الأقباط متحدون - بإختصار كِدة .. حَصَلِنا الرعب !!!!!
أخر تحديث ٢١:٤٧ | الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ | ٩كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بإختصار كِدة .. حَصَلِنا الرعب !!!!!


 بقلم / حنان بديع ساويرس


خرجت القوى المدنية للإعتصام والتظاهر السلمى بميدان التحرير وأمام قصر الإتحادية إعتراضاً على الإعلان الدستورى ورفضاً لدستور مَعيب يَخدم فصيل بعينه ويتجاهل مُعظم شرائح المُجتمع بطوائفه المُختلفة وتنوع دياناته وعقائده ، سواء المرأة أو العمال أو الفلاحين ، فيخلو من المساواة بين المواطنين بل يفتقد العَدَالة الإجتماعية التى كانَ يَحلُم بها الشعب المصرى عندما ثار ضد نظام مُبارك ، وبدلاً من أن يتم التوافق مع القوى المُعارضة إلا وقد فوجئنا بإصرار رهيب على تمرير هذا الدستور رغماً عن أنف الجميع ، وكما لقوم عادة خرجت علينا التيارات الإسلامية بعمل مُظاهرات وإعتصامات تأييدية ومُضادة لمُظاهرات وإعتصامات الرافضين للإعلان الدستورى والدستور فى مُحاولة لصد القوى المُعارضة ، فبدأوا بحشد أنصارهم وقاموا بمُحاصرة "المحكمة الدستورية العليا" لترهيب القُضاة ومنعهم دخول المحكمة لتعطيل إصدار الحكم بحل الشورى واللجنة التأسيسية للدستور لعدم شرعيتها ، ولا سيما أنها أصبحت لا تُمثل كافة أطياف المُجتمع ، وخاصة بعد إنسحاب الكنيسة والقوى المدنية منها ، حتى يتم تمرير المدعو "دستوراً" وبالفعل أكملوا دستورهم فى خلسة ليلية ، فصوتوا عليه مُهللين لأنفسهم وكما يقول المثل "بيغنوا ويردوا على نفسهم" وبعدها أصدر الرئيس قراره بالإستفتاء الشعبى على هذا الدستور رغم أن إنسحاب مُعظم أعضاء التأسيسية هو فى حد ذاته إستفتاء علنى يصرخ "نحن نرفض هذا الدستور" ولكن ... !!!
 
وقام فريق آخر بالهجوم البربرى على ثوار الإتحادية يوم الأربعاء الأسود وأستُشهد من أسُتشهد وأُصيب من أُصيب ومع ذلك لم تهتز شعرة لصُناع القرار وأستمروا على قدماٍ وساق لإكمال مايبغون لتمرير الدستور !!
 
كما قام فريق ثالث بالإعتصام  أمام مدينة الإنتاج الإعلامى فى مُحاولة لترهيب كل من يتفوه بكلمة حق من الإعلاميين، بل قاموا بإعتداءات على قائدى السيارات ولاسيما السيدات والفتيات منهم واللاتى لا ناقة لهن أو جمل فيما يحدث ، فهن ليسوا بإعلاميين حتى يتم التعرض لهن بهذا الشكل الوحشى ، وهذا لأن حُجَة المُعتصمين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى هو الإعتراض على عدم حياد الإعلاميين وتشويه صورتهم ، فإذا كان هذا هو السبب الحقيقى لإعتصامهم أمام مدينة الإعلام فما شأن المارة وقادة السيارات ولا سيما النساء والفتيات حتى يتم ترهيبهم وضربهم بهذا الشكل البربرى ، فقد أستحل هؤلاء  ضرب وسحل النساء والفتيات وسبهم بألفاظ نابية وبذيئة ، فقد قاموا بإيقاف السيارات وتهشيمها بالشوم ، فتكاثر "المحسوبين على الرجال" على إمرأة وإبنتها وقاموا بضربهن وعندما حاول قائد سيارة كان يمر بالطريق  أن ينقذهن من بين أيديهم بعدما رأى هذا المشهد الذى يشيب له الوليد وهو تَجَمهُر مئات الرجال على سيدة وإبنتها فى مُحاولة للإعتداء عليهن حسب تصريح السيدة ذاتها فى مُداخلة مع الإعلامى وائل الإبراشى أقول فعندما حاول الدفاع عنهن ، ما كان من مجموعة آخرى منهم إلا أن حاولوا إختطاف زوجته والتى كان يصطحبها وأطفالهم بسيارته ، وقد قالت الزوجة أيضاً للإبراشى أنه قد تجمهر حول سيارتهم حوالى مائتين شخص وحاولوا إخراجها من السيارة بالقوة بعد أن قاموا بتهشيم الزجاج بالشوم وجذوع الأشجار وهى تقاومهم بكل قوتها مُتشبثة بمكانها داخل السيارة حتى لا يتملكوا منها ويستطيعوا إخراجها ، وحدث  هذا أمام أطفالها الصغار الذين فُزعوا من هؤلاء الأرهابيون الذين يدعون أنهم فى إعتصام سلمى ، وهذا بخلاف تهديدهم للإعلاميين وتفتيش السيارات التى تدخل وتخرج من مدينة الإعلام فعلى سبيل المثال قاموا بتهديد الإعلامى يوسف الحسينى بالقتل ، وقاموا بالهجوم على المُخرج خالد يوسف فى مُحاولة للفتك به لولا عناية الله الذى ألهم سائقه وأستطاع أن يهرب منهم ، وبعدها بساعات قليلة حدث نفس الشئ مع د .سعد الدين إبراهيم ، وقد نعتوا الإعلاميين بأسوأ التعبيرات منها الخادش للحياء ومنها االمُسئ للسمعة ، وآخر هذه التعبيرات المُبتذلة ما قالوه عن أ. إبراهيم عيسى عندما قال أحدهم "أنهم سَيُلبسونه جيبة وبادى ويخلوه زى سامية جمال" وهذا شئ مُخجل ليس للأستاذ عيسى فحسب بل لهؤلاء أصحاب الفكر الأجوف ، فهم هنا يستخدمون المرأة كأداة للسباب فيَحطُون من شأنها ، فبالقطع لم يُهان عيسى عندما شبهوه بالمرأة لكن أُهينت المرأة بسبب تحقير السفهاء لها ، فهذه عادة الجُهلاء عندما يُريدون إهانة رجل يُشبهونه بالمرأة ، ومع ذلك يستخدمون المرأة ولاسيما القاصرات لترويج أفكارهم فقد أصطحبوا بعض الفتيات القاصرات لترفعن لافتات بمُظاهرات رابعة العدوية مكتوب عليها " الدستور يُكَرم المرأة"!! فهؤلاء الفتيات اللاتى ربما الكثيرات منهن لاتعرفن كتابة أسمها ترفعن لافتات تحت هذا العنوان عن الدستور الذى لم يستطع قراءته مُعظم المُثقفين والمُحنكين سياسياً بسبب ضيق الوقت ما بين "سلقه"  والإستفتاء عليه ، فهؤلاء فى قرارة نفوسهم  يرون أن المرأة أداة إحتقار يَهينون بها الرجل عند الحاجة ، فيُشبهونه بها إذا أرادوا التقليل من شأنه !! فيستخدمون المرأة لنيل مآربهم وهم لا يحترمونها ، فسحلوا الفتيات أمام الإتحادية فى مشهد يُندى له الجَبين ، فيتجمع العشرات وأحياناً المئات من المدعون رجال على فتاة صغيرة أو سيدة ويوسعونها ضرباً وركلاً وسحلاً ، ولاسيما إن كانت لا تلبس غطاء رأس أى لو شعروا أنها مسيحية كما قالت إحدى الناشطات المُسلمات الغير مُحجبات فى أحد البرامج  عندما طلبوا منها بطاقتها الشخصية  ظناً منهم أنها مسيحية وواجهتهم بسؤالها لهم " هل تريدون معرفة إن كنت مَسيحية أم مُسلمة" ؟  رغم أنهم لم يرحموا أقباط أو مُسلمين لكن بالبلدى كدة " كانوا بيتوصوا بمن يكتشفوا أنه مسيحى !! وهنا أسئلة تطرح نفسها ، ألا يكفى شخص واحد لضرب فتاة ويكون أيضاً المشهد مُرعب ومُقزز ؟!! هل تشعرون بالرجولة بعدما تكاثرتم بأعداد غفيرة على سيدة واحدة أو فتاة بمُفردها ضعيفة لا تستطع الدفاع عن نفسها أو حتى صد ضرباتكم الموحشة بيديها الصغيرتان؟؟!! وكأنكم  قمتم بإصطياد فريسة وتتسابقون على من يبدأ بإلتهامها أولاً فحقاً أنتم ليسوا ببشر والرجولة منكم براء .
 
خرج المَدعُون "دُعاة" على بعض الفضائيات التى إعتادت إزدراء المسيحية وسب الأقباط وتأليب البسطاء عليهم وإثارة الفتنة الطائفية ، قاموا بتهديد الأقباط بكل الأشكال والألوان لأنهم شاركوا بالمُظاهرات  التى شهدتها مصر مؤخراً ، رغم خروج جميع المصريون ضدهم ورفضهم لهذا الدستور وليسوا الأقباط فقط  إلا لا نعلم ما هذا الغل الغريب تجاه الأقباط ، أليس الأقباط ككل المصريين الرافضين للإعلان الدستورى والدستور والإستفتاء عليه ؟!! فلماذا الزج بالأقباط فى كل إستفتاء أو إنتخابات ، فاللعبة طبعاً معروفة للقاسِ والدانِ  ، فالتاريخ يعيد نفسه فهى مُحاولة سخيفة ومحفوظة عن ظهر قلب الا وهى إلهاء المواطنين فى بعضهم البعض ، حتى يلتفون عن أعمالهم وليَستَدروا عطف البسطاء حتى يصوتوا "بنعم" على الدستور وهذا ليقينهم أن الأقباط سيصوتون "بلا" لرفضهم هذا الدستور الذى تم عمله فى جُنح الظلام وهذا على غرار غيرهم من أبناء مصر الوطنيين ، فاللعب على نغمة الأقباط قالوا "لا " فقولوا يامُسلمين "نعم" مازالت هى الدرب والطريق التى بات رخيص وسيصل بمصر إلى الجحيم  ، لكن بدا الأمر مُطمئناً هذه المرة وهذا لأن الأمر لا يخص الأقباط وحدهم ولأن المصريون قد علموا جيداً الهدف من مثل هذه الطرق الطائفية وقد أجتمع المصريين أقباط ومسلمون على هدف واحد هذه المرة ، ففى ثورة يناير  خرج كل المصريين بجميع أطيافهم ودياناتهم ، نساء ورجال ، شباب وفتيات ضد الظلم والطُغيان من أجل إسقاط نظام بسببه أنتشرت البطالة ، وعرف المصريون القهر والقمع وشظف العيش ، فخرج المسيحى بجوار أخيه المسلم ، بل كان المشهد أكثر من رائع عندما قام شباب الأقباط بحراسة أخوتهم المُسلمين أثناء تأديتهم للصلاة بالتحرير، ولاسيما أننا قد إفتقدنا هذه المشاعر بعد أن أعتقد الكثيرين منا  أن هذه المشاعر قد فَتُرَت ، ولكن بعد نجاح الثورة خرج المُضللين والمُرتزقة المُغرضين لينكروا هذا الوجود القبطى فى ثورة يناير ، رغم وجود العديد من شهداء الأقباط بها ، ولكن ترويج المُغرضين لتواجد الأقباط من عدمه فى الحياة السياسية يكون حسب الهدف منه فكما أنكر المُضللين أن الأقباط شاركوا فى ثورة يناير، هكذا الآن يدعون أن الأقباط هم من يقودون الثورة الحالية أمام قصر الإتحادية فأعلن أكثر من شخص من قادة السلفيين والإخوان أن نسبة 80 % من المُشاركين بمُظاهرات الإتحادية هم من الأقباط !!  رغم أنه دائماً وأبداً ولا سيما عند طلب بناء الكنائس يُصرحون بأن الأقباط  أقلية ، ولايزيد عددهم عن 4 مليون ، فهل الآن وفجأة أصبحوا أغلبية بل كأنهم هم كل شعب مصر !! رغم أن مُعظم مُسلمى مصر الآن ضد الدستور الجديد والجميع خرجوا مُستنكرين الدستور والإعلان الدستورى ،  ورغم ذلك يزعمون أن الأقباط فقط هم من أمام الإتحادية !! فى مُحاولة خبيثة لغض نظر البسطاء عن ما فعلوه من هجوم على المُتظاهرين وقتلهم بل وصفهم بالبلطجة رغم أنهم خيرة شباب مصر فمنهم الطبيب والصيدلى والدبلوماسى وقد تم إخلاء سبيلهم من النيابة بعد التأكد من عدم تورطهم فى أعمال بلطجة وبعدما أتضح أنهم ضحايا ومجنى عليهم ، ومن العدل أن يُقتص لهم مِمَن قاموا بضربهم وسحلهم ، بل يجب ردع من صدقوا أنفسهم  وتقمصوا دور رجال الأمن بدون وجه حق وإلقاء القبض على الأبرياء وتسليمهم للنيابة بدون أى صفة قانونية  !! ومُحاولة أخذ إعترافات منهم بالقوة وإجبارهم على قول أنهم مُمَولين من القوى الوطنية  فى مُحاولة لقلب الدفة وبعد هذه المذبحة أرادوا إثارة الناس ضد الأقباط لتصوب لهم  العيون بدلاً من أن تصوب فى مكانها الطبيعى وتلاحقهم هم  !! ، فلا أدرى إلى متى تستمر شماعة "المسيحيين" لتعلقون عليها تجاوزاتكم ضد المصريين ،  فلا تعتقدوا أن التضحية بالأقباط  ستصل بكم لمآربكم ، فلوكان حقاً الأقباط هم من قادوا هذه الثورة فهذا شرف لهم لن ينكرونه ولكن المسيحيون خرجوا كمزيج وطنى مع المُسلمين  للتعبير عن إعتراضهم بشكل سلمى ، وليسوا كقادة الإعتصام .   
 
فقد لاحظت أيضاً الزج بُمعلقين من أتباعهم على مواقع الإنترنت المُختلفة يدلون بتعليقات تبث السموم فى مُحاولة لترهيب الأقباط ولتهييج العامة عليهم فمثلاً أذكر تعليق لأحدهم بالفيسبوك كتب فيه " أنتم يا أقباط أقلية فأعرفوا حجمكم الطبيعى " ، وعلى نفس الصفحة يقول آخر نحن نعلم أن 80 % من المُتظاهرين أمام الإتحادية هم من النصارى ولولم ترجعوا أحنا هانعمل... وبعدها قائمة من التهديدات والترهيب والوعيد  فأصبح "اللعب ع المكشوف ولاسيما بعد أن أعلن قادتهم نفس الكلام بالنص !!
 
بصراحة قد أحترنا معكم ، فنحن أقلية حسب التعليق الأول ، أم أغلبية حسب التعليق الثانى وعلى نفس الصفحة ، فنسبة 80 % من الموجودين أمام الإتحادية والذى قُدر عددهم بالملايين وهذا يعنى أن الأقباط عددهم ضخم جداً ولاسيما أنهم بالطبع لم يخرجوا كلهم للتظاهر فماذا لو خرجوا كلهم فكم سيكون عددهم إذاً ، ولما سبب إنزعاجكم من الأقباط  ، أليسوا هم الأقلية الغير مؤثرة وليس من حقهم بناء كنائس أو طلب حقوق فى وطنهم ؟؟!! أم أن هذا ترويع للأقباط حتى لا يخرجوا  للتظاهر مع أخوتهم المُسلمين فيتم التحريض ضدهم بشكل علنى وفج ، فهل قررتم بهذه التصريحات الغير مسؤولة حرق البلد وهدم المعبد على من فيه !!
 
فأصبح التهديد والوعيد هما اللهجة المُعتادة لهؤلاء ، فتهديد النساء والفنانات والفنانين تارة ، والإعلاميين والأقباط تارة ، والليبراليين والعلمانيين تارة ، وتكفير الجميع بلا إستثناء  ، ثم حرق مَقَار الأحزاب والصحف !! ، بإختصار كدة "حَصلنا الرُعب" .
 
، فلا أفهم لماذا كل هذا الخراب ؟! ولمصلحة مَن ولماذا لا يتسع الدستور والوطن للجميع ولماذا تُريدون كل شئ على مقاسكم وحدكم دون غيركم ؟؟!! فمُخطئ مَن أعتقد أنه بهذه الطريقة يكسر أنوف المصريين  الشامخة أو يعتقد أن مثل هذه الأعمال  ترهبهم أو ترعبهم ، فحقاً  لم نرتعب ولا نخشى وجوهكم ، فلا تعتقدون أن لغة العنف هذه ستصلح مع المصريون عامة أو مع الأقباط خاصة ، فمصر لنا جميعاً ولن تحتكرونها فلنا فيها مالكم وعلينا لها ما عليكم  والكتاب يقول " لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا"  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter