباق في المعرفة.

تعالوا نمشي معا علي ارض تاريخ مصر خطوة خطوة ولنبدأ من أسماء شهور السنة لكي نتعرف علي رحلة المصري الأصيل عبر الزمان. لكل شهر السنة الفرعونية القبطية معني ولكل شهر سبب لتسميته فنتعرف علي رحلة تاريخنا الذي اخشي كل ما اخشي انه سيصبح تاريخ اسود . شهور السنة الفرعونية 13 شهر و عدد الأيام 366 يوم. هذه الشهور تتبع اسطع نجم في سمائنا وهو النجم المسمي نجم الشعري اليمانية و بالإنجليزية يسمي Sothis, or Sirius وسمي في الماضي أيضا بنجم إيزيس. في الماضي اعتبر المصريين القدماء ان هذا النجم له تأثير عظيم علي البشرية. لأنه النجم الوحيد الذي يقترب 8 سنوات ونصف ضوئية و ضوءه يسافر عبر الفضاء مباشرة نحو الأرض في سرعة ألاف الأميال في الساعة. و مع ان المصريين القدماء اكتشفوا أن هذا النجم هو عبارة عن نجمين شبة ملتصقين بعضهم ببعض يتسببوا في حياة كل منهم. ألا أن العلم الحديث لم يكتشف هذا إلا عام 1862 أي بعد 5000 ألاف سنة منذ اكتشاف القدماء المصريين لهذه الحقيقة. علي الرغم من أن النقطة نقطة علمية  مثيرة أكثر لمحبي المعرفة. لكنني أردت من هذا أن أؤكد للقارئ أن النظام الذي اتبعه القدماء المصريين في مصر و الذي امتد عبر أحفادهم الأقباط جدير بالاحترام و جدير أن يقال عنه انه هو الإعجاز الحقيقي لمعرفة الشعب المصري قبل كل المعارف و الأديان التي تدعي العلم .

نعود إلي شهور السنة الفرعونية القبطية و معني كل شهر بصورة مختصرة سريعة حتى لا نعرج إلي موضوع غير الموضوع الأصلي. وهو أن المصريين هم الأوائل الذين يستطيعون أن يقولوا نحن لسنا في حاجة للبدو لكي يعرفونا او يعلمونا كيف نعيش و نصون وطننا و أرضنا التي هم دخلاء عليها ومهما عاشوا فيها أو عليها سيظلوا ناقصين من روح الفراعنة الممتدة في أبناء مصر الأقباط.

شهر توت نسبة إلى الإله (تهوت أو تحوت) إله الحكمة والعلوم والفنون والاختراعات ومخترع الكتابة ومقسم الزمن،
شهر بابه الشهر القبطي توت سمي نسبة إلى اله الزرع (بى نت رت) لان فيه يكسو وجه الأرض بالخضرة،

شهر هاتور نسبة إلى الإله (هاتهورأو أثور) إله الحب والجمال وملكة السماء والفرح والمحبة

شهر كيهك نسبة إلى الإله (كا هاكا) اله الخير، أو الثور المقدس المعروف عند العامة بالعجل أبيس.

الأمثال: كياك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضر عشاك. لقصر اليوم

شهر طوبه نسبة إلى الإله (أمسو أو طوبيا) أي الأسمى أو الأعلى أو اله المطر الذي سميت باسمه مدينة طيبة بالأقصر ومعناها غسيل أو تطهير ويسمى أيضًا "خم" وهو شكل من أشكال أمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة لأن فيه يكثر المطر وتخصب الأرض.

شهر امشير كان المصريون القدماء يدعوه "شهر النار أو الحرارة الكبيرة" لأنه مخصص لنزول الشمس الكبيرة. إن هل المشير اعجن من البير (تبدأ المياه الجوفية في الدف)

شهر برمهات نسبة إلى (بامونت) اله الحرارة وهو الموصوف بالثور المنصور وفيه تشتد الحرارة لنضج المزروعات. أطلق علية المصريون أيضا شهر الشمس والحرارة الصغيرة.

شهر برمودة نسبة إلي الاله "رينو" إله الرياح القارصة أو اله الموت، ويصور أحيانا بصورة أفعى نسبة إلي رموتة الأفعى المقدسة اله الحصاد لان فيه تنضج المزروعات، ويقحل وجه الأرض لأنه موسم الحصاد

شهر بشنس نسبة الى المعبود "خونسو أو خنسو" هو "اله القمر" ابن الإله "أمون رع" و"موت".

ويصور حاملا قرص القمر والهلال فوق رأسه، لأن فيه يطول النهار على الليل

شهر بؤونه نسبة الى الاله "خنتى" احد أسماء حورس او الشمس ومعناه اله المعادن لان فيه تستوى المعادن والاحجار الكريمة بسبب شدة القيظ لذلك تسميه العامية "باؤنى الحجر".

شهر أبيب نسبة الى الاله "ابيفى او ابيب" وهو الثعبان الكبير الذى اهلكه حورس او الشمس ابن أوزوريس، ظذلك لانتقام حورس لابيه أوزوريس أي النيل من عدوه التيفون أي التحاريق.

وقيل انه ينسب الى "هابى" اله الفرح.

شهر مسري معناها ابن الشمس، لأنه مخصص لولادة الشمس، أو ما يسمى بالانقلاب الصيفي. أو لبرج الثور. أو للشمس في الأفقين المسماة عند القدماء "هور ما خوتى"

شهر نسيء ، النسي معناها في اللغة القبطية "العقيب"، وعرف باسم الشهر الصغير، وهو خمسة أيام في ثلاث سنوات متتالية وفي السنة الرابعة يكون فيها ستة أيام.

ألان نصل إلي مربط الموضوع. الفارق الحضاري الشاسع بين الأقباط وبين المحتل العربي

المحتل العربي مازال يتعامل مع المصريين معاملة الشر و العنف التي بدأها منذ الغزو العربي لمصر. كل انواع الاحتلال السابق لمصر لم يكن لها تأثير سيء علي مصر لان معظم الغزاة كانوا علي مستوي من التحضر و الحضارة يختلف تماما عن الغزاة العرب. الرومان او اليونانيين كانوا يعرفون معني الدولة و يعرفون معني حق المواطن ومسؤوليات الدولة . ولم يخرجوا من رعاع المصريين أقذر ما فيهم. بالعكس تماما للمستعمر العربي .

فالمستعمر العربي فرق بين ابناء الوطن تفرقه شنعاء وجعل الرعاع يستبيحون كل ما يملكه الشعب المصري المتحضر. و من التاريخ الحاضر وهو قد يكون مثال بعيد عن مخيلة البعض ولكنه سيكون واقع عن قريب.

 الشهيد سيدهم بشاي ، الشهيد سيدهم بشاي حدث معه مثلما حدث ويحدث الان في مصر . ادعي عليه الرعاع أنه سب المسلمين و الدين الاسلامي و ضرب و سحل و اهين امام القضاء ولم يقف امامهم احد من المسلمين المعتدلين . بل وقفوا يتفرجون علي رجل يشهد عليه زورا و يضرب زورا و يقتل زورا . وبعد موت الرجل خرج علينا الخديوي يعاقب القاضي الشرعي الذي حكم عليه و اوقفه. بعد ان اشتكي سفراء الدول الاجنبية من سوء معاملة المواطنين الاقباط . وخاف الخديوي من الاسطول الانجليزي المرابط أمام شواطئ دمياط . فلتهدئه الشارع عاقب الوالي واعطي للمسيحيين الحق في رفع الصليب علي كنائسهم و السير في الشوارع معلقين الصلبان و من هذا الوقت و تغير الحال الي الأفضل بعض الشيء . وكان هذا في عام  15 مارس سنة 1844 م.

كان تاجرًا للأخشاب بثغر الإسكندرية، وكان يحضر في كل سنة مرتين أو أكثر لشراء الأخشاب التي كانت تأتي عن طريق ثغر دمياط.

حدث أن تصدّع السقف الخشبي لكنيسة مار جرجس المزاحم الموجودة ببلدة بساط بناحية شربين، وكان هذا القديس رئيس شمامسة وكان يحب زيارة الكنائس القديمة. اهتم بالأمر وتقدم لإصلاح هذه الكنيسة وترميمها بسفينة أخشاب كاملة. بجانب ذلك فقد كان دائم الحضور للصلوات التي تُقام بكنيسة مارجرجس بدمياط. فحدث أن احتك معه أحد الأشخاص من غير المسيحيين وهو في طريقه إلى الكنيسة، قاصدًا أن يمنعه من المضي إليها، لكن المعلم سيدهم بشاي لم يهتم بكلامه مما أثار سخط هذا الشرير فسلّط عليه بعض الصبية فانهالوا عليه بالشتائم.

حدث أن مرَّ المفتي الخاص بالبلدة في ذلك الوقت فأعلموه بالأمر مدّعين على المعلم سيدهم بشاي ادعاءات كاذبة. وقد نالت شكواهم في نفس هذا المفتى وقعها المرغوب فاستشاط غضبًا وقال: "كيف تقولون أن الرجل النصراني استخف بالإسلام ودينهم وتطاول على نبيهم المرسل؟" فأخذ من تلك الزمرة شاهدين وتوجهوا إلى المحكمة، وبواسطتهم أثبتوا الدعوة علي المعلم سيدهم بشاي، الذي كان رجلًا يبلغ من العمر أكثر من أربعين عامًا، مشهودًا له بالحلم وسعة الصدر محبًا للجميع لا يُنتظر أن يتفوّه بما ادعوا به عليه.

أمرت المحكمة بإحضاره، وفي أثناء مروره في الطريق كان يُضرب ويُهان من كل فرد صادفه حتى مَثَل أمام القاضي، الذي أمر بتعذيبه بكل أنواع العذاب فأخذت الجموع تضربه بالعصي ضربًا مؤلمًا، وتنتف شعر رأسه وتبصق في وجهه، حتى غاب عن وعيه.

ولما حضر المعلم سيدهم أمام القاضي للمرة الثانية حكم عليه بالدخول في الإسلام أو القتل، فخلعوا أحذيتهم وضربوه على وجهه حتى سالت منه الدماء وتركوه بين حي وميت. أخيرًا وضعوه داخل سجن المحكمة، وصار هذا اليوم مخوفًا في تلك المدينة حتى لم يخرج أحد فيه من المسيحيين لقضاء حوائجهم.

في ثالث يوم أحضروه مكبّلًا بالقيود فوعدوه ثم توعّدوه فلم يذعن لرأيهم. ثم أدخلوه ديوان المحافظة بالضرب والإهانة وأمام الجمع المحتشد. وحكم عليه المحافظ بما حكم عليه القاضي سابقًا، فضربوه خمسمائة كرباج وجرّوه على وجهه من أعلى سلالم المحافظة إلى أسفلها فتشوه وجهه، وطرحوه على الأرض وأخذوا يجرونه في الشوارع ثم أدخلوه في وكالة وقفلوا عليه.

وفي اليوم الرابع أيضًا أعادوا الكَرَّة حيث عرّوه من ملابسه واستهزءوا به بعد أن دهنوا جسده ولطخوا وجهه بالنجاسة ووضعوا على لحيته صليب خشب مدهون بالنجاسة، ومرّوا به على هذه الحالة في كافة شوارع المدينة التي كانت ملعب للطائشين في ذلك الوقت، وأمامه الجماهير بالطبل والزمر والرقص وهم يضربونه بالسياط والعصي والأحذية حتى برز لحمه من جسمه، وكان في كل ذلك صابرًا. وكان يصلي قائلًا: "يا طاهرة - يا يسوع".
ومروا به على حارة النصارى التي فيها الكنيسة الآن وصاروا يرجمون بيوت المسيحيين بالحجارة، وأيضًا الوكالات وبيوت القناصل مما أثار سخطهم فَشَكُوا لحكومات بلادهم. وأخيرًا جرّوه على وجهه متوجهين به إلى منزل أخيه سليمان بشاي بالمنية وهي ناحية بأطراف دمياط، وإذ بأحدهم يحضر قطران مغلي على النار في قدر ويصبّه على جسده من فوق رأسه.

وقصة وسيرة هذا الرجل القديس مازالت معروفة و يحتفل به كل عام وله من العجائب و المعجزات الكثير.

اليوم نري تكرارا لهذه القصة بحذافيرها مرة مع أطفال تبلي عليهم رجل وقال أنهم قطعوا ورق من القرآن و هذه مدرسة ادعوا أنها لم تقل صلي الله عليه وسلم عند ذكر النبي وهاهو رجل أخر قالوا انه قال للأطفال أن الصلاة مضيعة للوقت وهاهم سبعة من الأقباط يحكم عليهم  غيابي بالإعدام بتهمة ازدراء الدين الإسلامي و سب الرسول .

وهاهم الحكام اليدو العرب يعادون كل المصريين سواء مسلمين او مسيحيين لانهم لا يرغبون في عودة مصر الي عهود الظلام البائسة لحكم الديكتاتورية بشتي اشكالها وانواعها . فعادت الديكتاتورية مرة اخري تتخفي في ثوب الدين .

أليست هذه أسود أيام تاريخ مصر الحضارة بل هي  أسوء أبواب تاريخ الغزو العربي منذ احتلال العرب الغزاة لمصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع