الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ -
١٦:
٠٣ م +02:00 EET
كتب-عماد توماس
فاجأ الشيخ السلفى مريدية فى صلاة الجمعة الماضية، بمسجد العزيز بشارع النصر بمنطقة تدعى "ستوتة" بطنطا، بخطبة من الانجيل مستشهدا بما جاء فى انجيل "متى" الاصحاح العاشر وقول المسيح "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا"
وبدأ يفسر تفسيرا على هواه يزعم فيه أن "النصارى" يريدون تقسيم البلاد وان "مسيحهم" يدعو للعنف والقتل والفرقة. اعجب كلامه مريدة من السلفيين فى المسجد الذى لا يصلى فيه معظم جيرانه المسلمين كونه مسجدا غير تابع للأوقاف ومعروف عنه التشدد.
فوجئ الجيران المسيحيين بجوار المسجد بصوته العالى فى الميكروفون وهو يهدد ويتوعد النصارى ويقول عليهم ما ليس فيهم ويفسر آيات الانجيل على هواه.
من جانبه، قال القس رفعت فكرى، راعى الكنيسة الانجيلية بأرض شريف بشبرا، أن بعض المتعصبين يزعمون أن المسيحية تدعو للعنف وأن السيد المسيح طالب باستخدام السيف, وفي اتهامهم هذا هم يقتبسون بعض نصوص الكتاب المقدس ثم يفسرونها وفقاً لأهوائهم الشخصية فينزعون الآيات من سياقها التاريخي ومن القرينة والخلفية الحضارية والثقافية, ويظن بعض المتربصين بالمسيحية أن السيد المسيح يساعد على الفرقة والشقاق , ويدعو إلى الخصام والانقسام.
ويوضح القس فكرى، قصد السيد المسيح بهذه الأقوال كونه كان يردد كلاماً معروفاً عند اليهود آنذاك. فاليهود كانوا يعتقدون أنه عندما يأتي يوم الرب الذي يخترق فيه الله التاريخ ويحضر المسيا إلى العالم ستحدث انقسامات خطيرة في العائلات، ومن بين أقوال المعلمين اليهود المشهورة "إنه عندما يأتي ابن داود ستقوم الابنة على أمها، والكنه على حماتها، ويحتقر الابن أباه ويصير أعداء الإنسان هم أهل بيته" وكأنما بالسيد المسيح أراد أن يقول لسامعيه من اليهود أن يوم الرب الذي ينتظرونه قد أتى، وقد تدخل الله في التاريخ، وهكذا تنقسم العائلات والجماعات إلى قسمين : فالبعض يقبلونه ويتحمسون له، والبعض الآخر يرفضونه ويتحمسون ضده, لقد كانت رسالة السيد المسيح رسالة حب وسلام, فهو لم يأت بجيوش كسيل عارم منساقة, أو مزينة بأعلام مرفرفة خفاقة، لكن دعوته وتعاليمه ومبادئه من شأنها أن ينقسم الناس بإزائها إلى فريق يقبلها، وفريق يرفضها، ولابد أن تقوم بين الفريقين حرب فكرية تحتدم بين المؤمنين به والرافضين له. نار قوية تؤدي إلى حرب وقتال بالتصفية الجسدية، وهذا ما حدث بالفعل لشهداء المسيحية في القرون الأولى الذين شن عليهم الرافضون لمبادئ المسيح حرباً شرسة شعواء ذهب ضحيتها عشرات الألوف والملايين من المؤمنين بالمسيح.
ويؤكد القس فكرى، على ان السيد المسيح هو باعث كل رجاء وهو مصدر كل سلام, فقد جاء إلى عالمنا ولم يعلن حرباً, ولم يشكل جيشاً, ولكنه حارب الظلم والفساد والشر والخطيئة,لم يحمل سيفاً ولا عصا, ولكن بمحبته ورحمته صار ملكاً على قلوب البشر, لم يركب جواداً ولم يرفع سيفاً ولا حتى صوتاً, لقد كان سيفه الوداعة, ورمحه المحبة, وسلطانه سلطان الغفران والتسامح, لم يفتح مدينة ولكنه فتح أعين العميان وآذان الصم كما فتح أبواب الأمل أمام البائسين واليائسين والساقطين,لم يثر مشاعر البغضة, ولم يحرض أحداً على أحد لكنه حرض الجميع على الحب والتآخي والعطاء والغفران بلا حدود