بقلم منير بشاى
ماذا Øدث لصاØبة أقدم وأعظم Øضارة عرÙها التاريخ؟ مصر التى كانت المقياس الذى يقاس به جمال وازدهار البلدان، Ùقيل مرة ÙÙ‰ وص٠اØدى البلاد انها "كجنة الله كأرض مصر". مصر الطعام الوÙير الذى كان يطعم كل جوعان، ومصر الأمن والأمان الذى كان ÙŠØتمى به كل مظلوم، ومصر الرخاء الذى كان يقصده كل باØØ« عن الثروة. مصر التى كانت أمريكا عصرها بل وتزيد. البلد الذى يأتى اليه الناس Ùيجدوا الصدر الرØب ليقبلهم ويضمهم ويعطيهم الÙرص والØقوق والØريات Øتى قبل ان يتم اختراعها بواسطة منظمات Øقوق الانسان الغربية. مصر التى لجأ لها اليهود والعرب والشوام والاتراك والايطاليين واليونانيين والأرمن، Ùصهرتهم ÙÙ‰ بوتقتها واصبØوا يجمعهم القاسم المشترك الأعلى أنهم مصريون. ولكن ÙÙ‰ يوم من الأيام خطر على من لم ÙŠÙهم اصالة مصر ان يتخلص من كل هؤلاء، Ùغادروا بلدهم مصر الذى لم يكونوا يعرÙون بلدا سواه، بينما الدموع تنهمر من عيونهم.
وماذا Øدث لأØوال مصر المالية؟ مصر البلد الذى سمى المال يوما باسمها "مصارى"ØŸ وكانت العملة المصرية تØمل قيمتها من اسم البلد الذى أصدرها، مثل الدولار واليورو والاسترلينى مجتمعين.
هناك عبارة تتردد كثيرا ÙÙ‰ Ø£Øاديثنا هذه الأيام "Ùاكر أيام زمان؟" وهى -رغم صدقها، تزعجنى وتصيبنى بالاØباط. Ùالعبارة تتØسر على الماضى المجيد وتنعى الØاضر المرير وتنظر الى المستقبل بكثير من التوجس والخوÙ.
Ùاكر أيام زمان Øين كانت مصر منارة الØضارة والعلم والأدب والÙن، والبلاد العربية كانت تتطلع لعون مصر المالى والمعنوى. كانت مصر وقتها تتبرع للسعودية بكسوة الكعبة Ùيخرج المØمل بها من مدينة ملوى عبر الصØراء الشرقية ÙÙ‰ موكب شعبى ØاÙÙ„ Øتى يصل للبØر الأØمر ثم ينتقل بالباخرة الى مكة. Ùاكر المعلم المصرى الذى ÙØªØ Ù„Ù‡Ù… المدارس وأشر٠عليها وعلم أبناء السعودية بل وكل دول الخليج تقريبا كمنØØ© من شعب مصر الكريم؟ الآن مصر تمد يدها لتستجدى المعونات من السعودية بل من دويلة صغيرة مثل قطر ومع المعونات تخضع لشروطهم وتمتثل لأوامرهم.
Ùاكر الجنيه المصرى يوم ان كان ÙÙ‰ عاÙيته؟ وكان يستبدل بجنيه انجليزى ذهب وتأخذ معه بعض "الÙكة". اليوم تدهورت قيمته لما يعطى لشØاذ بينما تصاعدت قيمة الجنيه الانجليزى الذهب الى 2422 جنيه مصرى. وصدق أو لا تصدق أنه وقتها قدمت مصر سلÙØ© لبريطانيا (العظمى).
Ùاكر – وليس هذا بعيدا- يوم كان مرتب خريج الجامعة مجرد عشرين جنيها، ورغم اننا لم نكن راضيين عنه الا انه كان يكÙÙ‰ لدÙع اجرة السكن والأكل والملبس والمواصلات واØيانا ÙŠÙيض القليل للادخار. كانت ايجار الشقة وقتها 5 جنيهات واليوم Ø£ØµØ¨Ø Ø§ÙŠØ¬Ø§Ø± نقس الشقة 1500 جنيه!
نستطيع ان نسترسل ونقارن بين أيام زمان وما آلت اليه الأمور ÙÙ‰ مصر اليوم. وعندئذ نستطيع ان نكذب آذاننا وان صدقناها قد نندهش وقد نصعق لما وصلت اليه معدلات الصر٠بالمقارنة بمعدلات الدخل. ثم نستغرب كي٠يستطيع المواطن العادى ان يجد مجرد ما يسد به رمقه ويسكت به صرخات معدته الخاوية، ناهيك ان يكون لديه رÙاهية اختيار ما يروق له او تشتهيه Ù†Ùسه من الطعام.
تقول التقارير المتداولة ان Ù†ØÙˆ 40% (أو 25% Øسب التقارير الرسمية غير الموثوق Ùيها) من الشعب المصرى يعيشون تØت خط الÙقر أو على ما يقل دخل الÙرد عن 173 جنيه ÙÙ‰ الشهر أو 5.7 جنيه ÙÙ‰ اليوم أى أقل من دولار واØد ÙÙ‰ اليوم. ÙˆÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù† الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم ÙÙ‰ ظل تدنى معدلات الاستثمار العالمى ÙÙ‰ مصر ÙˆÙÙ‰ ظل ضرب السياØØ© وهو قطاع كان يعيش منه واØد من كل سبعة مصريين. ÙˆÙÙ‰ ظل انتشار البطالة المريع.
ومن هنا لم يكن هناك Ù…Ùر من ان تعتمد مصر على السل٠لتستطيع ان تدÙع مرتبات العاملين وتÙÙ‰ بالتزاماتها المالية الأخرى. ولكن البنوك العالمية ترÙض تمويل مصر بسل٠جديدة لعدم ثقتها ÙÙ‰ مقدرتها على السداد. وهنا لجأت الØكومة الى Øيلة "الصكوك الاسلامية" وهو اسم يرضى المزاج الدينى المنتشر ÙÙ‰ مصر ÙÙ‰ هذه الأيام. ولكن المشروع تواجهه أسئلة كثيرة مثل: ما هى ضمانات مصر لهذه السلÙØŸ وهل سترهن مصر مواقع استراتيجية هامة يمكن ان تÙقدها للمستثمرين الذين قد يكونوا من الأجانب Ø£Ùرادا أو دولا؟ أما المواطن العادى الذى يعتمد على هذه الادخارات ÙÙ‰ Øياته اليومية Ùلا Ø£Øد يلومه ان لجأ الى الØذر الشديد للØÙاظ على تØويشة العمر لئلا يتكرر ما Øدث مع شركات توظي٠الأموال (الاسلامية) ÙالÙكرة متشابهة وأرجو ان لا تكون أيضا النتائج.
مصر تدخل منعطÙا خطيرا بالنسبة Ù„Øالتها المالية. والسل٠ليس هو الØÙ„ الا اذا كان لانشاء مشروعات انتاجية سو٠تدر بدخل ÙŠØقق Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ÙÙ‰ لتسديد السل٠مع الÙوائد. أما السل٠لغرض الاستهلاك Ùهو تأجيل وتضخيم للمشكلة وهو توصيÙØ© أكيدة تصل بمصر الى الاÙلاس- لا قدر الله.
مصر تØتاج الى اقتصاديين أكÙاء للبدء بتØديد المشروعات الانتاجية المناسبة للمواد الخام المتوÙرة ÙÙ‰ مصر والتى تتمشى مع خبرات العامل المصرى ويكون لها طلب ÙÙ‰ الأسواق العالمية. ÙˆÙÙ‰ مجال Ù…Øاولة تØسين الاقتصاد المصرى لا أرى كي٠نهمّل قطاع السياØØ© الذى هو جاهز من كل وجه لجنى ثماره دون تكالي٠سوى قليل من الدعاية ليتدÙÙ‚ على مصر Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ù†Ø¨Ù‰ Øاملا معه "الخير لمصر"ØŒ مع الاعتذار لشعار الأخوان الذى لم نر له – Øتى الآن- نتائج، سوى مجرد الكلام.
Mounir.bishay@sbcglobal.net