الأقباط متحدون - السيسي يتراجع
أخر تحديث ٠٥:٤٣ | الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٢ | ٤كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

السيسي يتراجع


بقلم: مجدي جورج

 ولما لا إذا كان رئيس الجمهورية بالقرارات متراجعا  وناقضا لوعوده ووعوده  فشيمة وزير دفاعه التراجع ايضا أمام كل القوي السياسية والوطنية .

فنحن في دولة عجب ونظام عجب العجب لم نقرا عنه ولا في موسوعة جينز حيث يصدر الرئيس قرارا بالليل ونصحو صباحا  بعد عدة ساعات لنجده قد ألغاه ولم تكن هذه هي السابقة الأولي لهذا الرئيس الغريب الأطوار فقد سبق وان اصدر قرارات وإعلانات وإلغاها فيما بعد كعودة مجلس الشعب وإقالة النائب العام وغيرها .
 
ولكن الجديد  في الامر هو ما حدث بالأمس واليوم فمع حالة الاحتقان السياسي القائم والانقسام الموجود ومع رفض القوي المعارضة دعوة الرئيس للحوار ومعها كل الحق في ذلك لعدم وجود أجندة واضحة للحوار ، قام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بتوجيه دعوة عامة لكافة القوي السياسية مؤيدة ومعارضة وللقضاة والفنانين والرياضين وغيرهم من اجل التحاور حول الازمة القائمة  أملا في تلافي الانقسام الظاهر وحرصا علي مصلحة الوطن ، ولكن الرئاسة  لم تتحمس للموضوع وقالت ان هذا تدخل من الجيش في السياسة مما جعل الجيش يصدر بيان القاه اللواء محمد العصار عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة  قال فيه  : ان 'اللقاء ليس بهدف الحوار حيث ان الجيش لا يعمل بالسياسة، بل سيكون بمثابة اجتماع عائلي يهدف الى طمأنة الشعب'. وقال المتحدث باسم الجيش في بيان نشر على صفحته الرسمية 'القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي يدعو للقاء للتواصل الانساني والالتحام الوطني في حب مصر يجمع شركاء الوطن بحضور السيد رئيس الجمهورية .
 
هذا ماكان بالأمس  فقد رضيت الرئاسة غالبا علي مضض بهذا البيان و نامت قريرة العين بعد ان ظنت  أنها بضغطها علي الجيش لإصدار هذا البيان فإنها القت بالكرة في ملعب المعارضة وبالتحديد جبهة الإنقاذ  الوطني متوقعة ان جبهة الإنقاذ سترفض هكذا دعوة لان البيان الاخير للجيش افرغ الدعوة من مضمونها .
ولكن ما حدث اليوم هو ان جبهة الإنقاذ  قبلت دعوة الجيش علي علاتها ربما أملا في حلحلة الازمة القائمة  وربما أملا في عدم إغضاب الجيش برفض دعوته وربما كعامل إحراج للرئيس الذي سبق ورفضت دعوته للحوار والآن تتم قبول دعوة وزير دفاعه .
 
وهذا ربما إدي الي ضغط الرئاسة علي وزير الدفاع كي يتراجع عن دعوته فصدر بيان متخيط من الجيش يقول ان الدعوة أرجئت لوقت لاحق بسبب عدم تلقي الدعوة للقبول المناسب ، 
 
واقول ان بيان الجيش اليوم ١٢/١٢ متخبط لانه لا يقول لنا من من القوي لم يتلقي الدعوة بالشكل المناسب ولانه لم يحدد لنا الي متي ارجئت الدعوة تحديدا ؟.
تراجع الجيش ووزير الدفاع ليس بالأمر السهل فمع كل جبروت مبارك فانه لم يحاول إغضاب الجيش في يوم من الأيام وعندما عارض الجيش مبارك في بيع بعض المشروعات والبنوك الكبري استجاب مبارك لذلك رغم رغبة ابنه جمال ومجموعته الاقتصادية في ذلك ، وعندما عارض الجيش التوريث وسمحت الظروف للجيش بالانقلاب علي مبارك تخلصا من سيناريو التوريث لم يتردد الجيش في التخلص من مبارك .
 
إذا فالجيش رقم لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية في مصر رغم ان الجميع يقول بان الجيش لا يتدخل في السياسة . 
 
الوضع في مصر مفتوح علي كل الاحتمالات حتي وان هدأت  قليلا أزمة الإعلان الدستوري وأزمة الاستفتاء  .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع