السبت ٥ يناير ٢٠١٣ -
٥٥:
٠٣ م +02:00 EET
بقلم: جرجس وهيب
انتهت منذ أيام بسيطة معركة الدستور الإخواني الذي فُرض على قطاع كبير من المصريين الرافضين له، ويكفي أن 36% من المصريين رفضوا الدستور رغم عمليات التكفير والتخوين والحشد عن طريق السكر والزيت واستخدام الشعارات الدينية.
وشهدت هذه المرحلة تجاوزاتٍ بشعة ضد التيار المدني بصفة عامة، والأقباط بصفة خاصة، فاتهمت قيادات التيارات المدني، وعلى رأسها المناضل المصري "حمدين صباحي"، والدكتور "محمد البرداعي"، والسيد "عمرو موسي"، باتهامات خطيرة من بينها الرغبة في قلب نظام الحكم والانقلاب على الشرعية، وتلقي تمويل من الخارج؛ بهدف زعزعة الاستقرار، ولا أعرف أين الاستقرار الذي سوف يُزعزع، واتهم المتظاهرين بأنهم مأجورون وخونة ويتلقون أموالاً من الخارج، ويمارسون الدعارة أمام قصر الاتحادية ويتعاطون المخدرات!!
وبالنسبة للأقباط، زادت الاتهامات بعض الشيء عن أصدقائهم الليبراليين، ووصلت لعمليات تحريض علنية، ففي يوم واحد خرج الدكتور "محمد بديع"، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والمهندس "خيرت الشاطر"، والدكتور "محمد البلتاجي"، والدكتور "صفوت حجازي"، ليقولوا إن 60% من الموجودين أمام الاتحادية من الأقباط، وهي دعوة للتحريض العلني، وطلب من المسلمين البسطاء قتل الأقباط الخونة، ولا أعرف كيف عرفت قيادات الإخوان أن 60% من الموجودين أمام الاتحادية من المسيحيين؟! هل للأقباط شكل مميز؟ وما المشكلة أن يكون 60% من المتظاهرين مسيحيين ؟ أليس المسحيون مواطنين مصريين لهم الحق في التظاهر والاعتراض؟!
فالمرحلة التي سبقت الانتخابات على الاستفتاء على الدستور، ومن قبله الانتخابات الرئاسية والتعديلات الدستورية من قبل ذلك استخدمت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها ومعاونيها من التيارات الدينية الأقباط كفزاعة للمسلمين البسطاء، ولحشدهم على التصويت المضاد، وهذه المراحل هي مراحل التكفير والاتهامات الباطلة.
ولكن بعد الموافقة على الدستور تغير الخطاب من قيادات المحظورة، والتيارات الدينية، إلى مرحلة "الطبطبة"، وفتح الحضن، وأن مصر لكل المصريين للمسلم والمسيحي، ألم يكن المسيحي هذا منذ أسابيع قليلة من المتآمرين على الشرعية؟!
الإسلاميون فعلاً تيار سياسي يُخطيء مَن ينتظر منهم خيرًا، فهو تيار كاذب، بل يُدمن الكذب والتلاعب في الألفاظ والأقوال ويعمل بطريقة 2+2= 5 وليس 4 كما هو متعارف عليه!
فأمام الاتحادية، ضرب الإخوان المعتصمين السلميين، ثم خرجوا ليقولوا إنهم ضُربوا وقتلوا، على الرغم من الفيديوهات التي فضحتهم، إلا أنهم حاولوا قلب الأوضاع، حتى إن الدكتور "محمد بديع"، المرشد العام، عندما قال له أحد الصحفيين إن الفيديوهات تظهر أن الإخوان هم مَن قاموا بالاعتداء على المعتصمين أمام الاتحادية، قال إن الإعلام الكاذب جعل الصورة تكذب!! لا أعرف كيف تكذب الصورة؟!
أقول وأذكِّر الجميع بذلك؛ حتى لا ينخدعوا بالخطاب المعسول الذي يردده الآن بعض قيادات الإخوان والسلفيين، فهذا لا يخرج عن "الطبطبة والضحك على الذقون"، وستعود لغة التكفير والتخوين خلال أقل من أسبوعين، وتحديدًا قبل 25 يناير، والمظاهرات المزمع تنظيمها، وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية، فطريقة التخوين والتكفير والشعارات الدينية والسكر والزيت هي طريقة مثالية للإسلاميين، وأسفرت عن نتائج مبهرة خلال الانتخابات التي مرت بها مصر بعد الثورة، والبركة في الجهل والفقر، فهما العدو الأول لتقدم البلد، وأنا اعتقد أن الإسلاميين لن يحاولوا القضاء على الأمية أو الفقر؛ لأنهما "وش الخير" على الإسلاميين! ولو تم علاج المشكلتين سوف لا يجدون مَن يسمعهم أو ينصاع إليهم، أو يستمع للغتهم التحريضية.
وأكرر.. إياكم أن تصدقوا الكلام المعسول، فلن يطول، وقريبًا سيعود الإخوان إلى عادتهم القديمة في التكفير والتخوين!!