السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢ -
١٣:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم: عـادل عطيـة
من الشعارات المرعبة التي بدأت تنبت على أرضنا الطيبة، شعار: "البقاء للاقوى"!
هذه هي شريعة الغاب الأولى، التي تنتقل إلينا بسرعة الشراسة، وتؤدي بنا إلى العيش على ركام الفوضى والتدمير، والتضحية بمن لا نحب، التي يريدها لنا محبي الخسائر البشرية!
شعار قادر، على صنع النزاعات والحروب، بسواعد القوة الغاشمة، على اتفه الاسباب:
يذكرنا بحرب: "داحس والغبراء"، التي دارت رحاها على مدى أربعين عاماً على أرض نجد بين فرعين من قبيلة غطفان بسبب حصان اسمه: "داحس"!
وفرساً باسم: "الغبراء"!
ويذكرنا بحرب: "البسوس" التي استمرت من الزمن مثل سابقتها، بين قبيلتي بكر وتغلب، بسبب ناقة لامرأة اسمها: البسوس بنت منقذ!
كما يذكرنا باحتلال اليابان لكوريا، وبالحرب بين بوليفيا وباراجواي، بسبب طوابع البريد!
البقاء لن يكون للاقوى، كما زعم داروين، وحاول تمرير نظريته الخاطئة، وغرسها في بعض العقول!
ويحاول مبتكري الألعاب الحاسوبية، أن نستمتع بها تحت شعار: "اقتل كل من يواجهك للنهاية؛ لكي تكون الأقوى"!
ويحاول أحدهم، أن يهددنا بها لكي نخضع، ونستكين!
لأن قوة الأقوياء العنيفة، لها ألف حيلة وحيلة للقضاء عليها؛ وإلا لاندثرت كل الكائنات الضعيفة، وبقيت الديناصورات!
انما البقاء لكل الاجناس، ولكل الكائنات الحية، لأنها خليقة الله، وفي رعايته، وفي حفظه!
البقاء للعقول الخلاّقة ، التي تتمتع بالحكمة، وبالذكاء!
وللقلوب المتحضرة، التي تعرف كيف تبادل الشعور باعمق منه، والحب باغزر منه، والمودة باعذب منها!
وللنفوس التي تعشق الحياة المثمرة بالخير، وتعطي ما للغاب للغاب، وما للإنسانية للإنسانية!...