بقلم: منير بشاى
منذ وصول تيار الإسلام السياسي Ù„Øكم مصر وصناعة الÙتنة الطائÙية تسير على قدم وساق. وهي تتم بكÙاءة عالية تنم عن دراية منهجية بالموضوع. ومراØÙ„ صناعة الÙتنة عندهم تتصاعد ÙÙŠ عنÙها من مرØلة٠إلى أخرى. Ùما يدع للعجب كي٠نجØوا ÙÙŠ اشعال نار الÙتنة الطائÙية ÙÙŠ مصر ÙÙŠ هذا الوقت القصير؟!
ÙˆÙيما يلي بعض الأساليب التي يتبعونها:
التجنى
تبدأ الÙتنة بـ"التجني" الذي يتعدى تصيد الأخطاء إلى اختراع أخطاء لم تØدث ونسبها إلى طر٠برىء بقصد الاغتيال المعنوي لشخصيته. من هذه ما Ù†Ùشر ÙÙŠ شبكة "سلÙÙŠ"ØŒ عن قداسة البابا "تواضروس الثاني"ØŒ أنه قال ÙÙŠ نقده للمادة 219 من الدستور الجديد إن "الشريعة الإسلامية تجعل مصر متخلÙØ©"! مع أن قداسته لم ينطق بهذا الكلام إطلاقا وليس من طبيعته الØØ· من عقائد الآخرين! ولكن ما قاله قداسته إنها مادة كارثية لما ستسببه من مشكلات للأقباط وهذا Øقه، ÙˆØ£Ø¶Ø Ø£Ù† هذا الرأي تشاركه Ùيه نساء مصر، وكثيرٌ من المسلمين من مؤيدي الدولة المدنية.
وأسلوب التجنى ليس جديدًا علينا، Ùليس ببعيد تجني د."العوا"ØŒ عندما قال إن الكنائس والأديرة تخزن الأسلØØ© لاستعمالها ضد المسالمين ÙÙŠ يوم من الأيام. والغريب أن تØدث اعتداءات كثيرة على الأقباط بعد ذلك التصريØØŒ ومع ذلك لم يظهر شيء من هذه الأسلØØ© المزعومة لاستعمالها Øتى لمجرد الدÙاع المشروع عن النÙس. هذا بينما ثبت أن بعض المساجد كانت هى التي تخزن السلاØ!
التØريض
هنا يتØول الأمر إلى Ù…Øاولة للإشارة للغوغاء أن يتØركوا للانتقام. ومن التØريضات ما زعمه "الشاطر" أن 80% من المعتصمين كانو من "النصارى"! ÙˆÙÙ‰ Ù†Ùس السياق يقول "صÙوت Øجازي" "لن Ù†Ø³Ù…Ø Ø¨Ø£Ù† يكون 60% من النصارى أمام الاتØادية يهتÙون ضد مرسى"! وقال البلتاجي "ان التقارير كشÙت أن 60% من المتظاهرين أمام الاتØادية أقباط"!
ÙˆÙÙ‰ قناة المØور يقول البلتاجي "إنه شك ÙÙŠ ملتØÙ ÙÙŠ الأزهر يوم الجمعة الماضية ÙˆØ§ØªØ¶Ø Ø£Ù†Ù‡ مسيØÙŠ"! هذه التØريضات هى أكاذيب٠لا تستØÙ‚ تضييع الوقت لتÙنيدها، وكل ما نقوله لهم هو أن تأتونا بالبرهان إن كنتم صادقين. وإذا كنتم تقولون إن المسيØيين لا يزيد تعدادهم عن 5% من سكان مصر- Ùكي٠يستطيع هذا العدد البسيط Øشد 80 أو 60% من عدد المعتصمين ÙÙŠ هذه المليونيات؟!
التهديد
وهنا تتصاعد الÙتنة لتصل إلى التهديد الساÙر! Ùقد نشرت صØÙŠÙØ© Øزب "الØرية والعدالة" الناطقة باسم "الإخوان المسلمين" مقالاً بعÙنوان "الأقباط ÙˆØاÙØ© الهاوية" يتضمن تهديدات٠بقطع أرزاقهم بمقاطعة الشركات والمØلات التجارية للأقباط؛ بØÙجة اتØاد الأقباط مع الÙلول. وصدر تهديد من "صÙوت Øجازي" للمسيØيين يقول "إياكم ثم اياكم أن تتØالÙوا مع الÙلول ضد الشرعية التي انتخبها الشعب، وإلا سيكون لنا شأن آخر"!
وأضا٠"هناك خطوط Øمراء أهمها شرعية الدكتور "مرسي"ØŒ واللي هيرشنا بالمية هنرشه بالدم"! ولست أدري ما هى صÙØ© "المدعو صÙوت Øجازي" Øتى ÙŠÙصدر هذه التهديدات؟ ولماذا تق٠الدولة مكتوÙØ© الأيدى ولا تØاكمه على تهديد المواطنين المسالمين؟!
الاستبعاد
ÙÙ‰ هذه المرØلة يتØول الكلام إلى أعمال. Ùيتم العزل بين المواطنين على أساس الهوية الدينية. وقد رأينا كي٠أن مصر تتØول Øاليًا بالتدريج Ù†ØÙˆ هذا الاتجاه. Ùالمجتمع المصري Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙ†Ù‚Ø³Ù… إلى مسلم (مؤمن) ومسيØÙ‰ (كاÙر)! وتغلبت الهوية الدينية على الانتماء الوطني. Ùردود Ùعل الإسلاميين عند تعيين Ù…ØاÙظ قبطى ÙÙŠ قنا بسبب ديانته، واضطرار رئيس الوزراء إلى قبول الأمر الواقع لدليل على أن نسبة كبيرة من المجتمع المصري أصبØت راÙضة للوجود المسيØÙŠ. ولا ننسى ØªØµØ±ÙŠØ Ù…Ø±Ø´Ø¯ الإخوان السابق أن المالييزي المسلم أقرب إليه من المصري القبطي!
البلطجة
وبهذا تكتمل صناعة الÙتنة Ùتتوارى الشرعية وتÙقد الدولة هيبتها وسيطرتها، ويضيع الأمن، ويغيب القانون، وتصول وتجول الميليشيات الخاصة، ونسمع عن شخصيات غريبة تنسب لها الجرائم مثل "اللهو الخÙÙŠ"ØŒ ويعيش الأقباط ÙÙŠ رعب داخل بيوتهم، وبينما يمشون ÙÙŠ الشوارع. وتكثر عمليات الخط٠ودÙع الإتاوات الباهظة التي يشترى بها الأقباط أولادهم، وتزداد الأسلمة القسرية للÙتيات القبطيات. ونسمع عن عصابات تستولي على بيوت٠وأراض٠يمتلكها الأقباط. ونرى قرى تÙهَجÙّر مسيØييها؛ لأن بعض المسلمين لم يعودوا يتقبلون وجود "ÙƒÙار" ÙÙŠ وسطهم!
الÙتنة نائمة Ø³Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ من أيقظها. قد يبدو أنهم نجØوا ÙÙŠ مخططهم ووصلوا إلى غايتهم، Ùمصر لم تعد البلد الآمن الذي تكلم عنه القرآن، وشعبها لا ÙŠØسون بالبركة التي تكلم عنها الكتاب المقدس. ولكن هذا كله إلى Øين، Ùالشعب المصرى الواعي ÙŠÙهمهم، وسيØبط كيدهم. وستعود مصر يومًا إلى وسطيتها وتسامØها كما كانت دائمًا، لتكون الملجأ لكل Ù…ÙŽÙ† يطلب الأمان، وسÙّلة الطعام لكل جوعان. ومن يقدم الإØسان للغريب لن يمد يده بالأذى إلى شريك الوطن.
Mounir.bishay@sbcglobal.net