الأقباط متحدون - حثالة الأفكار وسعي الشطار..!
أخر تحديث ١٣:٣٥ | الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣ | ٩ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حثالة الأفكار وسعي الشطار..!

بقلم: محمد حسين يونس

في الوقت الذي كانت تحتفل فيه مصر بـ"فتاوى الجاز" التي تمنع الفتيات المراهقات من الجلوس بمفردهن مع آبائهن من "الوحوش الشرسة" الذين عندما يرون البنت ترتدى ملابسًا كاشفة في منزلها سينقضون عليها مفترسين إياها، وأنه لابد من تواجد الأم أو الخال لمنع الآباء من اغتصاب بناتهم، مع أن نفس المصدر يسمح لمَن يسمونهم مجاهدين بمعاشرة السوريات واغتصابهن أثناء خوض غمار معارك العدوان على أهل الشام!
 
أو أنه لا يوجد سن لزواج القاصرات مادامت قدراتها الجسدية تسمح لها بتحمل مشقة الزواج، ولو أن طفلة في السادسة أو السابعة تحملت معاشرة "فيل" من الذين يعلفونهم بأموال الجاز، فلا مانع أن يدفع مهرها لأبيها ويستخدمها كيفما يشاء!
 
او منع الأطفال من مشاهدة "ميكي ماوس"، وأفلام الكارتون من و"الت ديزني"؛ لأنها مليئة بمشاهد الإلحاد.
أو منع اللاعبات من المشاركة في "الأولمبياد"؛ بحُجة المحافظة على "عفة" الأخوات المسلمات.
 
فإذا ما إضيف لها تكفير مَن يقول إن الأرض كروية وإن الشمس لا تدور حولها.. أو إن التعامل مع البنوك "حرام"، والديموقراطية "بدعة" و"ضلالة"؛ لذلك يحق الكذب والتزوير والحنث بالوعد وتضليل الكفار من المسلمين ( الذين لا يتبعونهم)، فإننا أمام منظومة متكاملة من "أفكار الحثالة" الذين لا يريدون أن يفهموا حقيقة قياسات الزمن الذى نعيش فيه!
 
كان على الجانب الآخر كما أرسل لي صديق ألماني- أثق في إخلاصه ومحبته لمصر، رغم أنه غادرها منذ نصف قرن - الرسالة التالية:-
"بمجرد ما استلمت إسرائيل خمسة غواصات حاملة للصواريخ من ألمانيا كهدية، أسرعت مصر بشراء غواصتين من نفس النوع، لكن عندما شرعت ألمانيا في إرسال البضاعة لكم، ذهب على الفور "نتنياهو" إلى "برلين" وطلب من "أنجيلا ميركل"، عدم إرسال أسلحة للبلاد المجاورة لوطنه، وبالفعل أصدرت "ميركل" أمرًا بعدم إرسال الغواصات التي كانت تقف في ميناء "بيريوس" باليونان في طريقها إلى الإسكندرية، ومن المضحك أن ألمانيا تحاول الآن بيع الغواصتين إلى أي بلد آخر في البحر المتوسط، والكل رفض ما عدا "إسبانيا" التي وافقت بشرط أن تحصل عليهما كهدية وليس بالشراء، على كل حال، أثبتت إسرائيل كالعادة أن لها كلمتها في العالم، وأن العرب بضعفهم وشكلهم المختلف الغريب عن باقي الدنيا، أصبحوا بدون أصدقاء، خاصة بعد ما تحول الإسلام إلى دين عنف وقتل وكره وصراخ، وأصبح يمثل خطورة على ثقافتهم ونمط حياتهم بمحاولات تحكمه في سلوكيات الآخرين!!
 
الإخوانجى أو السلفي نصف الجاهل- في مصر – يسعي إلى السيطرة على الآخرين وفرض رأيه، وهو لشدة غبائه يطالب بتطبيق شرع (الله) السعودي، رغم ما يراه من أمراض نفسية واجتماعية تسبب فيها رجال الدين الوهابي، ووضعهم النساء في خيام سوداء قبيحة، عمومًا إذا كان الشعب المصري يوافق ويرضى ويصمت عما يحدث له من تغييرات سلفية، فإن شعوب أوروبا والعالم المتحضر ترفض التعامل مع كل هذه الأنماط السلوكية الغريبة عليهم، ناس كثيرة أعرفها امتنعت عن زيارة مصر التي كانت جميلة في الماضي، وأصبحوا يفضلون قضاء إجازتهم السنوية في بلاد غير إسلامية، وبدون تدخلات في حرية السائح، السياحة لها قوانينها التي تبتعد دائمًا عن التعصب والأخطار!!
 
عندما يقول أحدهم إننا زاحفون إلى القدس بالملايين، فبالنسبة إلينا هي مزحة من تخاريف الدعاية الانتخابية، أما بالنسبة (للشطار) فهي تهديد يستدعي وقف تسليم الغواصات، حتى لو أخذها طرف ثالث دون مقابل!!
 
إذا كانت إسرائيل قادرة على مسك مفاتيح الواردات لبلادنا، فنحن بذلك أصبحنا تحت رحمتها، خصوصًا أن سيناء اليوم قد خرجت من أطر السيادة المصرية، وأصبح يحكمها مجموعة من قطاع الطرق الغزاوية والسلفية التي هاجرت اليها من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم مع تجار المخدرات وزارعيها ومهربي البضائع والبشر الذين تحركهم مافيا بيع الأعضاء البشرية.
 
إننا أمام فكر شديد الرجعية والتدني في مواجهه شطارة القادة الإسرائيليين الذين يعرفون كيف يقودون المنطقة لصالح أنشطتهم وخططهم التكيكية والاستراتيجية.
فلنحتفل بالحثالة القادمة من بلاد "الجاز"، ولنترك الغزاة يتوغلون مكررين مأساة جيش عرابي الذى كان محدودًا من الحركة البندولية في حلقات الذكر، بينما الخائن (خنسو) يقود جنود الاحتلال البريطاني نحو إفنائهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter