بقلم عصام نسيم
ميلاد السيد المسيح كان فرح ومسرة للبشرية كلها فلم يأتي السيد المسيح لفئة معينه او شعب معين بل جاء للعالم كله , لقد ارتبط ميلاد المسيح بالفرح والبهجة للعالم كله وكما بشر الملاك الرعاة قائلا : فها انأ أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . لو 10:2
فقد كانت البشرية جميعها تشتاق وتنتظر اليوم الذي يولد فيه المخلص او الله الظاهر في الجسد والعجيب إننا نجد انه ليس اليهود فقد الذين كانوا ينتظرون المخلص بل أن الشعوب الوثنية كانت تنتظر أيضا مجئ هذا المخلص .
فاليهود كان لديهم الكثير من الاشتياقات لدى هذا المخلص حتى ان أنبيائهم عبروا عن هذه الاشتياقات
فنجد المرتل يقول :يا جالسا علي الكاروبيم اشرق قدام افرايم وبنيامين ومنسى ... مز 1:8 , أيضا يقول اشعياء النبي : ليتك تشق السموات وتنزل ...اش 1:64وما اجمل نبؤه باروخ النبي الواضحه للتجسد الإلهي القائلة :هذا هو إلهنا ولا نحسب معه أخر وكل طريق المعرفة اعطاه ليعقوب فتاه واسرائيل الذي احبه وبعد هذا ظهر على الارض واشترك في المشئ مع الناس ...باروخ 36:3 .
وقد أوضح السيد المسيح هذا الاشتياق عندما قال لتلاميذه : ان أنبياء وإبرار كثيرين اشتهوا ان يروا ما ترون ولم يروا مت 17:13 وان يسمعوا ما تسمعون ولم يسمعوا .
اما بالنسبة لغير اليهود من الوثنين عبروا ايضا عن اشتياقهم الي مجئ من يخلصهم ويحررهم من الشرور فقد وجد الباحثون في تراث البشرية القديم ما يدل على ذلك , فمثلا وجد في غاليا ( فرنسا ) ان سكانها كانوا يقيمون تمثالا ومذبحا للعذراء ألمزمعه ان تهبهم مولودا يحررهم .
ووجد شيئا شبيها بذلك في المكسيك حيث كان المكسكيون ينحتون في الصخور تمثالا للاله الذي سوف يسحق التنين ووجد ما يعبر عن ذلك عند الصينين والهندوس والفرس والمصريين القدماء ايضا قال الفيلسوف اليوناني افلاطون ( متى يأتي هذا الشخص الذي يعلمنا كل شئ , انني بغاية الشوق الي معرفته )
ايضا يتهلل الشاعر الروماني فريجيل لذكرى مجئ ذلك المنقذ فيقول : (لقد حانت الأيام الموعودة طفل صغير مرسل من السماء الينا وعلى عهده ستمحى اثار جريمتنا والارض لن تعرف الخوف بعد)
. ( بالطبع انتشرت هذه الأفكار بين الشعوب الوثنية سواء من اليهود الذي تشتتوا في كثير من البلاد ونشروا بعض عقائدهم في مجئ المخلص والتنبؤات التي وردت في كتبهم وأيضا لان جميع الشعوب جاءت من اب واحد وهو ادم والذي اخذ اول وعد بالخلاص حيث قال له الرب نسل المرأه يسحق رأس الحية وهكذا أصبح في تراث البشرية فكر مجئ المخلص من امرأه بغير اب ),
وهكذا نرى مدى اشتياق البشرية في العهد القديم بكل شعوبها وايضا احتياجها الشديد لهذا التجسد الالهي فقد كان التجسد هو مشتهى الامم