بقلم: كمال سيداروس
+ قلت لـمحدثـي :
أذا أردنا أن تعرف شرع الله لماذا لا تفكر و لو قليلاً في هذا الشرع الذي وضعة الله و لا أقصد ما جاء في الشريعة الإسلامية و لكن منذ البدء حينما خلق الانسان.
+ أجاب :
لا أعتقد أن الله أعطي آدم شريعة لأن أول شريعة هي الوصايا العشرة التي أعطاها الله لموسي علي جبل سيناء .
+ قلت لـمحدثـي :
هذا ما أقصده تماماً شريعة موسي التي تُسمي الوصايا العشرة أنها وصية و ليست شريعة قد تأخذ بها و قد لا تأخذ بها و الله هو الذي سيحاسب الإنسان في يوم الحساب , أن الله لا يفرح بالعقاب بل يفرح إذا نفذت الوصية بدون إكراه .
+ أجاب :
كيف تُنفذ وصية حب قريبك كنفسك , و لماذا تم تعديلها حين جاء السيد المسيح بقوله حبوا أعدائكم .
+ قلت لـمحدثـي :
هذه نقطة هامة جداً في كيف تفهم وصايا الله أو شريعة الله , أنك تسلك فيها بمقدار الخير الذي في داخلك قد تفهم الوصية أن تحب قريبك كنفسك علي أساس أن قريبي هو البشرية كلها حتى لو كانوا أعداء و قد تفهم الوصية أن تحب قريبك كنفسك علي أساس الأسرة و أهل البيت فقط و هذا أيضاً مهم لأن في كثير من الأحيان يكون أهل البيت أعداء أن الوصية يتم تنفيذها بمقدار الخير الموجود في داخل الإنسان .
+ أجاب :
ممكن أن تفسر ليّ ماذا تقصد بالخير الموجود في داخل الإنسان .
+ قلت لـمحدثـي :
هل فكرت لماذا الله لم يعطِ آدم أي وصية أو شريعة بعد خلقته ؟ , وهل فكرت كيف سيحاسبه ؟ و هل فكرت كيف قال قايين ابن آدم بعد قتل أخوه هابيل أن ذنبي أكثر مما يحتمل . كيف عرف أن القتل خطية ؟ أن قول الكتاب جبل الرب آدم تراباً من الأرض و نفخ في وجهه فصار آدم نفساً حية معناها أن الشريعة كانت في داخل الإنسان .
هل فكرت كيف أن الكمبيوتر بدون سوفت وير يمكن أن يكون قطعة من الحديد لا قيمة لها و أن السوفت وير هو الذي يوضح للكمبيوتر كيف يسلك ؟ أن هذا هو الشريعة في داخل الإنسان .
+ أجاب :
هل معني كلامك لا داعي لأي شريعة أو قانون يحكم العلاقات بين البشر و يردع المخالفون ؟ كيف يكون مجتمع بدون تشريع ؟
+ قلت لـمحدثـي :
لابد للمجتمع أن يكون له تشريع و يكون له دستور و يكون له قانون , أن هذا شئ مهم و واجب و لكن هذا وضع الإنسان و المجتمع و ليس الله . لذلك من يعيب علي المسيحية أن ليس فيها تشريع أقول لك . الله يكتفي بعد أن يتعاهد معه الإنسان عهداً جديداً أن تكون الشريعة من داخله أما قبل المسيحية كان هناك عهد قديم لشعبه المختار الذي لم يكن في داخله الله . أسمع هذه الكلمات من إرميا النبي ( عهد قديم ) حين يقول : " ها أيام تأتي يقول الرب و أقطع مع بيت إسرائيل و مع بيت يهوذا عهداً جديداً ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب , بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب . أجعل شريعتي في داخلهم و أكتبها علي قلوبهم و أكون لهم إلهاً و هم يكونون لي شعباً " . ( إرميا 31 : 31 )
+ أجاب :
هل تريد أن تقول أن ما سيتم وضعه من دستور في مصر ليس شرع الله ؟
+ قلت لـمحدثـي :
أي قانون يضعه الإنسان هو قانون و دستور من صنع الإنسان و ليس شرع الله , لكن لابد أن يضعه رجال مشهود لهم بالعلم و المعرفة بل أكثر من ذلك يكون مشهود لهم بالصلاح و حسن السلوك .
فإذا كان الذين يضعون الدستور كلهم خبث و التواء و سلوكهم غير سوي كيف يكون هذا الدستور من الله ؟. و إذا كان الهدف من الذين يضعون الدستور أن يكون في الباب الثاني الشريعة الإسلامية هي الأساس و ليس مبادئ الشريعة الإسلامية و يجد من اللجنة العليا للدستور من يعارض ذلك فيتحايل و يجعل البند الثاني كما هو مبادئ الشريعة الإسلامية ثم يتحايل و يضع في الدستور مادة تشرح ذلك و يختلف ما معني الشريعة هل هو الثابت الدلالة و الثابت التطبيق أو ما جاء في المذاهب الإسلامية الأربعة . هذا التحايل لا يشير إلي نفس سوية تريد الخير لمصر و لا يمكن أن يخرج منها دستور يتفق عليه الجميع ,
و إذا تحايل البعض و يضع في الدستور ما يشير إلي زواج القاصرات و هدفه الأساسي الفتيات المسيحيات القُصر لا يمكن أن يخرج بذلك دستور يتفق عليه الجميع .
و إذا تحايل البعض و وضع في كثير من بنود الدستور نص يقول طبقاً للقانون و القانون الذي سيفسره لم يوضع حتي الان و جاري اعداد مجلس شوري ليحدد القوانين التي ستفسر هذا الدستور فهذا لا يمكن أن يؤدي إلي دستور يتفق عليه الجميع .
الدستور الذي يضعه أناس مشهود لهم بالكذب و التدليس و أصدار قرارات ثم الرجوع فيها لا يمكن أن يؤدي هذا إلي دستور سليم .
الدستور الذي يضعه الإنسان لا يمكن أن يكون شرع الله خاصةً إذا كان السلوك يشير إلي التواء و تحايل يراه الجميع و يعارضونه و لا حياه لمن ينادي هؤلاء لا يريدون خيراً لمصرنا الحبيبة .