الأقباط متحدون - سُـك ع الزبـون
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ٧كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سُـك ع الزبـون

بقلم: هيام فاروق
خلال الفترة الماضية دارت العديد من الحوارات والمناقشات بينى وبين بعض الشخصيات التى لها وزن وثِقَل إجتماعى وسياسى ولهم آراء وتحليلات سياسية جديرة بالملاحظة والإعتبار للمشهد السياسى الحالى على أرض المحروسة .. بدأت حديثى مع أحدهم عقب رجوعى من طابور الإستفتاء فى يوم الإستفتاء ( اللى مطلعتلهوش شمس ) لدستور العِوار هذا الذى تتندر به الأمم .. ( سيبك من إيحائة إنه أعظم دستور وكلام الإستغباء وكأننا متخلفين عقليا )  متسائلة : ماذا ترى بعد نتيجة الإستفتاء ؟ لا تهمنى النتيجة بـ ( نعم ) أم ( لا ) بقدر ما يهمنى ماذا بعد ( نعم ) وماذا بعد ( لا ) ؟؟؟؟ 

أجابنى : بعد ( نعم ) : " سُك ع الزبون " .. بادرته متعجبة !!! بمعنى ؟ أجاب : يعنى لو ( نعم ) إنسى صحافة نزيهة أو مُعارضة .. ستُغلق العديد من الصحف مما سيتسبب فى كارثة مُحققة .. إنسى قنوات تلفيزيونية تعبر عن الرأى العام والشارع المصرى والأقليات وغيرها .. ستُغلق أيضا .. إنسى قضاء نزيه .. سيتم تكميم الأفواه .. وفتح المُعتقَلات .. والزج بمن ليس لهم ( فى الطور ولا فى الطحين ) فى السجون .. وكله بحُكم الدستور والقانون وبما لا يُخالف شرع الله .
توقفت حزينة مُحبطة وأكملت حديثى متسائلة على مَضض .. وماذا بعد ( لا ) ؟ أجابنى : سيعُاد تَشكيل اللجنة التأسيسية من جديد وصدور دُستور جديد .. وتُعَاد الكَرَّة ، وننتظر.
 
وفى حديث آخر مع أحد أساتذة كلية الآداب قسم إعلام .. وبعد أن قررت مُقاطعتى للتصويت فى الإستفتاء .. أقنعنى بأنه لابد من النزول ولابد من المُقَاومة رغم الإحباط ورغم ثقتى وثقة الجميع فى قدرتهم الفائقة والمُعلنة رسميا بالتزوير .. وقال لى : لا تقلقى سيدتى .. القادم سيكون خيرا بإذن الله .. فسواء كانت النتيجة بـ ( نعم ) أم ( لا ) .. فالنظام الحاكم حاليا قد وضع نفسه فى مأزق .. وسيظل يخسر على طول الخط .. فتمرير الدستور سيُهَيج الشارع المصرى أكثر وستظل مصريتنا شامخة .. عظيمة .. وعدم تمريره سيشكل لجنة تأسيسية مُمَثلة تمثيلا أقرب للحقيقة لجميع طوائف الشعب . وكان هذا الرأى مماثلا لرأى معظم أساتذتى فى تلك الحوارات .
 
لكن رأيى الشخصى أصدقائى الأعزاء .. أننا دخلنا فى نَفَق مُظلم .. شديد العتامة .. أرى من وجهة نظرى الشخصية ، أن النتيجة بـ ( نعم ) سيعقبها بالفعل " سُك ع الزبون " كما أوضحت فى بداية المقال .. أما النتيجة بـ ( لا ) .. فأتوقع إعادة تشكيل لجنة تأسيسية أسوأ مما سبقت .. وطبخ دستور جديد " أسخم وأدل " فى ظل إعلان صاحب بناء المراحيض فى الطريق العام وأتباعه أن عقب إعلان النتيجة بـ ( لا ) سيبدأ الجهااااااااد .. والله أكبر . 
التخبط يزداد يوما بعد يوم .. والظلام يزحف على أنامله بشكل بشع .. وما رأيته فى هذا اليوم الأسود من تاريخ مصر ( يوم الإستفتاء القهرى ) من مظاهر مشرفة جدا لوضع غير مشرف على الإطلاق .. نزاهة فى التصويت لعدم نزاهة فى الإسلوب .
متى سينقشع هذا الظلام ؟ ألم يقولون أن كل فجر بعده شروق ؟ أن كل غُمة بعدها فرَج ؟ للأسف أحبائى أرى أن آلة الزمن تعطلت وتوقفت عند هذا الظلام الحالك ولا أمل أمامنا إلا فى حالة واحدة .. وواحدة فقط .. هى إسقاط النظام برُمته .
 
ماذا تتوقعون حضراتكم ؟؟؟؟؟ 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter