الأقباط متحدون - الوضع في سوريا يزداد سوءاً والعراق يتصدر قوائم الهجرة ومخاوف في لبنان وأقباط مصر قلقون وتناقص الأعداد في غزة
أخر تحديث ١١:٢٥ | الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣ | ٢ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الوضع في سوريا يزداد سوءاً والعراق يتصدر قوائم الهجرة ومخاوف في لبنان وأقباط مصر قلقون وتناقص الأعداد في غزة


تقرير دولي 100 مليون مسيحي في العالم يعانون الاضطهاد
باريس ــ لندن ــ باريس ــ بيروت
غزة ــ القاهرة ــ رويترز ــ الزمان
ذكر تقرير سنوي امس تعكف على مساعدة المسيحيين المضطهدين أن نحو 100 مليون مسيحي يعانون الاضطهاد في أنحاء العالم وأن أحوالهم تزداد سوءا بسرعة في سوريا وإثيوبيا على وجه خاص.

وخصت جمعية أوبن دورز بالذكر كوريا الشمالية والسعودية وأفغانستان كأكثر الدول التي صعب على المسيحيين العيش بها العام الماضي. وكانت الدول الثلاث أيضا على صدارة القائمة التي تضم 50 دولة في عام 2011.

وجاء في التقرير أن سوريا قفزت من المكان السادس والثلاثين إلى المكان الحادي عشر على القائمة بعد أن أصبحت أقليتها المسيحية التي كان مقاتلو المعارضة يشتبهون في بداية الأمر بأن لها صلة وثيقة بحكومة الرئيس بشار الأسد هدفا متكررا للمقاتلين الإسلاميين المتشددين.

أما إثيوبيا التي يمثل المسيحيون ثلثي سكانها فقد قفزت من المرتبة الثامنة والثلاثين إلى الخامسة عشرة بسبب مزيج معقد من مظاهر الاضطهاد يتضمن شن إسلاميين متشديين هجمات وقيام مسيحيين بالانتقام من الحركات البروتستانتية الجديدة. وأضاف التقرير أن مالي جاءت في المرتبة السابعة في القائمة بعدما خلت منها قائمة 2011 وذلك بعدما شرعت جماعة أنصار الدين الإسلامية في تطبيق أحكام الشريعة على شمال البلاد ذي الغالبية المسلمة.
وذكر التقرير الذي نشرته أمس جمعية أوبن دورز التي بدأت في الخمسينات في تهريب كتب مقدسة إلى دول شيوعية وتعمل الآن في أكثر من 60 دولة هناك أكثر من 65 بلدا يعاني فيه المسيحيون اضطهادا .

وقالت الجمعية التي يقع مقرها في الولايات المتحدة يعاني ما يقدر بنحو 100 مليون مسيحي اضطهادا في أنحاء العالم . وكل الدول الواردة في القائمة التي تضم 50 بلدا تقع في افريقيا أو آسيا أو الشرق الأوسط باستثناء دولة واحدة هي كولومبيا التي جاءت في المرتبة السادسة والأربعين. والمسيحية هي أوسع العقائد انتشارا في العالم إذ يؤمن بها ، مليار نسمة يمثلون 32 في المائة من سكان العالم وفقا لتقرير أصدره منتدى بيو للدين والحياة العامة ومقره واشنطن. وجاء في تقرير آخر لمنتدى بيو أن المسيحية تواجه قيودا وعداء في 111 بلدا في حين يعاني معتنقو الإسلام ثاني أكبر عقيدة في العالم قيودا أو مضايقات في 90 بلدا. وقالت أوبن دورز إنها استندت في تقريرها إلى دراسات رسمية وتقارير إخبارية وميدانية واستبيانات ملأها موظفون بها يعملون في مناطق مختلفة. والدول العشر التي جاءت في صدارة تقرير أوبن دورز هي كوريا الشمالية والسعودية وأفغانستان والعراق والصومال والمالديف ومالي وإيران واليمن وإريتريا. وذكرت الجمعية أن كوريا الشمالية احتلت صدارة القائمة للعام الحادي عشر على التوالي لأنها تحظر اعتناق المسيحية. وتقول الجمعية إن ما يصل إلى 70 ألف كوري شمالي أرسلوا إلى معسكرات عمل بسبب عقيدتهم. من جانبها كشفت صحيفة ديلي تليغراف النقاب، عن تشكيل الطوائف المسيحية في مدينة حلب لميليشيات مسلحة خاصة بها للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في سورية، حيث تشارك إلى جانب جماعات من الأرمن في قتال الجيش السوري الحر لمنعه من دخول مناطق مسيحية.

وأضافت أن ما يصل إلى 150 مقاتلاً من المسيحيين والأرمن شاركوا في القتال في الأسابيع الست الماضية لمنع مقاتلي الجيش السوري الحر من دخول المناطق المسيحية في حلب. وأفادت الصحيفة البريطانية بأن المسيحيين في حلب جنّدوا حراساً من حركة الكشافة لحماية الكنائس، و حصلوا على الأسلحة من الجيش النظامي ووحدوا صفوفهم مع جماعات من الأرمن لصد مقاتلي المعارضة إثر انتقال المعركة إلى حلب. وأشارت الصحيفة أنه على الرغم من إعلان القوات الحكومية الشهر الماضي دحر مقاتلي الجيش السوري الحر في حي الجديدة المسيحي التاريخي، إلا أن مقاتلي الميليشيا المسيحية أكدوا أنهم هاجموا هذا الجيش أولاً في الحي في إشارة للجيش السوري الحر.

وقالت الصحيفة أن الجماعات الجهادية المسلحة في حلب أصبح لها تواجداً أكبر على الأرض أكثر من أي مدينة سورية أخرى، ما جعل الأقليات في حلب تخشى من مواجهة المصير نفسه الذي عانى منه المسيحيون في العراق جراء العنف الطائفي الذي اجتاح العراق بعد الغزو عام 2003.
ونقلت الصحيفة عن مقاتل أرمني يُدعى جورج قوله إن مقاتلي الجيش السوري الحر كانوا يختبئون في ساحة فرحات بحي الجديدة وقامت الميليشيات المسيحية باقتحامها وتطهيرها لأنهم كانوا يهددون الكنائس، ومن ثم انضمت إليها القوات الحكومية واعلنت لاحقاً دحرهم على شاشة التلفزيون الحكومي . وأضاف جورج الجميع يقاتلون بعضهم البعض ومن ضمنهم الأرمن لاعتقادهم بأن مضطهديهم الأتراك أرسلوا الجيش السوري الحر لمهاجمتهم، كما أن المسيحيين يريدون الدفاع عن أحيائهم، وشبيحة النظام موجودة أيضاً للقتل والاغتصاب، والقوات الحكومية تحارب الجيش السوري الحر، وأصبح لحزب العمال الكردستاني ميليشيا خاصة به أيضاً .

ونقلت الصحيفة عن رجل دين مسيحي سابق، سمّى نفسه جون ويعيش في بيروت الآن بعد أن غادر حلب، قوله إن الأثرياء والأقليات في حلب، وعلى النقيض من التقارير، ليسوا كلهم مؤيدين للنظام، لكنهم شعروا بأنهم اضطروا لحماية أنفسهم من مهاجرين فلاحين يستخدمون الحرب لتدمير قلب المدينة المتطورة . وقال جون أنا لا أدعم الحكومة، غير أن الجيش السوري الحر هو حفنة من البلطجية واللصوص وشاهدت مقاتليه وهم يسرقون مصانع النسيج ويأخذون كل محتوياتها مثل الغاز والمواد وحتى آلات الخرز . يذكر أن 4 أشخاص من الأرمن قتلوا، أمس الأربعاء، في سورية إثر استهداف سيارة تقلهم على طريق مطار حلب الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان الهجوم الدموي على كنسية سيدة النجاة في بغداد والذي اوقع اكثر من خمسين قتيلا وستين جريحاً ليس أول عمل يستهدف مسيحيي العراق وكنائسهم منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003. فقد استهدفت نفس الكنيسة، وهي اكبر كنيسة في بغداد تتبع طائفة الكاثوليك السريان، في هجوم مماثل شمل خمس كنائس في بغداد والموصل عام 2004.

وتناقص عدد المسيحيين في العراق الى الثلث تقريبا نتيجة الهجرة الى اوربا والدول العربية. ويخشى مسيحيو لبنان ان يكون مصيرهم مثل مسيحيي العراق بداهة لا يمكن ادراج مثل هذا الهجوم الذي وقع على كنيسة سيدة النجاة ضمن العنف الطائفي الذي يجتاح العراق منذ سنوات، لأن الاقلية المسيحية المهمشة في العراق ليست ضمن القوى الطائفية ذات الصلة بالصراع السياسي الطائفي على السلطة في العراق. فالمسيحيون لم يحظوا إلا بتمثيل رمزي في المسرح السياسي العراقي طوال العقود الثلاثة الماضية.

من الواضح أن استهداف المسيحيين ودور عبادتهم والتضييق عليهم اصبح مظهرا مرتبطا بصعود الإسلام السياسي بأطيافه المتفاوتة وهيمنته على مسرح الحراك السياسي في العراق وعدد اخر من الدول العربية خلال العقود القليلة الماضية.

الاستهداف المسلح
ومع ذلك تبقى هنالك ضرورة لمحاولة الاجابة على السؤآل لماذا يتكرر استهداف المسيحيين العراقيين الذي عاشوا بسلام في هذا البلد لقرون؟
تحاول التنظيمات الجهادية الاسلامية المتطرفة والملشيات التابعة للاحزاب الحاكمة ارسال عدة رسائل سياسية وايدولوجية عبر قتل العشرات البرياء من المصلين في الكنيسة، اولها أن الحكومة التي يدعمها الأمريكان في العراق عاجزة عن الدفاع عن نفسها وتحقيق الأمن حتى في قلب العاصمة بغداد.
والرسالة الثانية هي أن القاعدة موجودة وحية وقادرة على إيقاع الأذى بالرغم من كل جهود الحكومة العراقية والقوات الامريكية لقصقصة مخالبها.
علاوة على كل ذلك يستبطن الهجوم على الكنائس طابعا رمزيا وايديولوجيا لا يخفيه ستار الصمت المسدل عليه من قبل الكثيرين. ترافق صعود الاسلاميين والظروف التي اعقبت حربي الخليج وهجمات الحادي عشر من سبتمبر مع تكريس أجواء سياسية ومفاهيم ايدلوجية تنظر للاقليات المسيحية في الدول العربية باعتبارهم مشروع طابور خامس مستعد للتعاون مع الأجنبي ضد الوطن، او تمثيلا من نوع ما للاجنبي غير المسلم بحكم العقيدة المشتركة. نتج عن ذلك اشاعة قدر غير يسير من التوتر في المجتمعات المتعددة الديانات والثقافات، وتفاقم الهواجس والشكوك حيال غير المسلمين من شركاء المواطنة.
ومن المفارق أن يحدث ذلك في العراق تحديدا الذي عاش عصورا مديدة من التعايش السلمي بين الديانات وحيث لعب المسيحيون بل واليهود أيضا ادوارا مشهودة في التيارات العراقية القومية واليسارية حتى منتصف القرن العشرين.
ليس من المستغرب، وإن كان غير مقبول، أن يحد تمدد نفوذ الاسلاميين في الحياة العامة من الهوامش المتاحة لغير المسلمين في مجتمعات لم يتأسس فيها بعد مفهوم المواطنة المتساوية، لكن التوجس من المواطنين المسحيين، وتحاشيهم ثم استبعادهم سينتهي حتما بتوفير المناخات التي تعتبرهم نبتا غريبا اجنبي الولاء وبالتالي تقبل بفكرة الاعتداء عليهم ردا على اعتداءات الغرب. لا شك أن المسلمين العاديين في شوارع بغداد وغيرها لا صلة لهم بالاعتداء على المسيحيين ودور العبادة التابعة لهم وانهم صدموا مثل جميع الاخرين بهول الهجوم الاجرامي على كنيسة سيدة النجاة.
ويبدو بكل أسف أن وقتا طويلا سيمضي قبل ينتهي عصر استهداف الناس على اساس الهوية العرقية والدينية والطائفية في الشرق الأوسط وتصبح المواطنة المتساوية هي القاعدة العادية والوحيدة المقبولة للتعامل بين الناس.
وكان الاحتلال الإسرائيلي 1967 انتفاضة الأقصى 2000 الحصار الإسرائيلي 2007 أسباب عدة أفضت لنتيجة واحدة، هي تناقص أعداد المسيحيين في قطاع غزة، وفلسطين كلها، بحسب مصادر كنسية.
فقد بلغ عدد المسيحيين في قطاع غزة قرابة 3500 شخص من بين مليون و700 ألف فلسطيني يقطنون القطاع.
وقبل عام 1948، كانت نسبة المسيحيين 10 من سكان فلسطين كلها، إلا أنها اليوم لا تتجاوز 1.3 .
مدير العلاقات العامة في دائرة الشؤون المسيحية بكنيسة بيرفيروس بغزة كامل عيّاد أرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها هجرة عائلات مسيحية كثيرة عقب الاحتلال الإسرائيلي للقطاع منذ العام 1967، إلى دول غربية، بسبب الظروف الاقتصادية القاسية . وأضاف،، بعد إنشاء السلطة الفلسطينية 1994 عقب اتفاقية أوسلو للسلام كان هناك أمل باستقرار الوضع السياسي والاقتصادي مما شجع عدداً كبيراً من المسيحيين على العودة .
واستدرك لكن نشوب الانتفاضة الثانية نهاية عام 2000 وتشديد الحصار على القطاع عقب سيطرة حركة حماس عليه عام 2007، دفع المسيحيين للهجرة مجدداً .

وشدد عياد على أن ظاهرة الهجرة منتشرة في صفوف المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين على حد سواء، لكن تأثيرها لا يظهر لدى المسلمين بسبب عددهم الكبير، وخصوبتهم العالية . وأردف انخفاض عدد المواليد المسيحيين ساهم في التناقص الحاد في أعدادهم، فقد اكتفت العائلة المسيحية الواحدة بإنجاب طفل أو طفلين بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور جراء الحصار الإسرائيلي، فقد أنجب جدي ثمانية أطفال، فيما أنجب والدي أربعة أطفال، أما أنا فاكتفيت فقط بإنجاب ثلاثة . ورغم تناقص أعداد المسيحيين فإنهم حريصون على الاحتفال بأعياد الميلاد في كل عام، حسبما أكد عياد، مضيفاً رغم الحصار، وتناقص أعداد المسيحيين، تتم الصلوات الدينية داخل كنيسة القديس برفيريوس كل عام، وتتضمن احتفالات خاصة بالأطفال كعرض مسرحية عن ميلاد السيد المسيح بالإضافة إلى تراتيل دينية ودبكة تراثية فلسطينية وفي نهاية الاحتفال يتم توزيع هدايا رمزية للأطفال عبر شخصية بابا نويل، كما تضاء شجرة عيد الميلاد، بوجود المطران ووجهاء المجتمع المسيحي .
وتابع لا يمكن هنا أن نغفل دور إخواننا المسلمين في العيد حيث تأتي التنظيمات الوطنية والإسلامية والمخاتير رؤساء العائلات والجيران لتهنئة المجتمع المسيحي بالعيد المجيد .
وكان الأب مانويل مسلّم، راعي كنيسة دير اللاتين عن الطائفة الكاثوليكية، قد ذكر أن عدد المسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس يبلغ 65 ألفاً يتوزعون بين طائفتين أرثوذكس 70 وكاثوليك 30 ، يسكن منهم في الضفة الغربية أكثر من 51 ألفاً وفي مدينة القدس أكثر من 10 آلاف وفي قطاع غزة حوالي 3500 مسيحي ، بحسب مسلّم. وتوصف العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في قطاع غزة، بـ الإيجابية ، حيث لم تسجّل عبر التاريخ الحديث أي إشكاليات تذكر، سوى احتجاجات نادرة لبعض العائلات المسيحية على إشهار بعض أبنائها لإسلامهم.
ومن العائلات المسيحية الشهيرة في غزة ترزي، خوري، عياد، الصايغ، الطويل، الصّراف .
وما زال المسيحيون في قطاع غزة يحتفظون ببعض المؤسسات الأهلية البارزة، مثل جمعية الشبان المسيحية ، و جمعية اتحاد مجلس كنائس الشرق الأوسط ، وهي جمعيات تقدم خدمات إنسانية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.

مدارس خاصة بالرهبان
كما يمتلكون عدداً من المدارس الخاصة ومنها مدرسة العائلة المقدسة، ومدرسة البطريركية اللاتينية، ومدرسة راهبات الوردية، ومدرسة الروم الأرثوذكس ، غالبية طلابها والعاملين فيها مسلمون نظرا لقلة عدد المسيحيين في القطاع. وتدل الاكتشافات الأثرية على وجود تراث مسيحي تاريخي في قطاع غزة، حيث اكتشفت آثار تعود إلى القرن الرابع الميلادي، منها دير القديس هيلاريون في مدينة النصيرات وسط القطاع، والذي يعتبر مؤسس المسيحية في فلسطين. ومن أهم الكنائس المسيحية كنيسة القديس بيرفيريوس في حي الزيتون شرق مدينة غزة،
من جانبه أكد الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، أن تقسيم مصر إلى دولة إسلامية وقبطية كلام خيال ولا يمكن تطبيقه عمليا، والأقباط لا يقبلونه ولا يريدونه، أنهم منتشرون في كل الأماكن ولا يوجد لهم تمركز معين، فهم جزء من الشعب، وليس لديهم مقومات دولة وأنه لا يوجد لدى الكنيسة جيش أو بوليس أو مؤسسات تشير إلى هذا الأمر.
وذكر سكرتير المجمع المقدس أن المخاوف ليست من الدين الإسلامي، بل من المتطرفين دينيا، مشيرا إلى أن الدين موجود منذ القرن السابع، وأن هناك ديانات كثيرة على وجه الأرض والناس تتعايش مع بعضها رغم وجود بعض الاختلاف والتنوع في العقائد والكيانات، لكن الخوف دائما يأتي من وجود متطرفين يستخدمون العنف في التعامل مع الآخرين، معربا عن أمله في أن يقود مصر التيار المعتدل الوسطى ليحقق السلام والأمن في الوطن.
وكشف الأنبا رافائيل، على هامش ترؤسه قداس عيد الميلاد في للإسكندرية، أن هناك قضايا عالقة تتعلق بالأقباط وتحتاج إلى حل، وسيتم طرحها بعد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية. وأوضح أن انسحاب الكنيسة من اللجنة التأسيسية للدستور يعود إلى منظور وطني وليس منظورا طائفيا، وسببه أن الدستور لا يخدم مصر، وإذا كانوا قد مُنحوا في البداية بعض المواد التي تخدم مصلحة الكنيسة، لكن الكنيسة لا يمكن أن تبيع مصر من أجل مصلحتها الخاصة. وشدد على موقف الكنيسة من القدس، موضحا ان البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، سيأخذ نفس المسار الذى اتخذه البابا شنودة والكنيسة والمجمع الكنسي، مشيرا إلى أن الكنيسة مجمعية وليست باباوية بمعنى أن القرار جماعي لا فرديا، وهو قرار صادر عن المجمع المقدس، والقرار موجود منذ أيام البابا كيرلس السادس قبل البابا شنودة. وعبر البابا تواضروس الثاني، بابا الاقباط، عن حزنه ازاء الدعوة الى تحريم معايدة المسيحيين، داعيا الى الرد عليها وعدم التعامل مع المروجين لها، محملا المجتمع ككل مسؤولية المخاوف التي يشعر بها اقباط مصر. وقال البابا تواضروس في حوار على قناة ام بي سي مصر مساء السبت الماضي، إن الفتوى بعدم المعايدة على الأقباط هو أمر يمثل جرحا كبيرا لنا . واضاف المجتمع لازم يقول لأي حد بيحرم معايدة الأقباط عيب.. وعلى الاقل اصمت . وأضاف ان من يشوه صورة المجتمع ومن يقصي الآخر، لابد ألا يتعامل الإعلام معه .
واصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح في مصر والتي تضم ممثلين من التيارات السلفية والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، أبرزهم خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين قبل اسبوعين فتوى نشرتها على موقعها الالكتروني بعدم جواز تهنئة المسيحيين باعيادهم الدينية. واكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن المخاوف التى يشعر بها البعض هى مسؤولية المجتمع، ويجب أن تكون الرسائل التى تقدم لنا رسائل طمأنينة ، مشيرا الى أن جمال مصر فى تنوعها ويجب أن نحرص عليه جميعا . وانسحبت الكنيسة المصرية من الجمعية التاسيسية التي صاغت الدستور المصري وسيطر عليها التيار الاسلامي. واقر الدستور المصري في استفتاء شعبي بعدما وافق عليه نحو 64 من الناخبين المشاركين. وقال البابا تواضروس ان مواد الدستور المصرى لم تأخذ ما تستحقه من مناقشات مجتمعية للوصول إلى اتفاق كامل حولها، واضاف ان بعض المواد كانت تسبب إشكالية عند الأقباط .
واضاف ان الدستور هو المخزن الذى نستمد منه كل حياتنا كمجتمع، لذلك حينما أضع دستورا فى بلد لابد أن أضعه تحت روح المواطنة، دستور يجمعنا أننا مصريون .
وأوضح ان الكنيسة انسحبت نتيجة لعدم وجود حوار كاف حول مواد الدستور ، وتابع ان الأمور تمت على عجلة وعدم احترام للرأي الآخر، وشيء طبيعى أن يحصل الانسحاب .
وصباح الاحد، ارسل الرئيس المصري محمد مرسى برقية تهنئة إلى البابا تواضروس الثانى والى اقباط مصر بالخارج بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، أعرب فيها مرسي عن أصدق تهانيه وأطيب تمنياته له ولجميع الإخوة الأقباط بموفور الصحة ولوطننا مصر بدوام العزة والتقدم ، حسبما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.

وقالت الوكالة ان مرسي قرر ايفاد محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية إلى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية لتقديم التهنئة إلى البابا تواضروس الثانى وإلى الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد وحضور الاحتفال المقام بالكاتدرائية. وفيما بدا رسالة طمأنة للاقباط من جماعة الاخوان المسلمين بعد الفتاوي الاخيرة بعدم جواز تهنئة المسيحيين باعيادهم الدينية، قدم المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع الأحد تهانيه للأخوة المسيحيين بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الميلاد، كما بعث برقيات تهنئة لقيادات الكنائس المصرية، حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية. وقال ايمن رمزي بغضب، اشعر بالخوف وعدم الامان. تصريحات الاسلاميين والجو العام ضدنا ، معبرا عما يشعر به اقباط مصر في اول عيد ميلاد يحتفلون به بعد استحواذ الاسلاميين على ابرز مكتسبات الثورة.

واحتفل اقباط مصر الاثنين بعيد الميلاد لاول مرة في ظل سيطرة التيار الاسلامي على الحكم. فالرئيس محمد مرسي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين، والدستور الجديد صاغته جمعية تاسيسية سيطر التيار الاسلامي عليها وانسحب منها التيار المدني وممثلو الكنائس المصرية الثلاث. وتعتبر الكنيسة والمعارضة المصرية ان المادة 219 من الدستور المصري الجديد تفتح الباب امام اعتماد اكثر التفسيرات تشددا للشريعة. واضاف رمزي 38 عاما، مهندس وزوجته تتابع ما يقول بقلق واضح، اخشى على مستقبل بناتي والحكومة مسؤولة عن تلك التهديدات ، في اشارة الى تكرار حوادث خطف الفتيات الاقباط. واصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح في مصر والتي تضم ممثلين من التيارات السلفية، والإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، أبرزهم خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين قبل اسبوعين فتوى نشرتها على موقعها الالكتروني بعدم جواز تهنئة المسيحيين باعيادهم الدينية.
وقالت مادونا ناجي 23 عاما، طالبة انا متضايقة جدا.. الافكار الرجعية والمتخلفة حولنا في كل مكان ، واضافت وهي تدخل الكنيسة، اتعرض لمضايقات في الشارع من فترة لاخرى بسبب عقيدتي الدينية . وتابعت ناجي التي وارت صليبا صغيرا حول رقبتها خلف قميصها بأسى المشكلة اننا كاقباط شكلنا معروف . بدوره قال ريمون فايز، 38 عاما، الموظف بشركة طيران الجو العام يشعرني بالخوف ويكبت حريتي كانسان . واضاف اتحوط كثيرا للمجيء للكنيسة .. لكنني لن اغادر مصر ابدا ، لتلتقي كلماته مع ترنيمات جوقة الانشاد في الكنيسة وهي تقول متعلمتش اعيش وانا خايف واعدد في جراحي .
وهاجرت اخت ريمون وابناؤها الي الولايات المتحدة خوفا على مستقبلهم منضمين لالاف من الاقباط الذين غادروا البلاد منذ رحيل حسني مبارك مطلع 2011.

وفي حي شبرا، ذات الكثافة المسيحية الكبيرة في قلب القاهرة، تلقت محلات تبيع تماثيل وبراويز خاصة بالمسيحيين رسائل من اسلاميين متشددين تحذرهم من بيع التماثيل باعتبارهها محرمة.
وقال مرقص رشدي 40 عاما، صاحب متجر الذي لا يزال يضع تماثيل للسيدة العذراء والسيد المسيح خارج واجهة محله الزجاجية المكتظة بهدايا اعياد الميلاد نتلقى رسائل مثل تلك منذ سنوات لكنها الان اكثر جرأة وتخلفا .
وقال بائع كتب وشرائط دينية مسيحية بتلعثم دون ذكر اسمه الرب فوق كل مخاوفنا .
وعاش المجتمع القبطي لعقود في انزواء بعيدا عن الشارع وانحصر التعبير عن غضب الاقباط وتظاهراتهم دوما داخل الكنيسة، لكن كثيرا من الاقباط شاركوا بشكل واسع في الانتفاضة الشعبية التي اسقطت نظام مبارك في شباط 2011، املا في غد افضل وهو ما وجدوا عكسه تماما، بحسب اقباط عدة تحدثوا باقتضاب واحباط عن الثورة.
واتهم قادة واعلاميون منتمون للتيار الاسلامي المتظاهرين المعارضين لمرسي امام قصر الاتحادية في كانون الاول الماضي بانهم مسيحيون ، وهو ما زاد من تراكم الخوف والقلق لدى اقباط مصر وزلزل شعورهم بمصريتهم تحت حكم الاسلاميين.
وفي بهو كنيسة قصر الدوبارة الواقعة قرب ميدان التحرير والتي تلعب دورا بارزا في علاج مصابي احداث العنف منذ شهور دون تمييز، يقول غايس موريس 23 عاما، مصمم جرافيك الثورة شاركت فيها كل الاطياف وفي النهاية اختطفها التيار الاسلامي .
واضاف موريس الذي شارك في تظاهرات الاتحادية التحريض كان ضدنا في التلفزيون بشكل واضح . وتابع وهو ينظر نحو علم مصر المعلق في مكان بارز في قاعة الكنيسة الاسلاميون يعاملوننا كفصيل، وليس كمصريين لهم الحق في التعبير عن رايهم .
ويقول المفكر القبطي جمال اسعد ان اختطاف التيار الاسلامي للثورة شجع التيارات المتطرفة على اطلاق تصريحاتها المتشددة ضد الجميع .
وتابع اسعد المناخ الحالي حتى لو لم يجد مجالا للتطبيق على الارض، فقد زاد من الفرز الطائفي واصاب الاقباط بالقلق وعدم الامان . ويعتقد اسعد ان الازمة لدى الاقباط تزيد على المستوى النفسي والعصبي وليس كامر واقع حالي .

وحضرت قيادات حزب الحرية والعدالة الاخواني وعلى راسهم محمد مرسي رئيس الحزب آنذاك قداس عيد الميلاد العام الماضي، لكن احمد سبيع المتحدث باسم الحزب قال لفرانس برس السبت سنصدر موقفنا من الحضور في بيان رسمي . وينتظر الاقباط رؤية الي اي مدى سيتغير موقف الحزب الاسلامي من مناسبتهم الدينية بعد الوصول للحكم. ويقود البابا تواضروس الثاني صلاة عيد الميلاد للمرة الاولى بعد تنصيبه بابا لاقباط مصر في تشرين الثاني الماضي.
ويعتقد انطون فاروق 40 عاما، تاجر ان النظام الحالي جعل المتشددين اكثر جرأة ، وتابع ضاحكا الرئيس لا يستطيع اغضابهم بسبب الديون الانتخابية .
وقال الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، معاناة الاقباط مصدرها غياب الدولة والقانون ، وتابع لو كان هناك قانون يعاقب الجميع دون تمييز لما وجدت تلك المشاعر الغاضبة والقلقة .
واضاف جاد الاخوان غيبوا الدولة اراديا لان الرئيس غير قادر على مواجهة اهله وعشيرته.. الحل بسيط ان تتم استعادة دولة القانون..الحل في دولة المواطنة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.