الأقباط متحدون - القاصرات القبطيات فريسة لعصابات الأسلمة(2)
أخر تحديث ٠١:٣٤ | الاربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٧ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

القاصرات القبطيات فريسة لعصابات الأسلمة(2)

بقلم : جرجس وهيب
تناولتُ في الجزء الأول من المقال أن حرية الاعتقاد الديني مكفولة للجميع، وكامل الحرية لمن يرغب في الاعتقاد أو الإيمان بالدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي، ومن حق أي شخص عاقل بالغ أن يؤمن بأيٍّ من الديانات الثلاث، وأوكد كامل احترامي وتقديري للدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية، وأن خلافنا هنا ليس مع العقيدة الإسلامية، وإنما مع بعض المتاجرين بها.
 
إن هناك عصاباتٍ للأسلمة تنتشر بكافة ربوع البلاد، وتتصيد الفتيات الصغار غير البالغات، وغير المدركات، عن طريق اللعب على وتر العاطفة؛ بهدف الاتجار، وهذه العصابات صَعَّدت من نشاطها خلال الفترة الماضية بشكل كبير، ونجحت في اصطياد عدد من الفتيات القبطيات في سنٍّ تتراوح من 13 إلى 17 عامًا، وأدخلتهم في الإسلام، على الرغم من أن القانون المصري حتى الآن يمنع ذلك قبل الثامنة عشر من العمر!
 
كما أن 99% من هذه الحالات هو نتيجةٌ لعلاقاتٍ عاطفية في البداية لشباب مدربين على ذلك من قِبل هذه المنظمات، تتحول بعضها لعلاقات جنسية، والموضوع ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالإسلام أو المسيحية، فالطرفان سواء المتحولة للإسلام أو من قادها لذلك، أغلبهم لا يعرفون شيئًا لا عن الإسلام أو المسيحية، وما يربطهم بالدينين هما اسمهما فقط، والدليل على ذلك كم العائدين إلى المسيحية.
 
وأتناول هنا في الجزء الثاني من المقال دور الأسرة، وخاصة الام، التي يقع عليها العبء الأكبر من تنشئة الأطفال تنشئة نفسية سليمة، وأن يُدرك الوالدان التغيرات التي تطرأ على أبنائهم خلال المراحل العمرية المختلفة؛ حتى لا يقعوا فريسة لهذه العصابات التي تستغل هذا الموضوع كـ"سبوبة" للكسب المادي من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والوهابية التي تجزل العطايا لهذه المنظمات!
 
فالمتأمل في معظم الفتيات التي اختفين ثم ظهر لهم مقاطع فيديو ليعلنوا عبر رسالة كربونية، ما يؤكد أن مصدرها واحد، أنهن أشهروا إسلامهن بعد دراسة عميقة للدين الإسلامي وقراءة متأنية لتعاليمه.
 
ويري أيضًا أنهن في مراحل عمرية تتراوح ما بين 13 إلى 17 عامًا، هو مرحلة بلوغ الفتيات، واختيار هذا السن، وأنهن فتيات، وليس فتيان، ليس إعطابًا، وإنما لأسباب فسيولوجية، فهذه المرحلة هي مرحلة نمو العواطف لدى الفتيات، ومعظم الأسر المصرية، بمن فيهم الأسر المسيحية، لا يدركون تلك التغيرات، وما يجب فعله في هذه المرحلة الخطيرة، حيث تتدفق فيها المشاعر العاطفية لدى الفتاة، وتتغافل معظم الأسر احتواء هذه العواطف بشكل سليم وصحي ونفسي وديني، وتتجاهل ذلك ليس عن قصد، إنما بسبب مشغوليات الحياة، والبحث عن لقمة العيش، ومشاغل الحياة الاخرى، فيحدث فراغ عاطفي، وعدم اهتمام، يُقابله اهتمامٌ كبيرٌ من مندوبي مبيعات هذه العصابات من بعض الشباب سييء النية، وبالكلام المعسول والعاطفي الذي تستجيب له الفتاة، ثم يحدث بعد ذلك الاختفاء، سواء أكان بإرادة الفتاة أو إجبارها على ذلك عن طريق الإيقاع بها في علاقات جنسية، كما قالت ذلك بعض الأسر، أو اختطاف الفتيات!
 
وذلك كما حدث مع فتاة مطروح، التي خرج أحد القيادات السلفية ليقول إنها أشهرت إسلامها وتزوجت بمحض إراداتها! كيف تتزوج فتاة قاصر، عمرها 14 عامًا؟ وكيف تُشهر إسلامها والقانون المصري يمنع ذلك قبل الثامنة عشر؟ ويؤكد أن الفتاة بالغة وسنَّها قانوني؛ محاولة لخداع المسلمين البسطاء ولقلب الأوضاع، فهؤلاء هم مَن يقودون الناس إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أبسط قواعد التدين، وهي عدم الكذب والتلفيق.
 
فلابد على الأسر المسيحية أن تعي خطورة هذه المرحلة العمرية الخطيرة، وأن تحاول الأمهات التقرب لبناتها، والاستماع إليهن، والحديث معهن بصفةٍ دائمة، والتعرف على أصدقائها، وتوعيتها بخطورة الانزلاق في علاقات عاطفية في هذه السنِّ المبكرة، وخاصة مع شباب عن طريق الإنترنت أو التليفون المحمول، وتنمية مواهبهن في الرسم أو الموسيقى، أو غير ذلك من الأنشطة الرياضية النافعة.
 
كما يجب أن تحرص الأسرة أن يكون لأبنائها علاقةٌ قوية بالكنيسة وقراءة الكتاب المقدس والكتب الدينية، والمواظبة على الاعتراف والإشراف التام، وبقدر الإمكان، على نوعية البرامج التي يتم مشاهدتها في هذه الفترة الحرجة، والتعرف على أصدقائهن، وخلق صداقاتٍ مع بعض الأسر القريبة والمعروفة، وتفريغ طاقات الفتيات في بعض الأنشطة الرياضية، والتأكيد عليهم بعدم دخول وتناول أية مشروبات في أماكن غير معروفة لديهم، وعدم استخدام وسائل مواصلات فردية مثل التاكسي في ساعات الليل المتأخر، وعدم التعامل مع المحلات والشركات والمكتبات التي يكون أصحابُها غير معروفين، والتعامل مع مَن مشهودٌ لهم بالسمعة الطيبة، سواء من الإخوة المسلمين أو الأقباط.
 
أقول لكل الأسر المسيحية إن أبناءكم أصبحوا هدفًا لهذه العصابات، فهناك منظمات كبرى تُخطط للإيقاع ببنتاكم القاصرات، وسيحاسبكم الله على تقاعسكم عن حماية أبنائكم من هذه العصابات، التي هي بعيدةٌ كلَّ البعد عن الإسلام السمح، الذي لا يرضى بالظلم أو خطف البنات من أسرهن، وإجبارهن على الزواج في سن غير قانونية، واستخدام الأساليب الملتوية لتحقيق ذلك؛ من اجل مكاسبَ مادية ليس لها علاقةٌ بالإسلام أو المسيحية.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter