الأقباط متحدون - 2012 عام المفاجأت والصدمات
أخر تحديث ٠٢:٢٠ | الجمعة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٩ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

2012 عام المفاجأت والصدمات


بقلم: عصام نسيم
أخيرًا مرَّ عام 2012 وأشرف على الانتهاء بعد أن حمل الكثير جدًّا من أمور كانت يومًا ما مستحيلة أو شبه مستحيلة، عام امتلأ بالأحزان، وقليل من الأفراح. جاء بكثير من المفاجآت غير المتوقعة، وهكذا يمضي، ويترك كثيرًا من التأثير في نفوس غالبية الناس !
 
كان عام 2012 مليئًا بالأحداث المتلاحقة، بل لا نبالغ غن قلنا إن عام 2012 هو عام مفترق في التاريخ الحديث في أكثر من أمر، ففيه تغيرت أمور كثيرة في مصر، وأصبح ما قبل 2012 مختلفًا عن ما بعد 2012 .
 
حمل عام 2012 فجيعة الموت بقلوب الملايين من أقباط مصر ومسلميها أيضًا، وكانت برحيل قداسة البابا شنودة الثالث، والذي كان يوم 17/3/20012، كانت هذه المفاجأة مؤلمة لقلوبنا كثيرًا، فجأة لم نجد بجوارنا قداسة البابا شنودة الثالث الذي معظمنا ولد وتربى وعاش، وقداسة البابا هو بابا الكنيسة، لم نعرف أبًا للكنيسة غيره، حتى أصبح قداسته ملازمًا للقلب، وأصبحنا نقول البابا فقط ليدرك الكل أن المقصود هو البابا شنودة الثالث!
 
رحل العملاق العظيم في البطاركة تاركًا جُرحًا عميقًا في قلوبنا جميعًا لم يندمل بعد، تاركًا فراغًا عظيمًا في الكنيسة لم يمتليء بعد، تاركًا الأقباط في وقت حرج وصعب كان يحتاجون فيه إلى حكمته وأقواله المعزية المؤثرة وابتسامته الرقية الحانية، والحب الذي امتلأ به قلبه للجميع حتى فاض علينا جميعًا .
 
وهكذا كان هذا العام يحمل لنا هذا الأمر الذي لم نكن نتخيله يومًا ما، رغم أنه أمر طبيعي لكل إنسان على الأرض وهكذا رحل البابا شنودة في هذا العام ليترك لنا ذكرى مؤلمة، وأصبح عام 2012 هو رحيل العظيم البابا شنودة الثالث.
 
أيضًا على المستوى الكنسي، حمل لنا 2012 كثيرًا من التخبط والقلق الذي طال كثيرًا من الأقباط بعد رحيل البابا، ومرحلة اختيار البابا الجديد، وسمعنا وعايشنا بعض الأمور التي لا تليق برجال ينتمون للكهنوت سعيًّا في كرسي "مارمرقس"، ولكن نشكر الله، انتهت هذه المرحلة سريعًا واستقرت الأمور، وجاء البابا "تواضروس الثاني"، بطريقة غاية في النظام والشفافية شهد لها العالم كله.
 
كما حمل لنا عام 2012 على المستوى الكنسي أشياء محزنة، ولكنه حمل أيضًا أمورًا عظيمة في الشأن الكنسي، أهمها هو إدارة الأنبا "باخوميوس"، الرجل الرائع، للكنيسة بشكل شهد له الجميع له من ناحية النظام والتدبير وإعلان الحق، دون خشيةٍ من أحد، ليؤكد لنا أن كنيستنا ولادة ومدرسة تخرج لنا عملاقة في الإيمان والإدارة والتعليم.. إلخ.
 
أيضًا من الأمور المفرحة في عام 2012، هو مجيء البابا "تواضروس الثاني" ليكون البطريرك رقم 118 في تاريخ كنسيتنا القبطية، وهو شخصية لم يختلف عليها أحد، وبعد مجيئه، رحَّب به الجميع، وفرحوا بتوليه هذه المسؤولية الصعبة، رغم أن كثيرين كان يريدون أشخاص غير قداسته، ولكن الكل التف حوله، والكل فرحوا به، ليكون بابا وراعيًا لهم.
 
أما على المستوى السياسي، فحمل عام 2012 الكثير من المفاجآت، أيضًا أهمها هو مجيء أول رئيس منتخب في مصر، وأول رئيس بعد الثورة، وأول رئيس من جماعة الإخوان المسلمين، بعد 84 عامًا من تأسيس جماعتهم، وسعيهم للحكم، تحقق حلمهم في هذا العام أيضًا.
 
أيضًا من الأحداث المثيرة في هذا العام هو قرار المحكمة الدستورية ببطلان قانون انتخابات مجلس الشعب، وبالتالي حله، هذا الحدث الذي أثار الكثير من الجدل، ومازالت هناك محاولات مستميتة من التيار الإسلامي لعودة مجلس الشعب، وبالفعل أصدر الرئيس "مرسي" قرارًا بعودة مجلس الشعب ليكون قرارًا عجيبًا مناقضا لحكم المحكمه الدستورية، ويكون بداية سلسلة من تعديات الرئيس على السلطه القضائية، ورغم تراجع "مرسي" عن هذا القرار، لكن هذا القرار أصبح بداية سلسلة من القرارات غير المدروسة، والتي تراجع عنها أيضًا "مرسي"، ولكنها كشفت كيف أن رئيس الدولة أو مَن يخالف القانون، لتكون إشاره منه لأتباع جماعته للتعدي على القضاء بصور مختلفة، كان آخرها محاصرة المحكمة الدستورية، والتعدي على المستشار "الزند"، وقبله تعيين نائب عام بالمخالفة للقانون، إلى جانب الإعلانات الدستورية غير الدستورية بالمرة.
 
أيضًا لم يرد عام 2012 أن يمضي بكل هذا الكم من الأحداث الصعبة على مصر، ولكنه ترك لنا دستورًا تم إقراره بعد استفتاءٍ شابه الكثير من التزوير والمخالفات، بدءًا من جميعته التأسيسة الباطلة، مرورًا بمواده التي كانت محل خلاف كل القوى السياسية، غير المنتميه للإخوان وتيار الإسلام السياسي، دستور امتلأ بالألغام التي من الممكن أن تعصف بهذا الوطن، دستور من الممكن أن يحوِّل مصر إلى دولة متخلفة، ويبتعد بها عن ركب الحضارة آلاف السنين الضوئية.
 
في الحقيقه يترك عام 2012 مصر والرؤية للمستقبل غير واضحة، والكثير يتخوف من شكل هذا المستقبل بعد كل هذه الأحداث، وبعد وصول هذه الجماعات للحكم، فما شكل المستقبل لمصر بعد ذلك، هذا ما سوف يوضحه لنا عام 2013 إن شاء الله، وهل سيكون عامًا يحمل الأمل للمصريين، أم يحمل لهم المزيد من الإحباط واليأس في ظل كل هذا التردي في إدارة أمور البلد؟!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع