الاثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ -
٣٠:
٠٥ م +02:00 EET
بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورچ
كنيسة اللة غريبة علي الأرض ، وغريبة من كل أرض . حرة من كل قيد أرضي ، لا يحدها إلا الله الذي في وسطها كي لا تتزعزع . يجمعها من أربع رياح الأرض ، عندما يوحدها ويسير معها ويسيج عليها ويتقدمها ، يسير فنسير متغربين ( لكنه معنا )، وهو مصدر وجودنا وحياتنا وراحتنا ، ولولاه لأبتلعونا ونحن أحياء .
مشقات وآنين وتهديدات ودماء وأستقواء ومخاداعات خسيسة وكراهية ومظالم لا حصر لها .دفعت ملايين المسيحيين في الشرق إلي الهجرة والتشريد والمبيت في غربة العراء والعوز ، يعانون الخسارة والأغتراب الظالم... خسروا كل شئ ، خسروا أوطانهم وممتلكاتهم وتاريخهم وذاكرتهم ، ماضيهم وحاضرهم ، هاربين من الوحشية والهمجية البربرية . لكننا نثق بعين الإيمان أن مولود المزود سيحملهم كما يحمل النسر وحيده ، علي جناحيه ليضعهم من قمه موضع إلي أخري ، وسيستودعهم عشه بآمان وسلامه ، لأن الذين تشتتوا من قبل جالوا مبشرين بالكلمة ، وفي هذه جميعها يعظم أنتصارنا بالذي أحبنا .
أننا في هذه الأؤنه الصعبة نتذكر أخوتنا الذين فروا رآحلين من فلسطين والعراق ومن سوريا ومصر ، هاربين من الفساد ومن وجه الشر الكريه ، ومن أمام المتنمرين الضامرين القتل والسفك والسلب والنقمه ، هؤلاء الأرهابيين الذين خطفوا الثورات وجعلوها لا خريف مصغر بل شتاء عاصف طويل ، لكننا نرسل بعين الرجاء لأخوتنا الذين تشتتوا جراء هذه الضيقة ، رسالة مسيح المذود المولود وسط معاناه الأغتراب والعوز والصقيع أنه لن يتركهم ، لأنهم غير منسيين عنده ، إذ أنهم بسبب أسمه الحسن الذي دعي عليهم صاروا منبوذين مطروديين ، لكنهم مطوبيين مع كل الذين طردوهم وعيروهم وقالوا فيهم كل شر كاذبيين .
إن مسيحنا الحي سيجعلكم فرحيين متهللين لأجل أجركم العظيم الذي في السموات ، وسيضئ بصليبه علي كل الربوع ، ونوره لن تخفيه السنيين ، وناره سوف تحرق حتما كل المضاديين ، طالبين من الملك المولود أن يحل بروح الحريه والحياه والقوه لتحل محل الحروب والسيوف والرماح والخراب ، ليجعل هذه الأرض التي للدوس والعداوة والدماء ، أرض للعيش والرحمه والسجود والاطلاق ... فلينقذنا الله منقذنا ولينجينا إله خلاصنا من الدماء ... القادر وحده أن يخرجنا من الظلمه الي نوره العجيب ، حتي يختم صفحات التاريخ وتبرز صورته مرسومه . في أعمال شهوده ومتقيه ، حتي تكتمل صوره الكنيسة كانطباق المثيل علي المثيل .ا