الخميس ٣ يناير ٢٠١٣ -
٥٣:
٠٤ م +02:00 EET
بقلم: تريزا سمير
تأخرت بعض الشيء عن كتابه هذا المقال؛ للرد على الفتوى التي أصدرتها مؤخرًا هيئة "الحقوق والإصلاح"، والتي تطالب بتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والجبهة تضم مجموعة من شيوخ السلفيين الذين يُعدون "جهابزة" هذا العصر، تلك الفتوى أثارت جدلاً واسعًا، وخاصة مع اقتراب أعياد الكريسماس.
لاحقت تلك الفتوى فتوى من نوع آخر جديد، أصدرها أيضًا "جهابزة" الإخوان المسلمين، وبالتحديد "عصام العريان"، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عندما رحَّب نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، بعودة اليهود المصريين إلى مصر مرة أخرى، بعدما هجَّرهم الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، وأضاف في لقاء تلفزيوني:
"ياريت اليهود بتوعنا يرجعولنا بعد كده علشان يفسحوا مكان للفلسطينيين بقى، يعني الفلسطينيين يرجعوا بلدهم، واليهود العرب يرجعوا بلادهم إن شاء الله، واللي طردهم "عبد الناصر" لازم يرجعوا، طردهم ليه؟ أنا بناديهم الآن "مصر أولى بيهم من إسرائيل"!!
وياللعجب في الكيل بمكياليين، فالوقت الذي يخرج فيه قيادات إخوانية وفتاوى بتحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، يخرج قيادي للإخوان المسلمين ويرحب باليهود!!
هل وصلنا للدرجة التي يُحرَّم فيه تهنئتنا بالأعياد، وإذا كنتم دائمًا ترون أنكم فقط المسلمين المتدينين المؤمنين التي تنتظركم أبواب الجنة بعد موتكم ونحن "الكفار"، ولا يجوز تهنئتنا، أقول لكم يا مَن تقولون أنتم "الكفار"، ولا تعرفون شيئًا عن دينكم، فيقول الشيخ د."مصطفى راشد"، أستاذ الشريعة الإسلامية، وعضو نقابة المحامين المصرية، واتحاد الكتاب الأفريقى الآسيوي:
"إن تهنئة المسيحيين، وغير المسلمين بأعيادهم واجب على كل مسلم؛ لأن الله لم ينهنا عن ذلك، بل على العكس طلب منا أن نقول لكل الناس الكلام الحسن، كقوله تعالى في سورة البقرة "آية 83": "وقولوا للناس حسنًا".
كما أنه أُمرنا أن نردَ التحية بأحسن منها في قوله تعالى في سورة "النساء"، "آية 86": ((إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها))، وإخوتنا المسيحيين يعايدوننا، وسباقون فى التحية والمحبة، فكان واجبٌ علينا ولزامًا شرعيًّا برد التحية بأحسن منها أو مثلها على الأقل .
أيضًا قد أمرنا الله أن نعامل الناس بالعدل والإحسان في قوله تعالى من سورة "النحل"، "الآية 90": ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان)) (ص).
فمن الواضح أن جبهة الحقوق والاصلاح لا تدرى شيئًا عن الإسلام، ولا تنم بأي صلة للحقوق أو للإصلاح وأقول لها وللمثفقين على آرائها، لا نريد تهنئتكم واتركونا في أعيادنا.. اتركونا بدون تفجير كنيسة أو قتل شباب الأقباط يوم أعيادهم، ومعاقبتهم عن إيمانهم المسيحي الراسخ..
فالنظام السابق كان يهنيء الأقباط في الكنيسة، وفي الوقت ذاته، يدبر لقتلهم، والنظام الحالي الفاشي يحرِّم تهنئة الاقباط، ويهدم ويحرق الكنائس.. ألا حان الوقت لأقول لكم "أنتم الكفار يا مَن تقتلون غيركم، فلا يوجد دين ينادي بهذا، ولكنكم مجموعة من الوهابيين غير المصريين.. لا نريد معايدتكم.. وأرجعوا اليهود إلى مصر، فتلك هي أجندتكم الحقيقية أن تدعمكم إسرائيل وأمريكا؛ حتى تستمروا في حكم الشعوب لأقصى وقت ممكن"!!