مستور أبوشكارة: نرفض تسليم أراضينا مرة أخرى.. وتدشين حركة تضم «مطروح وسيناء والنوبة» ضد التهجير
فى الوقت الذى مر فيه عام على دخول أهالى «الضبعة» لأرض المحطة بعد هدمهم السور الذى يبلغ طوله 15 كيلومتراً على طريق الساحل الشمالى، وبعمق 4 كيلومترات حتى ساحل البحر، وتمكنوا من الأراضى طبقاً للاتفاق الرسمى مع قيادة المنطقة الشمالية لحين الفصل بينهم وبين هيئة المحطات النووية، تحولت الأرض المزمع إقامة المشروع النووى لتوليد الكهرباء عليها إلى زراعات مختلفة، ومشروعات بدأت تدر أرباحاً على المواطنين.
أهالى الضبعة زرعوا الأراضى بمحاصيل القمح والشعير وبعض الخضراوات، منها: البصل والكوسة، بنظام الرى على الأمطار، حتى تغيرت معالم الأرض التى كانت خاوية دون وجود أى شىء يُذكر سوى بعض المخازن القديمة التابعة لهيئة المحطات النووية.
أقام الأهالى ما يقرب من 10 مزارع دواجن، فضلاً عن إقامتهم منازل، خاصة للذين تم تهجيرهم.
«الوطن» رصدت بالصور تحول أرض الضبعة إلى خلية نحل يعمل خلالها الأهالى فى رفع كفاءة حدائق التين والزيتون، التى يمتلكونها بأرض المحطة، بعد أن أهملوها لأكثر من 30 عاماً، بعد انتزاع الأراضى منهم بالقرار الجمهورى للرئيس السادات، وتحويلها مرة أخرى إلى مسطحات خضراء من الشعير والقمح والخضراوات المختلفة.
قال فايز أبورشوان: «عندما ندخل أرضنا داخل المحطة السابقة نشعر بالاطمئنان؛ لأنها أراضى آبائنا وأجدادنا، خاصة بعد أن أحييناها مرة أخرى، وقمنا بزراعتها لتصبح جنة، وننتظر نزول الأمطار خلال تلك الأيام ليكبر الشعير والقمح والبصل الذى زرعناه، والذى نعيش عليه طوال العام؛ لأنه لا يوجد مصدر رزق آخر سوى الزراعة».
ويؤكد مستور أبوشكارة، المتحدث الرسمى باسم رابطة المناهضين لإقامة المشروع النووى، أن أهالى الضبعة متمسكون بأراضيهم بعد أن سُلبت منهم لمدة 30 سنة دون رضاهم، وأعطوا الدولة سنتين إضافيتين بعد الثورة لإقامة أى مشاريع تنموية دون مقابل.
وقال: بدأنا بالفعل فى زراعة أكثر من 120 ألف شجرة زيتون، والتعاقد على أكثر من 300 ألف شجرة تين، وزراعة كاملة للمساحة من الداخل بالقمح، والشعير الذى تتميز به هذه المساحة من الأرض فى الساحل الشمالى.
وطالب الدولة بالوفاء بالتزاماتها تجاه أهالى الضبعة بتقنين أوضاعهم وتعويضهم عمَّا لحق بهم من أضرار طيلة 32 سنة، وذلك بإنشاء مدارس ووحدات صحية ومنازل للأهالى المتضررين، وتوصيل جميع المرافق لهم من مياه وكهرباء، وتعويضهم مادياً ومعنوياً.
وأوضح أبوشكارة بقوله: إننا حالياً بصدد الاستعدادات للاحتفال بحلول الذكرى السنوية الأولى لتملكنا أراضينا، التى توافق يوم 13 يناير الذى يُعد بالنسبة لأهالى الضبعة يوماً تاريخياً، استعادوا فيه كرامتهم وحقوقهم المغتصبة من النظام السابق، الذى لا يزال يمارس أدواره تحت أسماء جديدة من ضمنها وزارة الكهرباء، التى لم يطلها التطهير منذ ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا، ومن هنا فنحن نرفض تسليم أراضينا مرة أخرى.
ويكمل حمدى حفيظ، من أهالى الضبعة، أحد منسقى الاحتفال: «إن احتفالنا يوم 13 يناير الجارى نؤكد من خلاله استمرار نضالنا السلمى ضد جميع أشكال التمييز والإقصاء والتهجير الممنهج، الذى يمارَس علينا باستمرار، وتحت أسماء عدة، وفى سبيل ذلك فنحن ملتزمون بجميع القوانين والمواثيق التى تكفل لنا حرية التعبير والمطالبة بالحقوق، ومن أهم هذه الحقوق: الحق فى الأرض والسكن».
وأشار إلى أنهم خلال الاحتفال سيعلنون عن تدشين حركة تضم «مطروح وسيناء والنوبة» ضد التهجير لكى يستمر العمل بشكل أكثر فعالية، وسيفعلون كل ما بوسعهم للدفاع عن مجتمعاتهم ضد أى اعتداء من أى طرف تحت أى اسم لخداع الرأى العام، بما فى ذلك حق العودة لأهالى النوبة وأهالى الضبعة وكل من تم تهجيرهم من أرضهم بحجج واهية.
يُذكر أنه فى 13 يناير 2012 اقتحم أهالى الضبعة أرض المحطة وواجهوا قوات الجيش، وتم هدم السور، وعقدت المنطقة الشمالية العسكرية اجتماعاً رسمياً بحضور ممثلى محافظة مطروح، وهيئة المحطات النووية والأهالى، وتم الاتفاق على تعليق البت فى أرض محطة الضبعة، وتركها لمجلس الشعب للفصل فى إقامة المشروع النووى على الأرض من عدمه.