محمد يونس
ليس لدى حلم أو أمل في المستقبل .. سواء لي أو للاسرة او الوطن أو الإنسانية  ..رغم أنني أحب هذا المكان .. لقد عملت خلال شبابي  من أبو عجيلة..و رفح و نويبع.. إلي جبل العوينات و الواحات و أسوان .. وزرت  اماكن عديدة علي البحر الأبيض و البحر الاحمر ..و عشقت مدينة القاهرة القديمة و أثارها ..كما فتنت برقي الأسكندرية والإسماعيلية و الأقصر ..و رايت أننا نعيش في مكان .. رائع السحر و الجمال .. و لكننا شعب كسول .. منخفض المعرفة يقوده جماعات من محدودى الذكاء (الأقرب للعته ) .. داخل متاهه لا تنتهي تمتليء بالوحوش الضارية ..تجعل الحياة حمل سقيم سخيف .. لا فائدة منه .. يسعي أغلبنا لمحاولة التخلص من أعبائها .. إما بالهجرة أو الغيبوبة أو الإستسلام .. و فقد الحلم و الأمل

في شبابي كنت في زيارة عمل لشيكاغو.. وقررت بعد إنتهاء المهمة أن اقض إسبوعا في نيويورك .. كنت مهتما .. بزيارة تمثال الحرية ..و السنترل بارك ..و متحف المتروبوليتان للتاريخ الطبيعي ..كذلك متحف جوجنهايم الذى صممة فرانك لويد رايت ..

جلست بجوراى في الطائرة سيدة مسنة و زوجها .. عندما بدأ الإستعداد للتحرك .. سألتني (( مش خايف )) .. فإندهشت و قلت (( من إيبه )) .. ردت بإبتسامة ودودة .. أصل دى أول مرة انا وجوزى نسافر بالطيارة .. كتمت الضحك إحتراما لمشاعرها .. ثم بدأت أبسط لها الأمر .. فلم تركز في موضوع صعود الطيارة و بدأت تحكي لي أنهما .. فازا في مسابقة أحسن محصول .. بقضاء إسبوع في هاواى ..و أنها أول مرة تغادر مزرعتها ..و سعيدة للغاية .. من هذه المغامرة ...

 ناس طيبين مثل أهلنا في ريف مصر أو العراق أو اليمن أو السودان أو غزة ..ولكن لديهم حكومة و نظام يضع في مراكز إتخاذ القرار الأكثر كفاءة ..فيرعاهم ..ويسهل حياتهم ..و يجعلها أفضل .
 الأن أنا في سنها .. يمكن تجاوزته .. لكنني أعيش في جحيم مكان أخر  يهرس البشر ..بمجرد أن تنهي حاجته لهم ..
معاش ضئيل .. وىيطلع عين أهلك في أروقة الحكومة و بين مكاتب موظفين معفنين .. حتي تحصل علية ..

ثم تبدأ في البحث عن وسيلة للتكسب حتي تغطي مصاريف الأدوية و الطعام .. فضلا عن ما تساعد به الابناء و الأحفاد ..و تستهلكة .. دولة الجباة ..كضرائب و رسوم و زيادات في تكلفة الكهرباء و الغاز و المياة و التليفونات و المواصلات ..

 بصراحة .. نحن نعيش في غابة خطرة. لا تستطيع أن تفكر .. مجرد تفكير أن تغادر مكانك و تذهب لسيوة أو الخارجة أو جبل العوينات ..أو حتي للقناطر الخيرية دون أن يصيبك الكثير من أذاهم و قرفهم .

 بعد أن فقدت باكر ..أفكر دائما في الأمس .. اتخيل سيناريوهات متعددة لحياتنا لو لم تحدث لنا الكوارث الثلاثة ( إنقلاب عسكر 52 وهزيمة 67 ، إستسلام السادات لقوى العدوان و تحولنا لتابع ، هوجة 2011 و ما تلاها من كارثة تحكم المليارديرات وتدمير الإقتصاد و البشر ) .. فاجد أن ما جرى كان أسوأ الإختيارات و أكثرها الما لشعب كان لدية أمل  في حياة كريمة مع حكم الابناء بعد التخلص من الإستعمار .

لا أشتكي ..و لا أطلب حلولا ..و لا أشحت تعاطفا و مساندة ..و لكنني حزين ..من الحال الذى وصلنا له  كبشر و كدولة ..و حكومة ..و لا أرى  علي مدى الشوف إمكانية حدوث أى  إختلاف للأفضل ..... و يحزنني تلك الفرص التي ضاعت علي جيلي ..  لنجني اليوم نتائج عرق و جهد العمر.. الكثير من  الكراهية ..و الإستغلال و الفقد و الخوف من جهل و إرهاب الحكام ... أف
محمد يونس