بقلم: خالد منتصر | الاثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢ -
٠٨:
١١ ص +02:00 EET
■ الاعتداء على المخرج خالد يوسف بلطجة وشغل عصابات وغياب للقانون فى زمن اللادولة، خالد يوسف من أول من دعا للثورة وبشر بها فى أفلامه، ثم بشر بها فى التحرير كواحد من طليعة الثوار، هل هذا جزاؤه؟، وإذا كان كل مثقف اختار أن يفكر ويختلف ويتخذ موقفاً حراً سيمارس معه العنف وينكل به فهذه بداية زمن الاغتيالات، فاحذروا هذا الزمن، فالقاتل فى هذه الحالة ليس من ضغط على الزناد، ولكنه من غسل دماغ القاتل ليصير مغيباً ومستعداً للقتل على الهوية مبرمجاً على الانتقام بمصادرة العقل والجسد وتكفير كل المخالفين للزعيم الروحى.
■ أرسل لى د. يحيى طراف أستاذ جراحة العظام تعليقاً طريفاً على حوار للمرشد السابق مهدى عاكف يقول فيه:
«جاء بملحق عدد الجمعة بأهرام 25/11/2011 فى حديث مع مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف، أنه قال إن حسن البنا أوعز إليه بترك كلية الهندسة بعد أن كان قد أنهى السنة الإعدادية بها، والالتحاق بمعهد التربية الرياضية بالقاهرة لأن الإخوان لم يكن لديهم عناصر هناك!. ولم يتردد عاكف فصدع بأمر مرشده، وضرب بحقوق والده عليه عرض الحائط، ولم يبال بعصيانه وبحسرة قلبه».
لا يعصى المرء أباه لحساب مخلوق آخر أو جماعة إلا فى خبيث من المذاهب رجس، ولا يفعل المرء ذلك وهو فى حالته الطبيعية وفطرته التى فطره الله عليها، خاصة وهو يدعى أنه على دين محمد الذى قال يوماً لرجل وهو يبكى من التأثر «أنت ومالك لأبيك». لكن تنظيم الإخوان يغسل قلوب منتسبيه بالماء الآسن حتى يصيروا طوع بنانه حيثما يوجههم توجهوا، لا يهم لو عقوا فى ذلك آباءهم وشيوخهم وكبراءهم، وكل ذى فضل وسابقة عليهم. ولقد أثبت عاكف بعد ذلك وكرر عن جدارة واستحقاق إفلاساً فى الحوارات -ولم لا وقد عصى أباه قبلاً- فقال وهو مرشد «طظ ف مصر وأبو مصر واللى ف مصر». فهل عرفت مصر فى تاريخها الطويل زعيماً سياسياً مصرياً أو غير سياسى نطق بمثل هذا الكلام فى حقها، لا والله ولا حتى أجنبياً. لكنها روح الإخوان تُمرض القلوب إذا لبست أجساد أصحابها.
أقول هذا لأن هناك من أمثال مهدى عاكف الكثير فوجئنا بهم اليوم حولنا فى كل مكان. ففى محيط الاتحادية شاهدنا مواطنين مصريين يعذبون مواطنيهم ويضربون وجوههم ويسحلون النساء، لأن مرشدهم أمرهم بذلك، فهل فى حالتهم الطبيعية وفطرتهم كانوا ليفعلوا ذلك؟!. وفى محيط العمل تحول الكثير ممن كانوا زملاء ودودين يحترمون قواعد الزمالة ويراعون فوارق السن والأقدمية، تحولوا إلى فصيل غريب من البشر، استبدلوا بأدب الحوار غلظة فى القول، واختفت المودة والاحترام من نبرات حديثهم، ليحل محلها عداوة وتطاول، ترى فى أعينهم وميضاً من الشرر يتطاير فى وجهك، لم تعرفه فيها من قبل وهم يوجهون كلامهم إليك.
حقاً «إنت مش إنت وإنت إخوان».
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع