محمد يونس
حتي نفهم حقيقة ما يدور حولنا اليوم علينا أن نتأمل الجذور ..وما حدث منذ 1380 سنة ( 642 – 644 ) م .. بعقل أكثر قدرة علي المناقشة المنطقية .. بعيدا عن الإنتماء الديني أو السياسي او العقائدى .
بعد أن إنتصر القائد المغوار (سعد إبن أبي وقاص ) في معركة القادسية علي الإمبراطورية الفارسية قام رجاله بنزح الغنائم من الثروات و الاموال و منها الاسرى و السبايا و أرسلوها للمدينة حيث كان أمير المؤمنين الخليفة عمر (إبن الخطاب) يدبر من هناك معارك إسقاط فارس وبناء امبراطوريته ..
.كان من بين هؤلاء العبيد شخصا شديد المهارة في الحدادة و النجارة و النقاشة ..هو المجوسي فيروز النهاوندى الذى عاش في المدينة .. يستغل مهاراته ..و يتكسب منها (المغيرة بن شعبة) سيدة العربي.
فيروز رأى أميرات وبنات الفرس يبعن في أسواق النخاسة ..و (الهرمزان) أمير الجيوش يعامل كالعبيد .. ووطنه يداس بالارجل المنتصرة.. فقرر أن يخوض معركه يعرض حياته فيها للخطر إنتقاما للوطن المجروح
فيروز النهاوندى فعل ما قام به كل من ناضلوا ضد الإحتلال عبر العصور(التضحية بالنفس في سبيل ما يؤمنون به ).. فقد كمن للخليفة فجرا في ركن من أركان الجامع.. و عندما بدأ ينادى للصلاة إنقض علية و طعنة بخنجر مزدوج النصل ثلاث طعنات قضت علية الثالثة .. ليتوفي في الايام الاولي من شهر أكتوبر 644م .
عندما حاول المصلون الامساك به طعن ثلاثة عشر رجلا توفي منهم سبعة غير الخليفة .. ثم بعد صراعه معهم فر الي مدينة( كاشان) بفارس حيث عاش حتي وافته المنية...وهناك بنوا له أهله مقاما ..لازال متواجدا بحيث ربط الاخوان المسلمين و شيخهم القرضاوى بالتوافق مع شيخ أزهرنا .. أى تقارب مع إيران بازالته .
الإغتيالات السياسية دائما ماتكون مثار جدل طويل لان جماعة من الناس سترى القاتل بطلا و أخرى ستراة شيطانا رجيما ..
هذا حدث مع قتلة عثمان .. ثم الحسن والحسين .. ثم مع (سليمان الحلبي) قاتل كليبر .. ثم هؤلاء الذين كان يقودهم عمر المختار في ليبيا.. او الذين كانوا في جبهة تحرير الجزائر ..أو رجال حماس يوم 7 أكتوبر .. أو رجال حزب الله في جنوب لبنان .. أو أبناء الفرق الإسلامية المختلفة في سوريا و ليبيا و السودان و أفغانستان ..بالإضافة إلي هؤلاء الذين يقتلون الناس في أماكن أخرى متفرقة من العالم لأسباب سياسية عقائدية
إنهم كلهم لهم من يؤيدهم ويجد لهم المبررات و يقول أنهم أبطال في نفس الوقت لهم من يعتبرهم خوارج و إرهابيين .
في زمن قريب قاتل حسن البنا و قاتل السادات ستجد أن هناك طرف ما يراه علي حق و يدافع عنه ... فلماذا يكون أبولؤلؤة المجوسي إستثناء .. إنه في نظر أهله الفرس مناضلا قوميا و بطلا لا يختلف علي بطولته الا من كان من أنصار الضحية
.
قمبيز .. والاسكندر .. و يوليوس قيصر .. وعمر إبن الخطاب .. و سليم الاول .. ونابليون .. كلهم قادة غزوا مناطق عديدة .. وكان من الواجب علي الشعوب المقهورة أن تصارعهم .. وتحاربهم ..و تغتالهم
بل نلوم اليوم الأجداد لعدم قتالهم .. حقا .. قد نحمل بعض الاعجاب لعدد منهم يمنعنا لسبب أو أخرمن فهم الحقائق ..ولكن ليس معني هذا أنه قد إنتفت عنهم صفة الاحتلال لاراضينا و تعذيب الاجداد و سحق إرادتهم .. و وجوب مقاومتهم
بكلمات أخرى ..جون لوك .. رايه أن حقوق الأنسان التي لا جدال فيها بمجرد تواجده علي الأرض هي حقه في الدفاع عن حريته
فهل يحق هكذا للفرس و بعدهم أهل إيران الاعجاب بإبنهم بابا شجاع الدين .. ابو لؤلؤة المجوسي.. ..الذى رغم إستعباد الغزاة له .. لم يستطيعوا سحق روحه و لم يستسلم لسلب حريته ..
بناء هذا الضريح و التمسك به يعتبر عندنا أمرا عجبا ..لان من يسكنون الأضرحة في بلدنا هم من أولياء الله الصالحين الذين لم يكن من بينهم قتلة
و لكن في إيران جرى إعتبارة عبركل العصور 1380 سنة بطلا من أهل زمان!!.. والمبشر بالجنة . عند الشيعة !!.. و يحجون لضريحه في (كاشان ) بايران .. رغم أنه الاثم قاتل ألخليفة الثاني.. عند السنة!!..
.
محمد يونس