الأقباط متحدون - دبر حياتنا كما يليق
أخر تحديث ٢٣:٠٧ | الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣ | ٧ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

دبر حياتنا كما يليق

 بقلم: شريف منصور 

 
في خضم الحياة المتقلب تتقاذفنا أمواج كثيرة لا تتوقف لحظة ولا تهدئ. في صلاة القداس كم سمعنا العبارة التي تقول دبر حياتنا كما يليق. و كم من مرات نرددها عندما تكون الأمواج عالية وقاسية. وفي كل مرة نردد متسائلين ما هي لياقة الحياة و كيف يتدبر الله أمور حياتنا. فهل سيتدبر الله أمور حياتنا أن كنا لا نسير في حياتنا معه ؟ الإجابة نعم اكم من مرات دبر الله حياتنا بما يليق بأبناء الله حفاظا علي أرواحنا من الضيقات، حتى لو كانت حياتنا بعيده عنه و كأنه يعطينا فرصة تلو الاخري أن نعيش حياتنا كما يليق في الرب. 
 
في السنوات الماضية مرت الكنيسة ومازالت تمر بأمواج عالية فالكنيسة مضطهدة و الكنيسة محاصرة من كل ناحية بصعوبات لم يحلم أي منا أن هذه الأمواج ستنكسر أمام قوة الرب بطريقة لا نعرف ولا ندري كيف. 
 
قال احد الأساقفة الأجلاء حبا في قداسة البابا لمتنيح الأنبا شنودة الثالث انه من سيسلم الكنيسة للسيد المسيح . تعجب العديد من هذا القول و فسره البعض بتفسيرات أصابت الكثيرين بروح الإحباط بعد انتقال قداسة البابا شنودة الثالث إلي السماء. و لكن الكنيسة كانت تصلي و صامت و ردد الإباء الأحبار و الكهنة و الرهبان و الشمامسة و الشعب "دبر حياتنا كما يليق “. 
 
و تمت إرادة الرب في كنيسته ودبر لها راعي مبارك من الروح القدس أعاد الطمأنينة لقلوب شعب الكنيسة، بل و في غضون أسابيع قليلة أعاد قداسة البابا تواضروس الثاني الهدوء و السكينة إلي قلب شعب الكنيسة ممجدين اسم الرب القدوس. 
 
و ألان نقول جميعا "دبر حياتنا كما يليق" في مصر و عندما يدبر الرب حياة أبناءه كما يليق في مصر سيكون هذا تدبيرا حسنا لكل شعب مصر مؤمنين و غير مؤمنين، لان الله هو صانع الخيرات ومدبر طعاما لكل ذي جسد. و نصلي و نرفع قلوبنا الي فوق ناظرين و منتظرين رحمة الأب القدوس. 
فهاهو مدبر حياتنا ينظر ويعرف مدي احتياجينا و مدي ضعفنا أمام شرور هذا العالم. فنحن لا نمسك سيوفا ولا نملك إعداد غفيرة نغلب بها شرور هذا العالم ولكن نثق في ألهنا من قال ثقوا أنني غلبت هذا العالم. 
 
دبر حياتنا كما يليق بأولاد الرب دبر حياتنا كما يليق بمن يؤمن ان كل شيء في هذا العالم هو في يدك وبأمرك ولن تسقط شعرة من رؤوسنا إلا بسماح منك يا رب. 
 
دبر حياة شعبك المؤمن بما يليق يا رب دبر علاقاتنا ببعضنا بعض اولا بما يليق بأبناء الرب وليس كأبناء العالم. علمنا طرقك المستقيمة علمنا أن نري النور و البهجة في كل المؤمنين قومنا و أصلح من أي اعوجاج فينا . 
 
يا الهي انهي انقسامات الكنيسة يا ربي يا من هو قادر علي كل شيء نصلي أليك و نتضرع أليك أن توحد كل من يعرف اسمك القدوس في كنيسة واحدة متماسكة قوية نعلوا ونسموا فوق اختلافاتنا الأرضية نقي نياتنا و نقي قلوبنا يا الهي . و نحن كاملين في اسمك يا قدوس.
 
في أخر مقابلة بيني وبين المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث قلت له كنائس مصر مكملة لبعضها البعض و تحمل في طياتها أجمل ما في الكنيسة من إعمال. 
فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة الله الروحانية حافظة الأيمان عبر القرون بشهدائها و بإبائها القديسين من حمل الأيمان وحافظ عليه و علمه لنا و استقت جميع شعوب الأرض منه. فهي كنيسة الروحانيات العالية و منبع الرهبنة. 
 
و الكنيسة الكاثوليكية حاملة الأيمان لأقاصي الأرض من مشارقها إلي مغاربها عندما كانت كنيستنا الأرثوذكسية سجينة و كل همها الأكبر هو الحفاظ علي الأيمان المسيحي في مصر لقرون طويلة من الاضطهاد و الاستشهاد. في ذاك الوقت انطلقت الكنيسة الكاثوليكية تحمل الأيمان عبر الخدمة الميدانية للتعليم و شفاء المرضي لأقاصي المسكونة فهي كنيسة الخدمة المكملة لروحانيات كنيسة الله الأرثوذكسية.  
 
وهاهي الكنيسة الإنجيلية حملت البشارة وترجمتها إلي كل لغات العالم و تخصصت في الكلمة و الموعظة و دراسة الإنجيل. 
الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة الروح و الكنيسة الكاثوليكية كنيسة روح الخدمة و الكنيسة البروتستنانية كنيسة روح خدمة الكلمة. فهاهي الكنائس كنيسة واحدة روحانية خادمة فلنصلي ان تتحد الكنائس ويدبر الرب حياتها كما يليق . 
 
و لم يمضي علي صلاتي للرب أن تتوحد الكنيسة، فعلمني كيف يدبر الله الخير من خطأ غير مقصود. ففي الرسائل المتبادلة بين أعضاء مجموعة الأقباط حول العالم تطرقنا إلي مقال نشر في احد الصحف وكان فيه معلومات معكوسة لا تليق ان تنشر. فجعلتنا نشعر ان من يكتب هذه المعلومات المغلوطة لم يفطن إلي أن مثل هذه المعلومات المغلوطة و التي فهمنا ان من كتبها كتبها بقصد أن يعكسها في عالم يري كل شيء مقلوبا رأسا علي عقب. 
 
ولكن من أين يعرف من يقراء مثل هذه المقالات ان الكاتب كتبها في عدد افتراضي. علي كل حال كتبت الرد للراسل ولكن أخطأت في اسم الراسل وكتبت الرد لشخص أسمة صفوت. 
 
فجاءني ردا من جناب القس الدكتور صفوت ألبياضي ينفي انه كاتب السطور التي رددت عليها. 
 
فكانت مفاجأة أن يهتم جناب القس بالرد شخصيا علي رسالتي . وتبادلنا الايميلات و تعارفنا شخصيا وشكرت الرب علي صنيعه خيرا من خطاء غير مقصود وهكذا "دبر الرب حياتنا كما يليق" وقال لي جناب القس الدكتور صفوت البياضي في رسالته أن الرب صنع خيرا بأن الكنائس المصرية ستجتمع في مجلس الكنائس المصرية الذي وافق عليه قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث و أكمله قداسة البابا تاوضروس الثاني . فحلم الوحدة و الاتحاد سيدبره الرب لنا كما يليق. فلنصلي ان يدبر لنا الرب حياتنا كما يليق في مصر ويعم السلام و المحبة بين أبناء مصر .    

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter