الأقباط يصلون بالشارع دون مشكلة فلماذا التعنت في استمرار غلق الكنيسة لإقامة شعائرهم الدينية

نادر شكري
تستمر معاناة أقباط قرية صميدة بمركز سمالوط بالمنيا، بعد تبديد أمالهم في فتح الكنيسة المغلقة بالقرية منذ عام 2006، وكان البعض يأمل في فتح الكنيسة لأقامة صلوات قداس الأربعين لوالد كاهنين بالقرية، بعد أن تم الصلاة على جثمانه الشهر الماضي بأحد شوارع القرية في مشهد وصف بأنه لا يليق بالمشهد الحالى وفى ظل ما يؤكده فخامة الرئيس طوال الوقت على حق المواطنة.

واضطر الكاهنين اليوم أيضا، إقامة صلوات الأربعين، بالشارع بحضور لفيف من كهنة إيبارشية سمالوط ومئات الأقباط، وسط حالة من الحزن لاستمرار هذا المشهد، علما أن الكنيسة المغلقة تقع بجوارهم.

•  اعتذار عن الصلاة بالشارع
وقدم القس يسى مرزوق في كلمته بالقداس الشكر لجميع الحضور لصلوات أربعين والده المتنيح، وعبر عن أسفه واعتذاره لكهنة الكنيسة وللحضور لاستقبالهم بالشارع، واصفا أياه بالمشهد الغير لائق، ولكن لظروف خارج عن أرادتهم.

كما اعتذر القس يسي لأهالي القرية عن غلق الشارع، لإقامة صلوات الأربعين وهو ما تسبب في تعطيل حركتهم المعتادة، لاقامة الصلوات، وتمني الكاهن عدم تكرار هذا المشهد المؤلم مع الاخرين، وأنه كان يأمل أن يستقبل ضيوفه في مكان يليق بهم، ولكن ليس بيده شيء.

كما قدم شقيقه القس سوريال مرزوق، اعتذاره لتكرار مشهد الجنازة التي أقيمت بالشارع، ليتم إقامة صلوات الأربعين أيضا بالشارع، وأنهم يرفعون أعينهم دائما لله.

•  ترسيخ المواطنة
وقال بعض أقباط القرية، من المؤسف ان يتكرر هذا المشهد كثيرًا، رغم وجود كنيسة مغلقة بالقرية، وتم التقدم بطلبات واستغاثات كثيرة لفتحها دون جدوي، وأن اذا كان الأقباط يصلون بالشارع دون مشكلة، فلماذا التعنت في فتح الكنيسة المغلقة، لتكون المكان اللائق لإقامة شعائرهم الدينية، وهو حق أصيل من حقوق المواطنة، ونحن دائما نشعر بالفخر بالرئيس عبد الفتاح السيسى عندما نشهده في مناسبات عديدة يسأل عن الكنيسة، ويطالب ببناء كنيسة بالمناطق المحرومة أو الجديدة، فلماذا لا يتم السير على نهج فخامة الرئيس الذى يحرص على ترسيخ المواطنة.

وكان المقدس مرزوق كامل بقرية صميدة توفي الشهر الماضى وهو والد كلا من القس يسي والقس سوريال، الكاهنين بإيبارشية سمالوط، وكان يأمل الكاهنين فتح الكنيسة والصلاة فيها على جثمان والدهما بالقرية، وهى كنيسة مغلقة منذ عام 2006، لاسيما مع حضور أعداد كبيرة من كهنة وشعب الإيبارشية.
ولم يكن أمام الكهنة سوى افتراش الشارع أمام منزلهما والصلاة على جثمان الوالد، بحضور أكثر من 40 كاهنًا والمئات من الشعب، وسط حزن كبير لعدم فتح الكنيسة التي تلقوا وعوًد كثيرة بفتحها خلال السنوات الماضية، ولكن دون جدوي.

وأقامت أيضا اسرة المتوفي العزاء أيضا في الشارع وصلاة الثالث، وعبر الكاهنين عن حزنهم لوفاة الوالد، وعدم الاستجابة بفتح الكنيسة وهى بيت الله لتكريمه بداخلها، بديلًا للصلاة في العراء بالشارع في مشهد وصف بأنه لا يتفق مع مبادئ المواطنة، وتوجيهات سيادة الرئيس الذى يحرص على تطبيق المواطنة، وأهمها وجود كنيسة للأقباط في المناطق التي لا توجد بها كنائس.

ويذكر أن قرية عزبة صميدة بها ما يزيد علي 150 أسرة مسيحية يعانون من إغلاق الكنيسة منذ عام ٢٠٠٦ وحتى الآن، مما يدعوهم للذهاب لأقرب كنيسة على بعد ٥ كيلو مترات او الصلاة داخل المنازل دون اعتراض احبائهم في العزبة ، ما المانع من الصلاة في الكنيسة، كابسط حقوقهم كمواطنين مصريين يحبون الوطن ودائما يساهمون في الانتخابات والحفاظ علي الوطن.

وسبق وتقدمت ايبارشية سمالوط لمذكرة لوزارة الداخلية قبل 6 سنوات، للمطالبة بفتح بعض الكنائس المغلقة بالايبارشية منها عزبة صميدة، وعزبة داود، وعزبة دبوس وغيرها، ورغم تقدم وعود على مدار السنوات الماضية بفتح الكنيسة، الإ انه لم يتحقق أي شيء من هذه الوعود لتظل معاناة الأقباط في هذه القرى يبحثون عن مكان لممارسة حقوقهم الدستورية في الصلاة، لاسيما أنهم يعانون من الانتقال لقري أخري لاسيما في تقلبات الطقس الصعبة.