الأقباط متحدون - الفرق بين أعمال الله و أفعال إبليس؟
أخر تحديث ٢٠:٠٠ | الاربعاء ٩ يناير ٢٠١٣ | ١ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الفرق بين أعمال الله و أفعال إبليس؟

 بقلم: نوري إيشوع

 "فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم." تك: 1-27
من تصفح هذه الآية و قراءتها يبدو جليا و دون جهد بان الله خلقنا نحن البشر على صورته على صورة الله خلقنا لنحمل صفات لم تُمنح لغيرنا من الخليقة. صفات تتسم بالمثالية الإلهية، كالصدق، المحبة، الطهارة، التسامح و المغفرة, و حب الخدمة و المساعدة......
 
فالله طاهر و يحب الطهارة، مسالم و يدعو الى السلام، متسامح و يدعو الى التسامح و المغفرة، محب و يدعو الى المحبة الإنسانية، متعاون و يحب الخدمة و المساعدة للمحتاجين و المعوزين, طاهر و يدعو الى الطهارة و العفة. لذا دعانا الى حب بعضنا البعض:
".34 وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا."يو:34-13  و دعانا لنكون متعاضدين، متكاتفين في السراء و الضراء"26 فان كان عضوا واحدا يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه.وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه.1 كو : 12-26
 
أما إبليس فهو بغيض و ينشر البغضاء بين بني البشر, قاتل و يدعو الى القتل و الدمار، حاقد و يدعو الى الحقد و الضغينة، زاني و يدعو الى الزنى و هتك الأعراض تحت مسميات عدة، مشرعنة. إبليس هو إله هذا العالم و كل من يحب هذ العالم يكون له جنداً و عبيداً. لانه لا يجوز عبادة إلهين الله و المال. إبليس هو عدو الله و عدو البشرية و أعماله تعكس فظاعة و بشاعة جرائمه باسم الدين أو تحت راية إله هذا الدهر الزمني الذي لا يتوانى عن دفع أعوانه بارتكاب المجازر الجماعية و قطع الرؤوس و نشر الإضطهاد و الأذية بين شعوب و أقوام مسالمة تنشد العيش بسلام و تحاول بث روح المحبة و الوئام.
 
إبليس أعطى لجنوده سلطانا بإقامة الحدود و نصب المشانق دون حدود، فأخذوا مكان الديان باصدار الأحكام و تنفيذ حد القصاص بحق الإنسان، و لكن حاشى و ألف حاشى للإله الحقيقي أن يكون قاتلاً و يدعو للقتل و الذبح, حاشى لله أن يكون سفاحاً و هاتك أعراضاً، حاشى لله أن يجعل بعض المنافقين سادة يكفَرون و يحرّمون و يبحون دماء البشر مهما كانت الأسباب!
 
فكل ما هو من الله، يشعُ بياضاً كالطهارة,  يشرق بالمحبة على العباد دون تفرقة أو إختيار, يقدم الدفئ للمحتاجين و يفرش إشعاعات نوره على التائهين و الحيارى, كل ما هو من الله، يبشر بغدٍ جميل لا ضيم فيه و لا ضير، لا قاتل و لا قتيل، الكل يعيش دون خوف أو خسارة، فتُزرع أغصان الغار في الأوطان ليدفنوا أسلحة القتل و الدمار,  يزرعون الصحارى واحات حبٍ و اخضرارا, فتهطل أمطار الرحمة على كل الأقطار و الأمصار.
 
أما ما هو من أبليس، عباداً كانوا، كتباً أو فجاراً، من يشعلون النيران، في بيوت بلاد الأحرار, من يحرّم و يحلل القتل و يشعل نار الفتنة و الشجار, يغذي الفتن و يجعل العالم ملكه لتعم أفكاره الشريرة، القاتلة كل المعمورة و المحيطات و البحار.
 
 ما هو من أبليس، هو نحر الرقاب باسم رب العباد، و إخفاء صورة الله المتمثلة بالخليقة وتلويث شرف العذارى و يدخل عليهن القاتل بترخيصٍ شيطاني من اللاهي كعريس و مختار، ما هو من إبليس، سرقة البيوت الآمنة،  تدمير الأوطان الحالمة بأمن مواطنيها و سلام بُناتها، لتعم فيها الفوضى و يسود جنود الشر فيحكم مريده و يشعلون فيها النيران. 
 
الله محبة، " ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا.الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه." 1 يو: 4-16
الله، هو إله السلام "سلاما اترك لكم.سلامي اعطيكم.ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا.لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." يو : 14-27
 و كل من يدعو الى القتل و الزنى و الترويع و الهدم و الى كل الإعمال الشريرة و يدعو إليها فهو من أبناء إبليس و أحد جنوده و يأتمر بأوامر أبيه، مهما كانت التسميات و القوانين و التشريعات التي تبرر هذا الإجرام. "44 انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.ذاك كان قتالا للناس من البدء(إي إبليس) ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب." يو : 8-44
تعالوا أحبائي نختار، بين الله الذي يدعو الى المحبة و السلام و بين إبليس إله الذبح و النحر و هتك الأعراض و التحريض على قتل العباد و تدمير البلاد و تحريم الحلال و تحليل الحرام.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter