الأقباط متحدون - انهيار اقتصاد مصر في عام 2013
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | الاثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٢ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٩١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

انهيار اقتصاد مصر في عام 2013


بقلم: صبحي فؤاد- 

بعض معارضي حكم الإخوان المسلمين في مصر يتصورون أن انهيار الاقتصاد المصري المتوقع، وإشهار الدولة إفلاسها خلال العام الجديد 2013، سوف يتسبب في حالة فوضى كبرى، ومجاعات بطول مصر وعرضها، تؤدي إلى خروج الملايين الغاضبة الجائعة إلى الميادين والشوارع والحوارى للانقضاض على كل ما هو إخونجي أو سلفي، ومحوه تمامًا من الوجود، ابتداءً من قصر الرئاسة ومقاراتهم الرئيسة والفرعية وشركاتهم ومصانعهم ومحلاتهم التجارية ومعارضهم.. ولكني شخصيًّا أرى العكس.. أرى أن انهيار مصر الاقتصادي وإفلاسها يصب بالدرجة الأولى في صالح الإخوان، ويخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية، ويمكِّنهم من فرض سيطرتهم كاملة على مصر.
 
لقد نجح الإخوان في تحييد ملايين الفقراء عن طريق استغلالهم الدين الإسلامي والشعارات والوعود الدينية، وصار أمر خروجهم إذا جاعوا او عطشوا أو أفلسوا إلى الشوارع ضد “مرسي” والإخوان أمر مستبعد حدوثه؛ لأن شيوخ التطرف والعنصرية والفتاوى استطاعوا غسل عقولهم البسيطة، وغقناعهم بأن عذابهم ومعاناتهم وجوعهم على الأرض سوف يقابله مكافأتهم بدخول الجنة وفردوس النعيم!!
 
نعود لشرح كيف أن انهيار اقتصاد مصر سوف يخدم الإخوان ويصب في مصلحتهم ويمكِّنهم من الهيمنة الكاملة على السلطة في مصر.. وأقول ببساطة شديدة إن انهيار مصر اقتصاديًّا سوف يدفع بأصحاب المصانع والشركات الصغيرة والكبيرة والفنادق إلى التخلص من أعمالهم وممتلكاتهم بأسعار زهيدة جدًّا تقل كثيرًا جدًّا عن القيمة الحقيقية لها.
 
وفي هذا المناخ السياسي المتخبط غير المستقر، وغياب الأمن، واستحالة إعطاء ضمانات من أي نوع لتشجيع مستثمرين جدد للقدوم إلى مصر، سوف نشهد عودة أموال الإخوان المهربة إلى الخارج والأرصدة المستثمرة في البنوك الأجنبية إلى مصر؛ لكي تموِّل عمليات شراء المصانع والهوتيلات والشركات المرهقة بالديون وكثرة الخسائر بأسعار رمزية جدًّا لا تذكر، وبذلك سوف يكون الإخوان حققوا الهيمنة الاقتصادية على البلد، بعد أن نجحوا في تحقيق الهيمنة السياسية والانفراد وحدهم بالسلطة واتخاذ القرار.
 
وقد تردد خلال الأسبوع الماضى في الصحف وبعض وسائل الإعلام أن الرجل الثاني في جماعة الإخوان المتأسلمين "عاطف الشاطر"، قام بالفعل بشراء فندف كبير من رجل أعمال مصرى يُحاكم حاليًا بخمسة ملايين دولار، رغم أن قيمته الحقيقية خمسين مليون دولار!!
 
واليوم عندما نرى البلطجية يهاجمون فندق "سميراميس"، وفندق "شيبرد"، بلا سبب واضح أو مبرر، وعندما نجد حملات التخوين والتشهير والتشويه المستمرة ضد بعض كبار رجال الأعمال المصريين مثل "نجيب ساويرس"، و"محمد الأمين"، وغيرهما، فإنما يعني هذا أنهم، أي الإخوان، يسعون بكل الطرق؛ لكي تُغلق الفنادق أبوابها؛ كي يشتروها برخص التراب، وتضيق الخناق على رجال الأعمال المصريين الناجحين مثل "ساويرس"؛ لكي يهربوا إلى خارج مصر، ويتركوا الساحة لهم وأتباعهم بلا منافس، ومن ثم يحتكرون السوق لأنفسهم ويكون اقتصاد مصر تحت رحمتهم وإرادتهم، وبالتالي إذا تحكموا في الاقتصاد والمال بجانب السياسة، فلن تستطيع أية قوة داخلية الانقلاب عليهم والتخلص منهم قبل خمسين عامًا من الآن على الاقل.
 
وحل هذه المعضلة وتحرير مصر من قبضة الإخونجية وأتباعهم تجار الاديان وعملاء أمريكا هو إعلان عصيان مدني كامل من قِبل المعارضين، وهو أمر استبعده لمعرفتي بطبيعة الإنسان المصري المسالمة الاتكالية، أو قيام انقلاب عسكري بمعرفة بعض قيادات الجيش المصرى ضد الحكم الإخونجي، وهو أمر لا يمكن استبعاده؛ نظرًا لأن المؤسسة العسكريه لها مصالحها الاقتصادية، وانهيار مصر اقتصاديًّا، وإفلاسها إذا حدث سوف يؤثر بدرجة كبيرة على هذه المصالح والامتيازات الضخمة التى يتمتعون بها دون غيرهم من بقية أبناء مصر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter