الأقباط متحدون - الإصرار على الاستفتاء والتراجعات عن القرارات
أخر تحديث ٠٧:٢٤ | الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإصرار على الاستفتاء والتراجعات عن القرارات

بقلم: مينا ملاك عازر

 وزير النقل المصري يرفض إقالة رئيس هيئة مترو الأنفاق ثم يعود ويقبل بعزله بعد ساعتين من إضراب عمال المترو، الرئيس مرسي يرفض تأجيل الاستفتاء وإعادة مشروع الدستور للجنة التخريبية للتوافق عليه رغم إضراب القضاة ورفض المعارضة، الرئيس مرسي يعود عن قراره بتعديل قانون الضرائب بناءاً على طلب حزب الحرية والعدالة لإرجاء ذلك حتى مناقشته في البرلمانّ.


هذه الأخبار الثلاثة التي صغتها، وأذكرك بها عزيزي القارئ، لا تعني لي إلا أن الرئيس يقدر سائقي المترو مع كامل احترامي لهم أكثر من تقديره للقضاة، وأن الرئيس يهتم بحزبه الذي كان رئيساً له أكثر من كل المعارضة حتى لو وصل عددهم عشرات الأحزاب والحركات المعارضة ويفضل الرئيس تأجيل قرار تعديل الضرائب ، ولا يرى ضرورة في إيجاد توافق على دستور ستؤسس عليه كل قوانين البلد القادمة.
 
الدكتور مرسي يحترم إشارات الحرية والعدالة الغير محتاجة لحشود فقط تحتاج اتصال تليفوني لإلغاء القرارات، فيما يعني أنه رئيس لكل المصريين، الدكتور مرسي يخشى من سائقي المترو فيا ليت البرادعي وجبهة الإنقاذ كانت نسقت مع أولائك الرجال الجدعان فيضربون، فيجبرون الدكتور مرسي وحزبه على التنازل عن ديكتاتوريتهم ويعودون لفكر التوافق والمشاركة لا المغالبة، الدكتور  مرسي يراوغ بإعلانه الدستوري الأخير ويجر البلد صوب الاستفتاء الدستوري غير مبالي بأي شيء آخر، يَدعون أن الدماء المسفوكة دماء إخوانية ليستدروا عطف الناس مع أنهم لو ركزوا على قطع النباتات بالمقر الرئيسي للجماعة المحظورة سيستدروا تعاطف أكثر، فبأي ذنب تُقطع النباتات، وبهذه المناسبة أسجل اعتذاري للمرشد المحظور إذ فاتني بمقال أمس أن أعزيه في النباتات المقطوعة حين عزيته في شهداء جماعته المحظورة من النصارى والناصريين، وعليه فأنا أتقدم بخالص التعازي لدكتور بديع في شهداء الجماعة من النباتات آملاً أن يلهمه الله الصبر والسلوان.
 
صديقي القارئ، إن كنت إخوانياً وإن لم تكن، فأنت عليك أن تفكر بحكمة شديدة في ما ستتخذ من قرار؟ هل ستبرق للمرشد لتعزيته في مصابه الأليم بنباتات مقره حيث يعمل ويقيم أم سترسل للوطن تعزيه في مروءة رجاله وحساسية قادتهم ومصداقيتهم، فإما أن تفعل هذا أو تفعل ذاك، فكلاهما يتعارض مع الآخر، فإما تكون حساس الحساسية الإخوانية، وتهتم بقرارات وطلبات حزب الحرية والعدالة، وتهمل طلبات المعارضة، وتهمل مطالب القضاة، وتحترم مطالب سائقي المترو أو تكون وطنياً وديمقراطياً وتضع الدستور في أولوية اهتمامك لإتمام التوافق عليه قبل قوانين جائرة تفرض المزيد من الضرائب على مواطن غلبان، لكن لو فكر أحدهم ببساطة سيجد أن الصناعات الثقيلة يمكنها حين يرفع الدعم عنها توفير المزيد من المال للدولة، لكن هانقول إيه في بلدك، حظها كده منكوبة في قادتها يحترمون صاحب رأس المال ويهينون صاحب البلد.
 
ملحوظة إلغاء الدكتور مرسي قانون تعديل الضرائب الساعة الثانية والنصف صباحاً يعني أن الدكتور مرسي كان مستيقظاً حينها أي أنه لا ينام مبكراً ليستيقظ مبكراً ليصل الفجر حاضر! على أي حال الرجوع عن القرار إما تمثيلية بين الحكومة وحزب الحرية والعدالة ليستعيد بعض من أرضيته لتي خسرها في الشارع بعد الإعلان الديكتاتوري وسفكه الدماء أو أنه يشي بعدم وجود تنسيق بين مكتب الإرشاد والرئيس حتى أن الرئيس لم ينتبه إلى تذييل مكتب الإرشاد للقرار المرسل  بأن يعلن عنه بعد تمرير الدستور الجديد؟
 
المختصر المفيد السلطة التي تخضع لإضراب سائقي المترو ولا تخضع لإضراب القضاة هي سلطة لا تعرف عن العدالة شيء، ولا أمل في أن تقيم العدل بين المواطنين والفرقاء.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter