الأقباط متحدون - أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣ | ٢ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة

 بقلم : إسماعيل حسني

 
إذا لم يكن لدينا أي اعتراض على إسلوب الإخوان في إدراة شئون البلاد، فإن ما يقومون به في مجال التعليم يكفي وحده لتفجير موجة ثورية جديدة في ٢٥ يناير القادم.
 
ففي إطار سياسة أخونة الدولة التي دشنها دستور الإخوان الباطل ويقوم الرئيس مرسي وحكومته بالتعاون مع مجلس الشورى بتنفيذها على أرض الواقع، بدأت جماعة الإخوان في العبث بالمنظومة التعليمية في البلاد من أجل فرض سيطرة الجماعة عليها وأخونتها، وهو ما حذرت منه نقابة التعليم المستقلة منذ أيام في بيان لها. 
 
أعلنت النقابة أن ما يحدث داخل وزارة التربية والتعليم ليس تطهيرا ولا إعادة هيكلة بغرض توفير النفقات كما تدعي الوزارة، وإنما هو أخونة للتعليم عن طريق السيطرة على مراكز ومفاتيح صنع القرار في الوزارة، واستبدال قيادات التعليم في مختلف القطاعات تدريجيا بعناصر إخوانية ولو كانت من خارج الوزارة أو غير مؤهلة علميا لتحمل أعباء هذه المناصب.
 
ولعل أبرز مثال يؤكد هذا التوجه التآمري هو تعيين المهندس عدلي القزاز مستشارا للوزير لشئون تطوير التعليم. فالمستشار الجديد ليس تربويا، وليست له أية خبرة في التعليم العام حيث لم يعمل مطلقا في وزارة التعليم، ولم يحصل على أية درجة علمية في التربية أو التعليم تؤهله لشغل هذا المنصب، ولم تعرف له أية مساهمات فكرية أو أبحاث علمية في تطوير التعليم. أي أن كل مؤهلات مستشار الوزير أنه إخواني ورجل أعمال وصاحب مدارس خاصة ومن رجال المهندس خيرت الشاطر، ناهيك عن كونه والد السيد طارق القزاز سكرتير رئيس الجمهورية. 
 
إن أخونة التعليم جريمة ترقى إلى مستوى الخيانه العظمى، ذلك أنها تعني اغتصاب المجتمع وإخصائه وتغيير هويته بالقوة. 
 
إن أخونة التعليم تعني تغيير هوية مصر من هوية إنسانية جامعة تعبر عن المخزون الحضاري المتراكم منذ سبعة آلاف عام، وعن كل فئات وأطياف المجتمع، إلى هوية أيديولوجية أحادية ضيقة تعبر عن فصيل واحد من أبنائه، كما يتم فرضها بالقانون والبوليس وليس بالحوار والتفاعل والتراكم والتطور وغيرها من أدوات البناء الحضاري.
 
إن أخونة التعليم تعني القضاء على التعددية الثقافية التي تميزت بها مصر عبر تاريخها، والتي أثرت ثقافتها الوطنية عبر العصور بما توفره من بيئة صالحة لتلاقح الأفكار والأيديولوجيات والتفاعل مع المؤثرات الثقافية والعلمية للحضارات المحيطة بنا.  
 
إن أخونة التعليم تعني إفراغ المنظومة التعليمية من محتواها القومي واستبداله بمحتويات دينية وقبلية وعشائرية ترتد بنا إلى عصور ما قبل الدولة الحديثة.
 
إن أخونة التعليم إعتداء على مستقبل الأجيال القادمة وتحويلها إلى قطيع من الأغنام مغسولة العقول والوعي والإنتماء، وغير قادرة على مواكبة التطور العالمي في أي مجال من مجالات الحياة.
 
إن أخونة التعليم تعني أن يضرب المدرسين الشباب بتوجيهات الموجهين التربوية والعلمية عرض الحائط إن تعارضت مع ما يحفظونه من آيات وأحاديث أو من فتاوي الأئمة والمشايخ حول فنيات التعليم أو ضرب التلاميذ وغيرها.
 
إن أخونة التعليم تعني أن يقدم العلم لأبنائنا في قوالب دينية، وأن تتفوق فتاوي المشايخ وآرائهم في جميع المجالات على النظريات العلمية، فينحدر المستوى العلمي، وتسود الخرافة، وينعدم البحث العلمي.
 
إن أخونة التعليم لا تدع أمام المصريين إلا أن يخرجوا إلى الشوارع حاملين أكفانهم طلبا للحرية أو الشهادة. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter