الأقباط متحدون - أين الضمير وأين الدين... وعلي فين يا مصر رايحين!؟
أخر تحديث ٠٦:١٨ | الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٣ | ١٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أين الضمير وأين الدين... وعلي فين يا مصر رايحين!؟


بقلم: د. صفوت روبيل بسطا
كان يوم عصيب علي كل المصريين سواء بداخل مصر أو خارجها ، من كمية الحوادث والأحداث المتلاحقة في هذا اليوم الصعب ، لدرجة أن الكثيرين من رواد الفيس بوك وتويتر أطلقوا عليه " يوم الحوادث " !! أو مثلما قال أحدهم .. الأقبال النهاردة علي الحوادث تاريخي يا فندم !!! ، وعلق أخر قائلا ... أنا كل ما أعمل ريفرش للصفحة ألاقي حادثة جديدة !!! هذا غير الألاف من التعليقات والمواقف المعبرة والساخرة  والتي يتميز بها المصريين حتي في أحلك الظروف وفي وسط أعتي الكوارث ، وكلها تنم عن إستنكار وحزن كل المصريين في كل العالم ، وإن كانت في ظاهرها كوميدية ساخرة أو فكاهية !!! ولكنها كوميديا سوداء مفعمة بالمرارة والحسرة والألم لما وصل به حال المصري وخاصة الغلبان والفقير والمطحون والذي أصبح لا يساوي إلا بعضاً من الأوراق المالية لكل متوفي وبعضاً مثلها لكل مصاب !! وهذا هو قيمة المصري الحالي في نظر المسئوليين ، كل المسئولين.
 
فمع بداية هذا اليوم فاجئتنا المواقع الألكترونية والفضائيات بحادث قطار البدرشين بالجيزة والذي خلف ورائه أكثر من 19 قتيلاً و120 مصاباً ، ونحن نبحث عن كل ما يخص هذا الحادث بكل الألم والحزن علي شباب صغير السن ذهب ليؤدي الخدمة العسكرية والوطنية وهم عائدون إلي زويهم يحدث لهم هذا الحادث الأليم ،، ونحن مشغولين بكل ذلك نُصدم صدمة أخري لا تقل في الحدة عن سابقتها وهي إنهيار عمارة الأسكندرية والتي خلفت ورائها أكثر من 25 قتيل و11 مصاب ،، وتستمر الحوادث ونُصدم للمرة الثالثة في حادث إصطدام قطار بسيارة أجرة(تاكسي) في أرض اللواء بالجيزة ومعها أربعة ضحايا  أخريين ، ثم إنهيار مبني أخر في الدقهلية وضحية أخري ومصابين ، وهذا فقط الذي وصل إلينا عبر الأنترنت والفضائيا.
 
وكما ذكرت جريدة "المصري اليوم " في المانشيت الرئيسي والمُعبر لها ... سرادق عزاء من الصعيد إلي الأسكندرية ... هذا هو حال لسان كل المصريين علي توالي الحوادث والكوارث التي تحدث علي أرض المحروسة ، وخاصة وحتي الأن لم تجف دماء أطفال أسيوط الأبرياء من علي شريط السكك الحديدية
وخرجت التصريحات من هنا وهناك وأغلبها تصب جام غضبها علي فساد النظام السابق !! وأن كل هذه الكوارث هو المتسبب فيها !!، وإن كُنا لا ننكر ذلك ولا نعفيه من مسئولية الفساد الذي طال البلاد وعلي مدار كل هذه السنين في كل شيئ ، ولكن أن يصل الحال إلي أنه أصبح " الشماعة " التي نعلق عليها كل الكوارث وكل المشاكل التي تحدث في مصر ، فهذا إسمه التواكل واللامبالاة بل هو " الفشل " بعينه ، لأنه يكفي أن نقول فقط أن النظام السابق رحل من سنتين كاملتين وأنه قد تم تغيير أغلب بل كل المسئولين عن كل القطاعات في البلد
 
والتصريح الوحيد والواضح أنه " حقيقة " هو تصريح السيد وزير النقل حين قال ...أن صيانة القطارات تتم فقط علي الورق !!؟؟ فهذا التصريح لواحده لهو كارثة بكل المقاييس أن يصدر عن المسئول الأول عن النقل والمواصلات في مصر ، لأنه (كما يقولون ) لو كان لا يعلم ذلك فهذه مشكلة ، وإن كان يعلم ذلك ولم يفعل شيئاً فتلك مصيبة كبري!! ، وهذه أحد الأسباب لكل الكوارث التي حلت ببلدنا مصر.
 
ولكن السبب الرئيسي من وجهة نظري المتواضعة في كل ذلك هو.. ضياع وإنعدام بل وموت " الضمير " في النفوس ، ومع إنعدام الضمير فكل شيئ مُباح من أمور غير أخلاقية ، ومصالح شخصية وإهمال ولا مبالاة بمصالح وحياة الناس ، بالأضافة إلي "الكوسة " التي تشتهر بها بلادنا كثيراً !! ومن كثرتها محتاجين تصديرها إلي البلاد المجاورة !!؟ ولذلك قالوا عن "كوسة" مصر ...لو نيلك يامصر صلصة فلن يكفي للكوسة اللي فيكي!!؟ 
هذا غير التطرف والغلو في التدين الظاهري والمقصود وتكفير المجتمع كله ، والأنحراف عن القصد الألهي للبشر من التدين والتمسك بمكاركم الأخلاق وبتعاليمه ووصاياه السامية والتي تعلو بالبشر أخلاقيا وسلوكيا ، ولكن أن يصبح الدين تجارة وسبوبة وخطط  سياسية، وإسغلال الدين في المصالح والمنافع الشخصية والجماعية !! فهذا أبدا لا يوافق مشيئة الله الطاهرة والنقية.
 
فأين هذا الضمير الأن في مصر !!؟؟ بل وأين هذا التشدق ليلاً نهاراً بالدين وأين هؤلاء المتشدقون بالدين!!؟  في توجيه وإيقاظ وتقويم أصحاب هذه الضمائر المنعدمة والذين تسببوا ويتسببون يومياً في حدوث مثل هذه الكوارث !!؟، ونحن نري ويري معنا للأسف كل العالم هذا الأنحراف الواضح في كل سلوكيات المجتمع المصري وعلي كل المستويات.
 
لأن الدين ليس كلام وخطب ومحاضرات ولا حتي إيمان فقط ،" الدين هو المعاملة " و "إيمان بدون أعمال ميت " وفي مصر الأن للأسف يوجد إنعدام للضمير ، ويوجد إنحراف في التدين ومظاهرهما واضحة وضوح الشمس للقاصي والداني.
 
نحن في إحتياج إلي ثورة حقيقية لإيقاظ الضمير والتدين الحقيقي والتمسك بتعاليم ووصايا الله الداعية إلي السلام والمحبة والرحمة بين كل البشر وخاصة بين المصريين بعضهم البعض ، ونجد في يوم من الأيام الجميع يقوم بعمله بضمير حي من غير أي أهداف أو محسوبية ، وأيضا نجد الأيمان مقروناً بالأفعال الصالحة التي توصي بها كل الأديان وتعليم الناس الخير والمحبة والسلام ، والعمل بوصايا الخالق الحقيقية وليس تعليمهم الكراهية والحقد والعداء ، لتعود بلدنا " مصر" كما عاهدناها بلد الأمن والأمان والسلام.
 
كل التعازي لأهالي الضحايا ونتمني الشفاء لكل المصابين ، وندعو لكل المصريين التحلي بالصبر والعمل بالضمير والأمانة والأيمان والعمل بوصايا الله الحقيقية ، والدعاء لمصر بلدنا بالسلامة

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع