الأقباط متحدون - تاريخهم الأسود
أخر تحديث ٠٦:٤٢ | الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ | ١١كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تاريخهم الأسود


بقلم: ماجد سوس                       
مدينة الاسماعيلية1928 حيث كان يعمل حسن البنا مدرسا للخط العربي بإحدي مدارسها هناك قرر أن يقوم بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين و لان المصريون كما قال عبد الناصر بعد محاولة اغتياله : "طيبون و خيرون لذلك سرعان ما ينضمون تحت لواء اى داعية يحمل رأيه الدين ". ولان الإخوان بدءوا بشرح دعوة القرآن و عرضها ((عرضا يوافق روح العصر و الدعوة الي تحقيق العداله الاجتماعي و التأمين الاجتماعي لكل مواطن و مكافحة الجهل و المرض و الرذيلة و تشجيع أعمال البر و الخير )) كنص الماده الثالثة من قانون الجماعه((لذلك فلقد اتسعت الدعوه و التف الناس حولها وشعر القائمون علي( الدعوة ) بكثرة المنتمين الي هيئتهم الساعين الي جماعتهم فغرهم كثرة الاتباع و الانصار - الاستاذ كمال كيرة عام 1955.
 
الشباب المتدين المتحمس لاهداف الجماعه كان من السهل تنظيمه سريا في مليشيات عسكريه (في عهد الشيخ حسن البنا ) مجهول مصدر تمويلها.. وكان صاحب فكرة مليشيات الاخوان ذوى القمصان السوداء ضابط سابق بالجيش اسمه محمود لبيب الذى استعان ببعض الضباط الالمان في البدايه حتي اشرف عليه (اى النظام السرى ) الاستاذ صالح عشماوى لخبرته بجميع مسالك و مخابىء جبل المقطم . النظام السرى تشكل بعد ذلك علي اساس الخلايا و المجموعات ..حيث كل خليه تتكون من خمسة اشخاص ويرأسها عضو لا يتصل الا بهم و لكل عشرة من رؤساء الخلايا مجموعه يرأسها عضو لا يتصل الا بهم وهذه المجموعه لها مسئول اخر بمعني ان هذا النظام يتدرج هرميا(كعنقود العنب ) حتي يصل الي الرئيس الفعلي للجهاز المجهول من خلاياه
رأس هذا الجهاز بعد صالح عشماوى كل من عبد الرحمن السندى و يساعده فايز عبد المطلب حتي عهد به الاستاذ الهضيبي (المرشد التالي لحسن البنا ) الي البوزباشي صلاح شادى ثم يوسف طلعت الذى كان له دور واضح مع رجال يوليو و خصوصا ناصر و السادات.
 
اعضاءالتنظيم السرى تزايد اعدادهم عن قصد متبعين نفس اسلوب النازى في تكوين مليشيات- يسيطر بها علي مراكز الحكم -تجوب الشوارع بقمصانها السوداء تحت شعار ((علموا اولادكم الرمايه و السباحه و ركوب الخيل )) و مخفين السبب الحقيقي لتكوين الجهاز السرى حتي لا يتفرق المتعاطفين من حولهم.
 
لكن سرعان ما كشفوا عن الوجه القبيح عام 1947 بدعوى أن كل من يقاوم الاخوان يخرج عن الاسلام و يحل دمه و أمواله ثم بدأ مسلسل التدمير بانفجار(( بمبني شركة المعاملات الاسلاميه)) كشف عن كميات هائله من الاسلحه و الذخيرة المشونه باسلوب خاطىء ادى الي انفجارات مهولة في الساعه العاشره مساء يوم 20 فبراير 1948 بالمنزل رقم 76 شارع محمد علي .. اصيب في الحادث تسعه اشخاص و تم التحقيق مع حسن البنا فانكر علمه بوجود ذخيرة و مفرقعات بمخزن شركته 
في حوالي الساعه السابعه و النصف صباحا يوم 22 مارس 1948 و بعد أن غادر الاستاذ احمد بك الخازندار و كيل محكمه الاستئناف منزله في طريقه الي محطه مترو حلوان اعترضه شخصان و اطلقا عليه عدة اعيره ناريه من مسدسين فاصيب بخمسه رصاصات و توفي في الحال عندما حاول البعض ضبطهما فجرا قنبله يدويه في المواطنين قبل ان يقبض عليهما و يتضح انهما محمود زينهم طالب بالصنايع و حسن محمد طالب مفصول و الجانيان من جماعه الاخوان قتلا القاضي لانه حكم في غير صالح الاخوان فحق عليه القصاص 
وفي يوم 6/4/1948 انفجرت قنبله بوزارة الداخليه من النوع الايطالي ( كانت ايطاليا موسيليني الفاشستي ) بعدها بثلاث شهور 28 / 7 انفجار اخر في محل داود عدس بشارع عماد الدين و سط القاهرة ، ثم بنزايون ثم شركة اراضي الدلتاالمصريه ثم محلات جاتنيو بحارة اليهود فحاره اليهود ثانيا فشيكوريل فشركة الاعلانات الشرقيه.
 
في18 نوفمبر 1948وجد رجال البوليس سيارة جيب مملوءة بالديناميت  و الوثائق التي تثبت وجود مؤامرة يعمل الاخوان علي تنفيذها.. ثم مع بدايه 1949 محاوله نسف محكمة مصر .. ثم تتابعت الاحداث و كثرت الانفجارات و اصبح كل مواطن يخشي مغادرة منزله اى ان هذا هو اسلوب الجماعه منذ منتصف القرن الماضي و حتي اليوم الارهاب بواسطه الانفجارات في اماكن يرتادها مواطنين مسالمين و سيارات مفخخه تفجر في اماكن حساسه.
 
في 8 ديسمبر 1948 اصدرت حكومه السعديين قرارا بحل الجماعه التي خرجت عن غايتها و لجأت الي طريق الارهاب و الاغتيال و القرصنه و استندت الحكومه الي الوثائق التي عثرت عليها في العربه الجيب بعد ذلك بعشرين يوم  ففي 28 ديسمبر 1948 الساعة 10 صباحا اغتيل محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء و هو قاصدا مصعد وزارة الداخليه على يد عبد المجيد احمد حسن الطالب بسنه ثالثه طب بطرى والذي اطلق عليه من الخلف ثلاثة رصاصات اردته قتيلا ... 
 
ابراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء التالي و السيد حامد جودة رئيس مجلس النواب حاول فريق من الاخوان اغتيالهما وقبض علي مرتكبي الحادث و استطاع البوليس أن يعثر علي عدة اوكار كانت مشحونه بالديناميت و القنابل و مفرقعات اخرى وقد سجن في هذه القضايا أكثر من مائتين من الاخوان و اعتقل أكثر من اربعه الاف في معتقلات الهايكستب و الطور و عيون موسي .. والعجيب ان حكومة الوفد هي التي  افرجت عنهم – رغم كره الاخوان لها - بعد ان فازت بالانتخابات التاليه يناير عام   1950 .
 
في 12 فبراير 1949 أغتيل مرشدهم حسن البنا .. وتنازع  على عرش الجماعه فرق و معسكرات عديدة حتى خضع الجميع لرغبة الملك و مبايعة الهضيبي ليخلف المرشد المغتال .
 
استقبل الملك المرشد الجديد وطالت جلستهما الي 45 دقيقه كانت كافيه لتحويل ولاء الاخوان – كالعادة - لدعم الملك حيث صرح المرشد بعدها " كانت زيارة كريمه لملك كريم ".. لقد كانت هذه الزيارة و ما تلاها من زيارات لمكتب الارشاد بمثابه توقيع هدنه مع حكومه جلالة الملك و توحيد الخطط ضد حكومه الوفد التي تمتعت بثقة اغلبيه ساحقة من افراد الشعب .
يوم 25 مايو 1952 ( قبل ثورة 25 بشهر ) زار المرشد القصر الملكي ووقع في سجل التشريفات " مبديا ولاءة مستنكرا هذه الصيحات التي تعالت ضد الاعتاب الساميه مبرئا الاخوان من الاشتراك في امثال هذه الاعمال الاجراميه في حق رب النعم و اصفا الفاروق بانه الحبيب صاحب الفضل الاول للاخوان ولمصر  و أكد للملك أن الاخوان جند الله و جنود الرسول و جند ولي الامر أيضا ."
 
ففي يوم 23يوليو 52 طلب الضباط الاحرار من مرشد الاخوان أن يصدر بيانا لتأييد حركة الضباط و لكن المرشد ظل في مصيفه و لاذ بالصمت و لم يعد للقاهرة الا بعد عزل الملك فاروق ..
 ثم وقع عبد الناصر  في خطأ جسيم حين اصدر عفوا عن المعتقلين و المسجونين من الاخوان لأنهم  حاولوا قتله بعد ذلك.
منذ1953 أصبح للاخوان أجندتهم الخاصه  فرفضوا الاشتراك في الوزارة و عندما اشترك الباقورى فصلوة..الا انهم و كالعدة كانت لهم اتصالات بالانجليز (مستر ايفانز مع منير الدله و صالح ابو رفيق ).
 
 بدؤا في التخطيط للانتشار داخل القوات المسلحه و البوليس وذلك بعمل تنظيم سرى تابع للاخوان بين الضباط و ضباط الصف ..
السيطره علي نقابات العمال ثم المهنيين ..،تشكيل الجهاز السرى و تسليحة و اعدادة لمعركه فاصله مع النظام الجيد.
 في الاحتفال بذكرى( الشهداء ) "المنسي و شاهين " أقامت الجماعه يوم 12فبراير احتفالا في جامعتي القاهرة و الاسكندريه في وقت واحد وخططوا للاحتفال أن يظهر مدى نفوذهم السياسي وقوتهم رتب لهذا الاحتفال أعضاء الجماعه ( عبد الحكيم عابدين و حسن دوح و محمود ابو شلوع ) و هتفوا هتافهم التقليدى ((الله اكبر و لله الحمد )) وعندما عارضهم طلبه منظمات الشباب قائلين (( اللة اكبر و العزة لمصر)) هاجموا الهاتفين بالكرابيج و العصي و قلبوا عربه الميكرفون و أحرقوها و اصيب الكثيرين. 
قرر مجلس قيادة الثوره يوم 14 يناير 1954 اعتبار جماعه الاخوان حزب سياسي يطبق عليه قرار حل الاحزاب و من يومها أصبحت الجماعه منحلة و محظورة. 
 
نعود لعبد الناصر الذي حاولوا اغتياله على يد محمود عبد اللطيف في ميدان المنشيه يوم الثلاثاء 26 اكتوبر 1954 وهو يخطب في الجماهير بان أطلق علية ثماني رصاصات (( اذا قتلوني فقد علمتكم العزة فليقتلوني الان فقد أنبت في هذا الوطن الحريه و العزة و الكرامه )) .
 بعدها خاض النظام حربا شرسة علي الاخوان الذين هربوا الي حضن السعوديه التي استقبلتهم و بدأوا يشربون من كأس الوهابية و التخطيط ليوم الاستيلاء على عرش مصر.
 
أخرجهم اسادات من السجون و استقبل مرشدهم و سمح لهم بالعبث في المجتمغ وانشق منهم فرق كثيرة منها الجماعات الاسلامية و الجهادية وبدأ المجتمع يتحول الى الفكر الوهابي شيئا فشيئا وازداد التطرف و التعصب ضد الاقباط وحتى ضد المسلمين المعتدلين الوسطيين.
 تم اغتيال السادات على يد الاسلاميين بعد ان اعاد معظمهم الى السجون ولكن بعد فوات الاوان بعد ان انتشر التطرف في معظم ربوع مصر.
 جاء مبارك وافرج عنهم واعطاهم مساحة من الحرية وحاولت ايضا مجموعات اسلامية اغتيله اكثر من مرة وبعد ىحادث الاقصر 92 عين مبارك حبيب العدلي الذي قبض على الكثير منهم على ان الامر لم يكن بالشيء اليسير نتيجة استغلالهم لحالة الفقر والبطالة التي في المجتمع حتى قامت  انتفاضة 25 يناير 2010 .
 
 والتاريخ يعيد نفسه و مافعلوه ثورة يوليو فعلوه في 25 يناير حيث رفضوا الاشتراك في الانتفاضة و جلوسوا مع اللواء عمر سليمان وماطلوا وراوغوا وخططوا لموقعة الجمل حتي 11 فبراير  فقفزوا على الثورة مدعين انهم كانوا في الثورة من يومها الاول .
  حتى وصلوا للحكم بإنتخابات مشكوك في 2012 نزاهتها وحين استشعر الشعب انه وقع فريسة في يد اجندات خارجية ومجموعة من الاكاذيب انتفض الشعب في 22 نوفمبر 2012 نتيجة لاعلان دستوري يحصن كل قرارت الرئيس ثم خرج الشعب بالملايين يهتف بسقوط الاخوان في يوم الثلاثاء 4 ديسمبر بعد ان حدد الرئيس 15 ديسمبر للاستفتاء على الدستور الذي انسحب من لجنته التأسية كل طوائف الشعب القليلة التي كانت ممثلة.. وصل الشعب لقصر الاتحادية الرئاسي و تركت له الشرطة الطريق مفتوح للقصر ولم يقترب الجيش منه الا انه لخطأ جسيم غير مقصود لم يقتحم الشعب القصر وان فعلها واعتصم الشعب داخل القصر لكانت مصر ارتاحت من عهد مظلم..وممن يرهبون المجتمع باسم الدين.
 
إن تمسك النظام بالدستور لأن فيه ضالتهم من سطوة ونفوذ صلاحيات ضخمة للرئيس مقابل تمرير المادة 219 المشئومة ليرضوا بها السلفيون م توسيع غير عادة لمادة الشريعة الإسلامية حتى ان المراقبون يرون ان هذه المادة ستنشيء صراعات ظلامية في تطبيق الشريعة لمن سيرهب الناس اكثر من الآخر . بخلاف المادة العاشرة التي تتيح للمجتمع وليس الدولة فحسب للتدخل في المسائل الشخصية و العائلية حتى تسمح لظهور مجموعات ارهابية تحت مسمى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. 
 
 على أن التزوير المفضوح في الإستفتاء على مسودة الدستور لن يدخل على الشعب المصري الذي انتفض هو و قضاته ورجاله ونساءه و لن يهدؤا حتى يعود هذا الفصيل الى صفحته السوداء في تاريخ الوطن.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع