الأقباط متحدون - الكراهية للمسيحيين والود لليهود!
أخر تحديث ١٩:٠٢ | الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٨ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الكراهية للمسيحيين والود لليهود!


بقلم: لطيف شاكر
أعلنت الهيئة الشرعية للإسلام، والتي تضم في عضويتها "الشاطر" و"حجازي" و"برهامي"
، أنها تحرِّم تهنئة المسيحيين بالمناسبات الدينية. ويدهشني أن تضم في عضويتها مرشحًا سابقًا لرئاسة مصر وداعية إسلاميًّا!! وأود أن نقنن كلامهم الفاضح، والذي خلا من الأخلاق أو الأدب, والجهل بالتاريخ المصري وعاداته..

أولاً: رغم أن تهنئتكم لنا مرفوضة ومردودة لكم بكل الحب والود, إلا أنني أاريد أن ألقنكم درسًا في الأخلاق:

فلا يوجد في الأديان السماوية أو الأعراف الأرضية, ما يحض على عدم مشاركة إخوتكم في الإنسانية والوطن والعيش المشترك في واجب الحزن أو الفرح, خاصة أنهم يشتركون معك في الواجبات بأمانة دون النظر إلى حقوقهم المهضومة, والزود عن الوطن, وبذل الغالي والنفيس من أجله!

ثانيًا: سنقدم لكم التهنئة في أعيادكم ولن نعاملكم بالمثل؛ عملاً بتعاليم السيد المسيح فرحًا مع الفارحين، وبكاءً مع الباكين, ونحبكم رغم كراهيتكم لنا؛ تنفيذًا لتعليمات الكتاب المقدس الذي يعلمنا أن نحب أعداءنا، ونبارك لاعنينا, والمقصود بالأعداء هم الذين يناصبوننا العداء؛ لأننا لا يجب أن نكره أحدًا, وليس لنا عدو على الأرض, فالمسيح يعلمنا على قدر طاقتنا أن نسالم جميع الناس, ونحب بعضنا بعض كما أحبنا هو, ولم يحض السيد المسيح على كراهية أحد, أو التحريض عليه, أو الحرب معه؛ لأن السيد المسيح أحب العالم كله, وبذل نفسه من أجل البشرية جمعاء.

ثالثا: أدهشني أن يكون في زمرة هؤلاء الشاطر، وهو كان مرشحًا، ومازال يحلم أن يكون رئيسًا لمصر, فكيف يكون رئيسًا لمصر وهو كاره لجزء هام من جسد الوطن؟! وهل حينما لا يعطونه صوتهم يكونون ملامين؟ أنتظر الإجابة إن كانت لديه إجابة!

وأيضًا داعية إسلامي من المفترض أن يحث الناس على المحبة والود والعلاقات الطيبة، وأن يُظهر سماحة الإسلام الذي ينادي به.. أليس هذا من أساسيات الدعوة؛ حتى يجذب الآخرين إلى الإسلام السمح؛ لأنكم لا تظهرون هذا مع الأسف!!

رابعًا: نحن أصل البلد شئتم أم أبيتم, ولا نحتاج إلى إثبات أو براهين لنبرهن لكم على هذا، فالتاريخ لا يكذب, والعالم بأجمعه يعترف بهذه الحقيقة, ويدرسها في جميع جامعات العالم تحت مادتي "الأيجيبتولوجي، والكوبتولوجي", ولا يهمنا رأيكم لأنكم كاذبون, وهذه عادتكم.

دعنا أسوق إليكم قليلاً من المعلومات عن الأقباط وعن الجماعة التي تنتمون إليها, وسبق أن كتبتها في مقالات سابقة, لكن يبدو أنكم تنسون أو تتناسون، عموما التكرار يعلمكم..

أولاً: وطنية الأقباط:

لم يوافق البابا "بطرس الجاولي" على عرض سفير الإمبراطورية الروسية في عهد "محمد علي"، بشأن حماية الأقباط، ولقنه درسًا في الوطنية، أدهشت الوالي، وكافأه وقتها، وأعطاه مركزا مرموقا.. وتكرر هذا المشهد بين المندوب السامي البريطاني، عندما كانت بريطانيا لا تغرب الشمس عن إمبراطوريتها، مع البابا "كيرلس الخامس"، ورفض البابا "كيرلس الخامس"، بعد أن وضَّح له العلاقة الأزلية بين الأقباط والمسلمين. وليتهم وافقوا، كنا استرحنا من وجوههم العكرة, وإن كنا نحزن جدًّا؛ لأننا نفقد أعز الأحباب، وأعظم الأصحاب، إخوتنا، وأشقاءنا المسلمين المعتدلين, الذين لا نستطيع العيش دونهم, وهم أيضًا لا يحتملون الابتعاد عنا.

يقول الزعيم "سعد زغلول": "لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الأجنبي لحمايتهم، وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفي والسجن والاعتقال، ولكنهم فضَّلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجاه والمصالح، ويُساقون للضرب، ويذوقون الموت والظلم، على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعداء الوطن".

وفي كلمةٍ عصماء بعد عودته من المنفي، يقول "مكرم عبيد":

"يقولون أقباطًا ومسلمين، بل هم مصريون ومصريون إنهم إخوة؛ لأنهم بدين مصر يؤمنون، أو أشقاء؛ لأن أمهم مصر، وأبوهم "سعد زغلول".
وفي مقال للدكتور النابغة "محمد أبو الغار"، بعنوان "الأقباط وردة في جبين مصر".. يكتب:

"يا أقباط مصر، أنتم مكون أساسي أصيل ومهم من هذا الوطن وفي تاريخه، وأنا أجلكم وأحترمكم، وسوف تبقون معنا، وسوف نبقى معكم في هذا الوطن.. إن لكم في قلوبنا مكانة كبيرة وحبًّا وتقديرًا، فأنتم جزء منا، ونحن جزء منكم، فلا تخافوا وحاربوا معنا في سبيل بلدنا وبلد أجدادنا".

ويقول الكاتب الكبير المستنير الأستاذ "أحمد عبد المعطى حجازي"، في جريدة "اليوم السابع":

"والقبط إذن هم المصريون جميعًا، لكن ارتباط الكلمة بمصر المسيحية حصر دلالتها في الأقباط الذين ظلوا على دينهم الأول، وباعد بينها وبين الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام".

ويقول المفكر البديع د."طارق حجي" في كتابه "سجون العقل العربي":

"رغم أن مصر كانت كلها مسيحية لعدة قرون، ورغم أن المساهمة المصرية في بقاء العقيدة المسيحية بالشكل الحالي، فإن معظم المصريين المعاصرين بما في ذلك المثقفون، وخاصة المثقفون، إما أنهم لا يعرفون شيئًا على الإطلاق عن المسيحية وتاريخها في مصر، أو أنهم على الأكثر يعرفون القليل جدًّا عن كل ذلك.

ثانيًا: خيانتكم المعهودة:

يذكر "محمود عساف" علاقة الإمام "حسن البنا" بالأمريكان عن طريق "فيليب أيرلاند"، السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بشأن التعاون القوي معهم, وكان يتم الاتصال في بيت السكرتير الأمريكي؛ خشية من فضيحته أمام الحكومة والإخوان. فإذا كان الإمام الملهم الشهيد عند الإخوان قد اتصل بالأمريكان وزارهم في بيتهم ووافق على التعاون معهم, على أن يكون ذلك في السرّ بعيدًا عن الحكومة، فلا غرابة الآن باتصال الإخوان بأمريكا وإسرائيل لزعزعة الأمن الداخلي, من أجل الاستمرار في السلطة بتأييد هذه الجهات الأجنبية.

سبحان الله، أعداء الإسلام هم حماته الآن, وهم سعاته لتمكين الإخوان، هل مثل هذا فكر شرعي يستند لمفاهيم شرعية, أم أن القوم يدّعون حقا يريدون به باطلاً؟!

أما فيما يتعلق بعلاقه الإخوان بالاستعمار البريطاني، فكشف اللواء "فؤاد علام" في كتابه "القيم" حيث أكد أن علاقة الإخوان بالاستعمار البريطاني بدأت عام 1928 بصفقة تمت بين الطرفين بعدم تعرض أيٍّ من الطرفين للآخر، فلم يقدم الإخوان على أي عمل سري ضد الإنجليز مقابل غض الإنجليز الطرف عن نشاطهم.

ويذكر "خالد محمد خالد" أنه في الوقت الذي تخاذل فيه الإخوان ضد الإنجليز استباحوا قتل المسلمين من أبناء الوطن كـ"أحمد ماهر"، و"الخازندار"، و"محمود فهمي النقراشي"، على يد "محمود العيسوي"، عام 1945، أما "النقراشي"، فقتله "عبد المجيد أحمد حسن"، عام1948، وقيامهم بنسف وتفجير بعض المنشآت العامة ودور السينما، راح ضحيتها العشرات من المسلمين.

ومن الإنجليز للملك، فجماعة الإخوان ارتمت في أحضان الملك، وهو ما كشفه "حسن الهضيبي"، عقب لقائه بالملك وإعلانه أن الجماعة تدخر كل قوتها لتأييده، وعلاقة الإخوان بالإنجليز استمرت لما بعد قيام ثورة يوليو، حيث تم اجتماعهم في 7 فبراير عام 1953، في اجتماع ضمَّ قيادات الإخوان مع مستر "إيفانز"، المستشار الشرفي بالسفارة, ثم تبعه اجتماع آخر في 16 فبراير عام 1953.

وفي 24 فبراير، تم انعقاد اجتماع بمنزل "الهضيبي" بمنطقه الروضة بحضور مستر "إيفانز"، حيث أعلن "الهضيبي" أن الشعب البريطاني أقرب الشعوب للإسلام، وفي الوقت الذي كانوا يجتمعون فيه بالإنجليز سرًّا، كانوا يمدون جسور التعاون مع الأمريكان، حيث بدأت الاتصالات يوم 27 مايو عام 1953، حينها رفع المستر "بورديت" تقريرًا عن لقاء تم بينه والمستر "جيرنجان"، كممثلين للجانب الأمريكي مع السيد "محمود مخلوف"، عضو الإخوان، شقيق زوج ابنة "الهضيبي"، وفي 4 يونيو عام1953 تكرر اللقاء, وهذا الأمر يؤكد أن الإخوان يلعبون على كل الحبال منذ القدم، فهم يعمقون علاقتهم بالإنجليز والأمريكان ويرتمون في حضن الملك، وهذه السياسة استمرت من "حسن البنا" حتى المرشد الثاني "الهضيبي"!

وما أشبه اليوم بالبارحة، فإسرائيل التي نعتوها بالخنازير والقردة، أصبحوا الآن "أهلاً وخلان". أما تهنئتهم للمسيحيين، فهي مرفوضة لأنهم كفرة! أرايتم عجبًا أكثر من هذا؟! الحديث طويل ويحتاج إلى مجلدات لكشف حقيقة زبانية الشيطان وأعوان إبليس!

أخيرًا لا نريد تهنئتكم لأنه لا يشرفنا.. وأعلنها أمام القاصي والداني أنتم "خونة للوطن"؛ لأنكم تريدون زرع الفتنة والتفرقة, كما ادعى أحدكم منذ أيام تقسيم مصر بين المؤمنين والكفرة! أما نحن الأمناء على الوطن ونريد وحدته؛ لأنه وطن الأقباط، المسلمين منهم والمسيحيين, لكن أنتم سكان الوطن أي أعراب وبدو, تريدون هدم الحضارة المصرية تارة, وبدستوركم المخزي وانتمائكم للعرب, وليس لمصر وحضارتها, وللإسلام، دون مراعاة أصل الوطن المسيحيون تارة أخري.

كيهك - ديسمبر


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter