الأقباط متحدون - وداعا أبينا البطريرك أغناطيوس مؤسس معهد البلمند اللاهوتي
أخر تحديث ١٨:٥٨ | الاثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢ | ١ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

وداعا أبينا البطريرك أغناطيوس مؤسس معهد البلمند اللاهوتي

القمص اثناسيوس فهمى جورج
أغمض عينيه ورقد عن عمر يناهز ٩٢ سنه ، أبينا البطريرك الأنطاكي أغناطيوس هزيم الرابع ، خليفه بطرس وبولس وبرناباس الرسل ، وأحد مؤسسي حركه الشبيبة الأرثوذكسيه في بلاد الشام .. وهي الحركة المماثلة لمدارس الأحد وحركة التكريس في كنيستنا القبطية ، والتي كانتا بدايات التجديد في الكنيستين .
زرع الحنطة في حركة الشبيبة ثم علي ضفاف أنطاكيا، وله مؤلفات ثمينة وجهاد كبير في العيش المشترك ، وقد سار بين الألغام وفاض حبا أينما حل ، واليوم قد عاد إلي بيت الأب ، بعد ان أكمل أيام خدمته ، التي سيرويها الأباء لأولادهم جيل بعد جيل ، لتبقي السيرة وتكبر .


وضع عصاة علي تله البلمند فصار معهد يوحنا الدمشقي اللأهوتي ، نورآ ومنارة في كل الشرق ، وقد رتب الله لي فرص عديدة لزيارة هذا الصرح المشرقي الرومي الأرثؤكسي ،وهناك عاينت ارث التلاميذ الذين دعو أولا مسيحيين في أنطاكيا ، حيث كنز وسيرة ونمط أغناطيوس الأنطاكي وفم الذهب مرورآ بالدمشقي ، بلوغآ باللاهوتيين المعاصريين من أمثال الأباء العظام : جورج خضر وسابا أسبر والياس عودة والياس مرقس وبولس يازجي وتوما بيطار وأفرام كرياكوس ومنيف حمصي وجاك خليل ( آيكوڤوس ) والياس توما وديمتريوس شربك وجورج مسوح وبطرس الزين وباسل محفوظ وأسبيرو جبور ... الذين أفتخر وأعتز بالقسط الذي سمحت لي به فرص اللقاء معهم ، ومعاينتهم ، والتتلمذ عليهم والذين كان البطريرك الراحل خميرة معهم خمرت العجين ونشرت طيب الميرون الزكي في هذا الشرق .


أن مشوار اللاهوتي الراحل بداية من معهد سرجيوس اللاهوتي ، وصولا إلي معهد البلمند... هو ذات مضمون مسكوني تعددي ... وهو ليتورچية روحية للتكوين اللاهوتي ، أفرزت العسل الحلو لحكمة وخلاص الله في وسط الشعوب ... فليكن ذكراه مؤبدآ ، بعد أن تمم خدمة السيد الرب ، حاملآ سراجآ وعلمآ لا سيفآ وتمزقآ ، وسيرتب الله روحه حيث الصديقين يستريحون ويتنعمون .


ليمنحه الله الحياه الخالدة مع مصاف الأبرار ، ولينيح الله نفس صفيه معرضآ عن جميع زلاته ، بعد ان جاهد وسلك الطريق الضيقة المحزنة ، وحمل الصليب كالنير وتبع الرب بإيمان ، عابرآ ليتمتع بما أعده له الله من الاكاليل السماوية .


أما نحن الأحياء فلنسبح بحسن عبادة ، اللاهوت الواحد المثلث الضياء ، هاتفين قدوس أنت أيها الآب ، الذي لا بدء له والأبن المساوي لك ، في عدم البداءه والروح الالهي ... أنرنا نحن المتعبدين لك بإيمان ، ومن النار الأبدية أنتشلنا ... الأن وكل أوان والي دهر الدهرين آمين .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter