الأقباط متحدون - سينتهي كل شيء مؤلم ذات يوم!
أخر تحديث ٠١:٤٣ | السبت ١٩ يناير ٢٠١٣ | ١١ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سينتهي كل شيء مؤلم ذات يوم!


بقلم: نوري إيشوع

من وراء القفار، ينطلق ذئب برفقته،  كلب و حمار، من بين الأدغال، يهرول فيل و تزحف أفعى و يكبّر رافع راية سفاح مغوار، حامل بيده اليسار لغز و طلاسم سحّار و في اليد اليمين رشاش قتل و سيف قاطع للرقاب كمنشار.
 
 من بين أكوام القمامة تظهر هامات أشباه الرجال، وجوه غريبة، مغبرة ورؤوس عفنة يعلو كل منها عمامة قذف و شتم و تدمير أمصار، قادمة كأشباح من أوديةِ النسيان، أبو ذباح، أبو سواح، أبو ساطور و أبو سفيان، أسماء و وجوه تثير الإشمئزاز و يتجنب رؤيتها كل الأحرار،  تحمل في عقولها عجائب و أفكار!
من قبور الظلمة، ثار قتلة الكلمة،  سلبوا الطفولة أحلام الغد و حبسوا في قماقم حقدهم هبوب النسمة، أنفاسهم دخان ملوث بسموم، حرقوا التاريخ،  ذبحوا على عتبة جهلهم مصادر المعرفة و كتموا أنفاس العلوم. قوانينهم، سوط للجلد و سيف للحد بقطع الرأس و اليد، محبتهم، حجارة للرجم و موسيقاهم صرخات إمرأة ترقص إلماً على إيقاعات و ضربات شرطي في هيئة عدالة اللاعدالة، ليعلمها بسوطه الحارق كيف تقبر بيدها الغد، و يرشدها أن تكون عمياء لا ترى و لا تُرى، لانها عوراء و لا تصلح إلا أن تكون مصدر متعة و حاضنة أجنة و خادمة تمتثل لتلبية حاجات السيد متى شاء و شذْ!
 
من جحور أعداء الإنسانية،  بدأت غزوات الدمار فنشروا الرعب بين الآمنين و جعلوا حتى وحوش الغابة من بشاعة أفعالهم تحتار،  دمروا الحضارة،  خربوا الديار، سرقوا المدنية،  زرعوا في كل زوايا الوطن الآلام و الأخطار و أغتالوا كل المصلحين و الأخيار!
رغم القتل و الألم و الدمعة و الحزن،  رغم الخراب و تدمير وطن، رغم خسوف الشمس حزناً على طفل جائع و أمرأة مرتعبة من نهار الظلمة، رغم بكاء رجل طاعن في السن على سلبه ذكرياته الجميلة و هو يسير بخطى بطيئة نحو النهاية المحتومة، رغم إصفرار جنائن الورود و الياسمين!
 
 سوف تشرق الشمس و تنثر دفئها على القلوب البائسة  فتبعث بها الأمل و تعلو هامات الوطن بالجد و العمل. في الغد، تشرق شمس الحرية على أبناء الوطن فتمسح الدمعة عن عيون الأطفال الحزانى،  تلقي بظلال الطمأنينة على النساء اللواتي عشن مرارة الوحدة و الخوف و البرد.
 
 غدأ سينتهي كل شيء مؤلم  و تنهمر رحمة السماء على الصالحين و الأبرار،  يهطل غيث الخير و البركة على التراب المقدس فيلبس ثوبا أخضراً، إيذانا بقدوم حمامة السلام لتعلن بشارة الخلاص لكل الناس بعد إندحار الشر و الأشرار و هروبهم الى أقبية إلههم المخادع، الجبار.
 سينتهي كل شيء مؤلمٍ ذات يومٍ، ينتحر الذئب و الكلب و الحمار،  يموت الفيل و يلجأ الأفعى الى الجحور و يتلاشى المقاتل حامل راية الأشرار، فتبتسم الديار لأصحاب الدار، ضحكة و نغمة و إشراقة  شمس الشرق على كل الشرفاء و الأخيار!

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter