الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: إسماعيل حسني
على أبواب قصر الاتحادية اكتشف المصريون أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة دينية، وإنما هي تشكيل عصابي لا يختلف في شيء عن عصابات المافيا وتهريب المخدرات، ولا يقل عنها إجرامًا وعنفا!
عرف المصريون أن راية الدين التي ترفعها هذه الجماعة ليست سوى ستار تخفي وراءه رغبتها في الاستيلاء على الحكم، والتسلط على الناس؛ من أجل السيطرة على مقدرات البلاد.
فإذا كان جوهر الإسلام كما جاء في الحديث الشريف هو إتمام مكارم الأخلاق، وإذا كان منهاجه كما أوجزه القرآن هو العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، فأين ممارسات هذه العصابة وحلفائها من جوهر الإسلام ومنهاجه؟!
ماذا يتبقى للإخوان من مكارم الأخلاق وهم يرتكبون كل أنواع الفواحش والمنكرات جهارًا نهارًا وعلى الهواء؟! فنراهم يكذبون، ويرمون الناس بالباطل في ذممهم ووطنيتهم، ويقذفونهم في أعراضهم، ولا يوفون بالعهود، ويشترون الأصوات، ويزورون الانتخابات، ويعتدون بالضرب والسحل والقتل على المعتصمين المسالمين العُّزل؟!
ولم يتوقف الإخوان منذ نشأتهم يومًا عن هذه الممارسات، إلا أنهم في الآونة الأخيرة كانوا يتنكرون في مسوح المعارضة السياسية تارة، ومسوح الثورية تارة أخرى، فكانوا يتخفون وينسبون جرائمهم إلى طرف ثالث وهمي، ولكنهم ما أن شعروا مؤخرًا باهتزاز الكرسي الذي يجلس عليه رئيسهم؛ نتيجة لفشله في إدارة شئون البلاد، وتنكره لتعهداته، واعتدائه على الدستور والقانون حتى خلعوا برقع الحياء، وأسفروا عن وجههم الحقيقي، وأطلقوا تشكيلاتهم العصابية لترتكب أبشع الجرائم في حق مؤسسات الدولة وأفراد الشعب من أجل تثبيت كرسي الرئاسة وخطف الدولة والدستور.
إن محاصرة المحكمة الدستورية العليا لمنع القضاة من إصدار الحكم في شرعية الجمعية التأسيسية للدستور، ثم محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي لإرهاب الإعلاميين ومنعهم من نشر الحقائق، ثم الانقضاض على المعتصمين من فتية وفتيات ضربًا وسحلاً وقتلاً بالرصاص الحي لمنعهم من الدفاع عن حريتهم وهيبة قضائهم في مواجهة رئيس أعلن نفسه دكتاتورًا مطلق الصلاحيات، هذه الأعمال لا تصدر إلا عن عقلية إجرامية تقود عصابات مسلحة لا يمكن أن تؤتمن على إدارة شؤون وطن ولا رعاية حقوق أبنائه.
إن أشد الناس عداءً للإخوان المسلمين لم يكن ليتخيل أنهم بهذا القدر من الجهل والغباء السياسي، حتى يتصوروا إمكانية إقامة دولتهم في القرن الواحد والعشرين بنفس وسائل القمع والقهر والمغالبة التي قامت عليها الدول في العصور الغابرة.
إلا أنه ربَّ ضارةٍ نافعة، فحكم الإخوان كان مرحلة لابد أن نمر بها لاكتشاف حقيقة الأوهام التي نجح المشايخ والإعلام الديني المضلل في زرعها في عقول الأغلبية الساحقة من الناس حول ارتباط الدين بالسياسة، والحكم بما أنزل الله؛ حتى تسقط دولة الإخوان إلى الأبد، ولا تظل هاجسًا في عقول الجماهير.
وإذا كنا نثق أن سياسات الرئيس الإخواني وممارسات جماعته وحلفائه على أرض الواقع سوف تقود هذه العصابات سريعًا إلى مصيرها المحتوم، الذي سبقتها إليه كل العصابات الفاشية التي عرفها التاريخ، إلا أننا يجب ألا نركن إلى هذه الحتمية، بل علينا الاستمرار في تنظيم قوى المعارضة المدنية، وشحذ الهمم من أجل منع إجراء الاستفتاء، أو التوجه إلى الصناديق بغزارة؛ لكي نجعل من تزوير النتيجة مهمة صعبة، ومكشوفة أمام العالم!