400 ألف دولار للحصول على الجنسية وبعد 4 أشهر يحصل على جواز سفر سارى لمدة 10 سنوات
أمام حائط ناد صحى «جيم»، بحى راق، وقفت مجموعة من الشباب، الذين انشغلوا للمرة الأولى عن أجهزة التمرين الرياضية، التى حضروا لأجلها، ليطالعوا بشغف إعلانا كبيرا كتب عليه «بارك حياة سانت كيتس». تفاصيل الإعلان تثير فضول أى شاب، «الحصول على جواز سفر خلال 3 إلى 4 أشهر فقط، من تاريخ التقديم -لا داعى لزيارة الدولة- منح تأشيرة شنجن، التى تسمح لحاملها بالدخول والإقامة فى الدول الأوروبية».
الإعلان الذى بدا أنه يتيح فرصة نادرة وغير مسبوقة، تسهل الهجرة، لطوابير الحالمين بالفرار من الأوضاع السيئة، أصبح منتشرا فى أنحاء القاهرة، خاصة فى الأماكن التى يرتادها الشباب، مثل الأندية والمولات الكبرى، مستغلا الوضع الاقتصادى، الذى تمر به مصر فى الوقت الحالى، والأوضاع غير المستقرة، إذ يقدم شروطا بسيطة جدا للحصول على جنسية دولة تسمى «سانت كيتس»، مستغلا إحباط الشباب المصرى من حالة الحريات فى ظل حكم الإخوان، بعبارات من عينة «سانت كيتس موطنك وملاذ حريتك». دولة «سانت كيتس» التى تبشر بها تلك الإعلانات، أصغر دولة ذات سيادة فى الأمريكتين، سواء من حيث المساحة أو عدد السكان، وتقع فى مكان ساحر بالبحر الكاريبى، وترأسها ملكة إنجلترا، باعتبار الدولة عضوا مستقلا فى «الكومنولث» البريطانى. وتشتهر «سانت كيتس» بأنها الملاذ الآمن لتهريب الأموال غير الشرعية، لأنها بلد بلا ضرائب، كما تسوّق لنفسها دائما، حيث لا تفرض ضرائب على الأموال.
«الوطن» رصدت رحلة الحصول على جنسية «سانت كيتس»، التى تسمح بازدواج الجنسية إذ «يمكنك الاحتفاظ بجنسيتك الحالية. تسمح حكومة سانت كيتس بحمل جنسية مزدوجة. لن تنشر الحكومة أى معلومات تتعلق بالأشخاص الحاصلين على الجنسية. لن تُطلع دولتك الحالية بأمر الحصول على الجنسية»، وكلها أجوبة مطمئنة وتسهيلات تتيحها إعلانات الهجرة إلى «سانت كيتس»، وليس على الراغب فى جنسية هذه الدولة إلا دفع 400 ألف دولار أمريكى، يحصل بعدها، وفى غضون أربعة أشهر على الأكثر، على جواز سفر سارٍ لمدة 10 سنوات، يمكن تجديده بسهولة عبر البريد. كما يمكن لمواطنى «سانت كيتس» السفر دون تأشيرة، والحصول على تأشيرة عند الوصول إلى 140 دولة، من بينها المملكة المتحدة ودول الشنجن الأوروبية، ومعظم الدول الأعضاء فى الكومنولث البريطانى. المبلغ الكبير الذى يدفعه الراغبون فى الجنسية يكون مقابل الاستثمار بأحد المشروعات السياحية، كما جاء فى الموقع الإلكترونى الخاص بالشركة المعلنة، وللحفاظ على الجنسية، يتعين على المستثمرين الاستمرار فى استثماراتهم المؤهلة لمدة 5 سنوات كحد أدنى، وبعد ذلك يجوز بيع الحصة لمستثمرين آخرين، يجوز لهم أيضاً التقدم بطلب للحصول على الجنسية، من خلال نفس أداة الاستثمار. أما الطريقة الثانية لنيل الجنسية، فتتمثل فى الإسهام فى صندوق تنوع صناعة السكر «إس أى دى إف» مقابل 250 ألف دولار أمريكى للفرد، و300 ألف لمن يعول أسرة مكونة من زوجة وطفلين تحت سن 18.
لم يضع الإعلان الذى يروج لجنسية «سانت كيتس» أى وسيلة تواصل من خلال رقم تليفون أو ملتقى لتقدم راغبى الجنسية، فى حين اكتفى بوضع رابط لموقع إلكترونى، وخانة «اتصل بنا» وضع فيها عنوانا على برج الخليفة بإمارة دبى فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
السفير أحمد حجاج أمين عام الجمعية المصرية الأفريقية، أوضح لـ«الوطن» أن «سانت كيتس» جزيرة صغيرة، ومعروفة لدى الأوروبيين بأنها المكان المناسب لتهريب الأموال وعدم تتبعها، بسبب عدم سؤال المودع عن مصدر أمواله أيا كان الرقم الذى يودعه، وقال حجاج: ما يحدث حاليا استغلال لسذاجة الشعب المصرى، وحالة القلق الشعبى من الوضع الحالى، والاعتقاد بأن الهجرة وسيلة الإنقاذ الوحيدة، باستغلال المناخ العام للترويج لجنسية كاذبة.