الأقباط متحدون - مجلس نواب أهل الجنة
أخر تحديث ٢٠:٠٩ | السبت ٥ يناير ٢٠١٣ | ٢٧ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٩٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مجلس نواب أهل الجنة

 فى أول أيام العام الجديد، وفى صفحة الحوادث، نشرت «المصرى اليوم» تقريراً إخبارياً، عن جريمة قتل وقعت فى إحدى قرى مركز الصف، أحد مراكز جنوب الجيزة، خلاصته أن مؤذن القرية، استدرج اثنين ممن اشتهر عنهما ارتكاب جرائم السرقة بالإكراه، وأقام عليهما «حد الحرابة»، وفى اعترافاته، قال المتهم، إنه سأل اثنين من شيوخ الأزهر عن العقاب الشرعى لمن يسرق بالإكراه، ويهدد حياة المواطنين الآمنين، فأكدا له أن عقوبة قطع الطريق هى تطبيق حد الحرابة، وأن هذا هو ما يأخذ به قانون العقوبات المعمول به الآن، إذ هو يعاقب على ذلك بعقوبات تصل إلى حد الإعدام، ولكن شيخاً من شيوخ القرية، أفتاه بأن الصواب، هو أن يقوم بنفسه بتطبيق الحد عليهما.


فتقرب إليهما، واعترف له أحدهما ببعض ما ارتكباه من جرائم، فزعم لهما أن تجاراً سيصلون القرية ومعهم 55 ألف جنيه لشراء دواجن، ودعاهما إلى مشاركته فى كمين ينتظرهم فى الطريق إلى القرية، ليستولوا على النقود، فلما وصلا، أطلق عليهما الرصاص، وسكب البنزين على جثتيهما وأحرقهما، ولم يكتشف أمره، إلا بعد أن تعرفت الشرطة على اسمى الضحيتين، بعد مقارنة نتائج تحليل الحامض النووى للجثتين، بنتائج تحليل الحامض النووى لمقدمى البلاغات عن اختفاء ذويهم، وجمعت بقية المعلومات التى قادتها إليه.
 
وفيما بدا تعليقاً على هذا الحادث، نشرت «الوطن» فى اليوم التالى مباشرة، -الذى يوافق الثانى من يناير- حواراً صحفياً مع الشيخ «هشام العشرى» مؤسس ما سماه «هيئة الأمر بالمعروف»، قال فيه إن مهمة الهيئة هى تطبيق شرع الله فى المجتمع، وأنها تجاهد فى سبيل الله، عبر مرحلتين، الأولى هى «تعريف الناس بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأحوال تغيير المنكر باليد أو باللسان أو القلب، ومن يقوم بذلك، عبر الخطب فى المساجد وتوزيع المنشورات والدعوة فى الطرق»، وقمة المعروف فى هذه المرحلة - كما أضاف - «دعوة غير المسلمين للإسلام بما فى ذلك دعوة الأقباط، عبر منشورات وبيانات توزع أمام الكنائس وطبع كتب لتوعيتهم بأن يعتنقوا دينا يدخلون به الجنة لا النار.
 
من بين مجالات جهاد الهيئة - كما قال فضيلة الشيخ هشام العشرى - تحديد الزى الشرعى للمرأة، وفرض الحجاب على جميع النساء، بما فى ذلك غير المسلمات، ولأن الرجال أيضا يمكن أن يثيروا الفتن، فلابد من تحديد الزى الشرعى للرجل، بمنع الرجال من ارتداء البنطلونات الضيقة والقمصان المفتوحة وارتداء السلاسل والغوايش، لأن ذلك تشبه بالنساء.
 
ومن بين الفواحش، التى سوف تتصدى جماعة المعروف لها، وتجاهد ضدها: سماع الغناء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وتدخين السجائر، حتى للأجانب الذين يزورون مصر وفى مرحلة متقدمة من جهاد الهيئة، لن يكون هناك دور سينما ولا مسرح ولا كليبات ولا مسلسلات «وبناقص سينما ومسرح وفن.. كل هذا كما يقول الشيخ هشام - حرام شرعاً».
 
ومع أن فضيلة الشيخ يتلقى كما يقول آلاف المكالمات يومياً من شبان من مختلف الأعمار يريدون التطوع للعمل فى الهيئة، التى تجد تجاوباً كبيرا فى محافظات الصعيد، خاصة بعد حادث طالب السويس، ويعتبر أن المساجد هى المجال الذى سينشر فيه آراء الهيئة، ويعتبرها مقار لها، وأن الأزهر سيكون المقر الرئيسى للهيئة بعد أن يتم إجلاء الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب» عنه - فإنه يرى أن الهيئة لاتزال فى مرحلة تغيير المنكر باللسان والبيان والتثقيف، وهى مرحلة تنبيه وإنذار قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية وهى مرحلة تغيير المنكر باليد.
 
ومع أن فضيلته يعتبر الدستور القائم دستوراً «بايظاً»، ويعتبر الاستفتاء عليه سوء أدب مع الله، الذى لا يجوز الاستفتاء على شريعته، ويؤكد أنه سيقاتل لكى يكون لمصر دستور من مادة واحدة تقول «الشريعة الإسلامية هى الدستور المصرى» إلا أنه يعلق الأمل على انتخابات مجلس الشعب القادمة فى الانتقال من مرحلة تغيير المنكر باللسان إلى مرحلة تغييره باليد، كما فعل مؤذن مركز الصف، لذلك اعتزم أن يقول للناس خلال معركة الانتخابات القادمة: «انتخبوا فلان لأنه يدعو لتطبيق شرع الله ولتغيير المنكر باليد لأنك بذلك حتروح الجنة.. ولا تنتخب فلان، لأنك إذا اخترته حتروح النار إنت وهو». وبانتخاب الأغلبية من نواب الجنة، سوف تتهيأ الفرصة للشيخ هشام العشرى، لكى يتخلص من الدستور البايظ، ويضع دستور المادة الواحدة، واستناداً إلى فهمه لهذه المادة يصدر مجلس نواب أهل الجنة، قانوناً يضيف هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلى فروع هيئة الشرطة، فيبدأ فى تغيير المنكر باليد، ويتقمص شخصية «الحجاج بن يوسف الثقفى» ويقف على منبر الأزهر خطيباً، فيشهر سيفه فى وجوهنا ويقول:
 
«إنى أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها.. وإنى لقاطفها بهذا.. واللى مش عاجبه يروح ياخد تأشيرة من سفارة كندا!»
نقلاً عن مصراوي

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع