الأقباط متحدون - سلق الدستور وحرق البلد
أخر تحديث ٠٤:٢٥ | الخميس ٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سلق الدستور وحرق البلد

بقلم: مينا ملاك عازر

 بعد أن تم سلق الدستور تمهيداً لحرق البلد بقسمها وشيها مثل الكباب والكفتة المقدمة لمتظاهري النهضة، يجد الشعب نفسه ملوي الذراع، إما يختار الاستبداد ويقول لا للدستور المسلوق أو يقول نعم فيختار العار لبلده وتاريخها وحضارتها، وفي كل الأحيان الشعب مقهور لا يعرف أن ذراعه الملوي بيد الرئيس الممسكة به في يد أمينة، تقول له الحقيقة دائماً، فالرئيس يعيد محاكمة الشهداء بشرط إيجاد أدلة جديدة، يعني يعطيك الجاز ويقول لك ولع فتيجي تولع ما تلاقيش الكبريت، ويضغط عليك إن لم تولع حاتموت من البرد في عز الشتاء، ولكي يجبرك أن تولع يجردك من ملابسك فتزداد برداً واحتياجاً للتدفئة، لكن الكبريت معه الأدلة، ويشهد عليك الجميع أنه أعطاك حق إعادة محاكمة قتلة الشهداء وإنت بقى إللي مش عايز.


سيب دراعي يا دكتور، ما تخيرنيش بين الموت محروقاً أو متفجراً بإعلانات جماعتك الديكتاتورية أو بدستور جماعتك العنجهية، وبعدين قل لي يا دكتور مرسي، من أين لك بهذه القدرات الهائلة أن تتسلم المسودة من المستشار الغرياني في وسط حشد من الناس فتعرف ما به، وتقتنع به، وتقدمه للاستفتاء، يا ملكوت الله، ما أبدعك، ده إنت دكتور في الفلزات مش مكشوف عنك الحجاب، أنت لست ولي من الأولياء الصالحين حتى تقدم مسودة من المفترض أنك لا تعرف ما بها للاستفتاء، تضمن ما بهذه المسودة، مش يمكن بها سم قاتل لك؟ مش معقول الراجل يديك المسودة تروح باصم كده على طول، إيه البصمجية يحكمون؟! أ للي ؟؟؟ مش معقول يا دكترة طب خده واقرأه ولو مرة ولا المرشد مطمئنك إنهم عاملينه كويس، ولا تلاقيك كنت معاهم وهما بيعملوا الدستور في مكتب الإرشاد، بس بيني وبينك يا دكترة منظرك ما كنتِش عارف أوي أو يعني ما كنتِش معاهم أصل مش معقول تعمل إعلان تخريبي زي أللي عملته، وتدي الجمعية التخريبية لسلق الدستور شهرين، فتفاجأ أنهم جاهزين في أقل من أسبوع لتسليمه لك، وتبقى كنت عارف أي حاجة عن الدستور ده تلاقيك إتفاجئت بيه يا راجل يبقى إزاي تبصم عليه كده على طول؟ وتقدمه للشعب للاستفتاء عليه أم أنك مستعجل على حرق البلد، مستعجل على إتمام خطوات تقسيمها إللي راسمها لكم ماما أمريكا ؟!.
 
دكتور مرسي دراعنا ملوي بيديك، فكيف تقول لي إنك ديمقراطي دراعي ملوي وعايزني أستفتي إزاي؟ وإنت إللي ماسكه طب لو قلت لا يعني بأرجع البلد لإعلانك الديكتاتوري، ولو قلت نعم يبقى بأنفذ تعليمات جنابك وتعليمات جماعتك، يبقى ديمقراطية إزاي؟ وبعدين يا دكترة مش جنابك برضه رئيس للسلطتين، السلطة التنفيذية والتشريعية، وسالب السلطة القضاية، يبقى إزاي تعلن عن رغبتك في أن نقول نعم لاستقرار البلد بأن نوافق على الدستور مش المفروض إن جنابك تكون محايد ولا مش قادر تمنع نفسك من أنك تعلن ممالئتك لجماعتك، يا رئيس كل المصريين ؟!
 
المختصر المفيد مصر تعيش فترة من النصب والاحتيال والديكتاتورية السياسية واستغلال الدين لأغراض دنيئة وكاذبة ومضللة بواسطة أشخاص غير جديرين بمناصبهم، ولا بثقة الشعب للأسف.
 
إلى هنا مقالي انتهى وهو المقال الذي كان من المفترض نشره يوم الثلاثاء حين احتجبت جريدتنا الغراء، وقبل الأحداث المبهرة التي شهدتها مصر من هروب أول رئيس مدني منتخب من الباب الخلفي لقصر الرئاسة –ولا أقول قصره فهو قصر مصر- تحت وطأة وصول الثوار الأحرار إلى أسوار القصر بعد تعانقهم مع الشرطة في مشهد تصالحي فريد، كما شهد اليوم اعتراف من نجل الكتاتني بعدم قدرة مرسي على الحكم في فيديو مسجل عرضته جريدتنا الغراء، وأعرب عن اندهاشه عما يفعله الإخوان، فيما يشبه الاستنكار لما يفعله جماعة أبيه.
 
المختصر المفيد الكل يفر أمام ثورة الشعوب فهل يتعظوا ؟! للأسف لا يتعظوا وإلا ما كانت تكررت الثورات.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter