محمد يونس
لم أتابع سير الحروب ( تلفزيونية الطابع ) إلا أثناء غزو امريكا لعراق صدام حسين .. كنت أتعجل تحركاتهم حتي يقضون علي هذا الديكتاتور الدموى بأمل أن ترسي أمريكا و حلفائها ..ديموقراطية ..علمانية في هذا المكان الذى أحببته ..وسعدت بوجودى فيه لفترة من حياتي .

 بعد ذلك عندما رايت فحش المستعمرين و قسوتهم ..في سجن(ابوغريب )..و عاهتهم النفسية في التعامل مع العراقيين ..و تقويضهم لحضارة كاد فجرها أن يبزغ .. و تحريضهم السكان بعضهم ضد بعض ..

 ثم ما فعله الملالي في الجنوب تحت حمايتهم ..و القاعدة أو الجهاد في الشمال بتأييدهم .. و كيف إستنزفوا الخزينة العراقية في دفع تعويضات مبالغ فيها للكويت و غيرها ..وسرقوا كنوز النمرود و أثار بابل و أشور  أحسست أنني كنت غر ساذج أقرب للعبط .

 منذ ذلك ..الزمن .. لم أعد أراقب أو اتابع.. أو أتشيع لاى صراع أو إنتفاضة أو حرب أهلية أومقاومة شعبية ..تحدث في المنطقة ..سواء في تونس أو  ليبيا أو السودان أو اليمن أو سوريا أو لبنان أو في غزة أو الضفة الغربية.. أو إيران.و دول الخليج .

و لا  أهتم للصور المعروضة بكثافة عن دمار المنشأت  ولا للحكاوى الميلودراما الجالبة للبكاء عن هموم الشعوب  المسكينه التي إبتليت بأشرار يتصارعون علي أرضها  يقتلون و يسحقون ..ويتسببون في بؤس الناس

بعد ما حدث في العراق و أفغانستان و البوسنة و الهرسك .. كرهت الحرب و أغلقت أذني عن سماع كل الاقاويل و الدعاية ..و الحسابات .. و الإشاعات المتبادلة ..فكل من يحمل السلاح بهدف قتل ألأخرين ..بالنسبة لي .. كاذب  مخادع   وصولي .. ينتظر الفرصة لكي يقفز إلي كراسي الحكم يتسلط علي  ناسه و يراكم الثروات التي ترثها بعده سهي و زهوة عرفات .

أنتم لا تعرفون معني الحرب لم ترمي عليك الطائرات المعادية قنابلها ..و لم يستخدموا الاقمار في رصد مكانكم .. و لم يطلقوا عليك صواريخ يوجهها الذكاء الصناعي لمتابعتك حتي الموت .

 ناس طيبين تصدقون ما يقولونه لكم و تتحمسون كما لو كان ما يحدث بعيدا عن كرسيك  ماتش كرة قدم .. تشجع فيه فريقك  منتصرا كان أو مهزوما .

الحرب . دماء و أموال مهدرة و عذابات لقوم لم يستشاروا .. ثم في النهاية يتمتع بنتائجها عبر التاريخ  قادة الجند..سواء كانت أوامرهم صائبه أو سببت كوارث  .. أدت للنصر أو خسارة المعركة ..فهم  يكذبون و يضللون و يدعون البطولة و الحنكة و الحكمة .. فتصدقهم ..حتي يصلك وجهة نظر مخالفة فتجد أنهم  كانوا الأكثر غباء و غفلة و دموية.

قرأت (من وجهة نظر أطراف عديدة )..الكثير عن حروب المنطقة في الماضي و الحاضر .. منذ زمن السيف و النبلة حتي زمن الصواريخ الموجهه  ..و أستطيع أن أقول أن ما حدث في قاعات إتخاذ القرار و علي أرض المعركة  لازال مجهولا للعامة..

فالحروب دائما لها أغراض غير معلنة تتصل .. بالصراع علي كراسي الحكم و مفاتيح خزائن بيت المال .. لذلك  لا أهتم بما يتداول بين الخلق ولا أصدق أى بيان قادم من طرف يحمل السلاح ويروع الناس به..  حتي لو حلفوا علي كل الكتب المقدسة  أنهم يخوضون حرب تحرير عادلة .

و لا أستمع لاحاديثهم.. و لو إمتلكوا موهبة من سحرونا بخطاباتهم  وكلامهم المعسول و كذبهم المنمق مثل أحمد سعيد ..و محمد سعيد الصحاف.. و حسن نصر الله .

 أكره الحرب و قادتها و محركيها و المتسببين فيها .. مهما كان هدفها..ومهما كان غرضها المعلن نبيلا ..و لا أرى هؤلاء القادة الاشاوس ( تحتمس الثالث ، سيزر ،هولاكو ،تيمور لنك ، نابليون ، هتلر ، موسيليني ، ستالين ، موسي ديان ... الي أخر القائمة ) ابطال صناديد بقدر ما أعتبرهم مرضي قتلة سفاحين متوحشين.

في نفس الوقت ..لا أضر أحدا بموقفي هذا .. فأنا لم أعد  مدعو للقتال .. حتي لوجلس العدو تحت شباك منزلي كما فعل الأخوان في إعتصام رابعة .. و لن يخسرالعالم و الإنسانية  شيئا أن يتجاهل معاركهم و أكاذيبهم شخص عجوز  مكتئب  لدية (عصاب حرب شديد )..فقد الثقة في قادة الجنود و في دعايتهم و أهدافهم .