في مدن الغربة البعيدة الباردة الرمادية تشتعل النفوس وتضيق بساكنيها ، عندما يكون الوصول إلى محطاتها اضطرارًا، وتظل القلوب والعقول معلقة بالوطن وأهله وناسه ، وأظن أن الغربة الاضطرارية تكون أصعب على من كان لديهم رؤية خالصة للإصلاح الوطني والتعايش المشترك بين الناس في بلادي بعيدًا عن التمييز والطائفية والكراهية والاحتكار والانتهازية من جانب طرف على حساب مواطنه ..
ولعل المهندس الراحل عدلي أبادير وتجربته المهمة " الأقباط متحدون " والتي تم إطلاق أنشطتها بحماس وتنوع لمثال هام يشير إلى أهمية تحديد الهدف ، والإخلاص في التوجه بحزم لتحقيقه.
أود هنا التذكير ونحن في مرحلة جديدة بقرارات أول مؤتمر تم تنظيمه في حياة الراحل عدلي أبادير منذ سنوات تقريباً لنرى مدى إصرار الموقع على مواصلة دوره ، مع قراءة المتغيرات على الأرض للأسوأ في نوعية وكم المشاكل التي يعانيها المواطن المسيحي وخصوصاً بعد وصول التيارات الإسلامية لسدة الحكم ، وما ترتب عليه من المزيد من التيسيرات لكل أصحاب دعاوى الفتن الطائفية وفتاوى التحريض المتجددة والمتزايدة ..
قرارات المؤتمر:
سعيًا من أجل وضع حد لحالة الاضطهاد التي طالما عانى منها الأقباط في مصر، فإننا ندعو الحكومة المصرية لإصدار "تشريع خاص" عبر السلطة التشريعية بهدف تصويب كافة المظالم الناشئة عن التهميش والتمييز التاريخيين.
وهنا نمد أيدينا بإخلاص إلى كل المسلمين طالبين منهم الوقوف جنبا إلى جنب مع الأقباط في سعيهم للتحرر والمساواة.
1.هذا التشريع الجديد الذي يقنن المساواة للأقباط ينبغي أن يؤكد على، ويضع موضع التنفيذ، المبادئ التالية:
2.تأسيس الفصل التام بين الدين والدولة، عبر إصلاحات دستورية وإنهاء التركيز على الدين وعلى دوره في مؤسسات الدولة ، والتأكيد بدلا من ذلك على الطبيعة العلمانية للدولة .
3.التخلص من "الخط الهمايوني" باعتباره غير دستوري في سبيل تأكيد المساواة التامة في الحقوق بين كل المصريين فيما يتعلق ببناء وصيانة دور العبادة.
4.تخصيص نسبة عادلة ( تتراوح بين 10 و 15 % ) من المناصب الحكومية للأقباط، من أجل ضمان تواجد تمثيلي متناسب لهم.
5.تخصيص نسبة عادلة ( تتراوح بين 10 و 15 %) من المقاعد البرلمانية للأقباط من أجل تشجيع المشاركة السياسية وضمان تواجد تمثيلي متناسب لهم في كافة المجالس المنتخبة.
6.إلغاء خانة الهوية الدينية من كافة الوثائق الحكومية ونماذج الطلبات .
7.تفعيل الدستور لضمان وحماية الحرية الدينية لكافة المصريين ، بدون أي شكل من أشكال القسر .
8.إنهاء سياسة التعامل مع كل ما يتعلق بالأقباط ، بما في ذلك نضالهم في سبيل الحقوق المتساوية ، باعتباره " ملفاً أمنياً " وإبعاده من بين أيدي " جهاز أمن الدولة " بهدف استعادة المساواة بين كل المصريين تحت حكم القانون.
9.إصلاح البرامج الدراسية والإعلام لإزالة كل ما يشوبها من تحقير بشأن غير المسلمين؛ وتدريس ما يساعد على التسامح وقبول الآخر واحترام حقوق الإنسان والحرية الدينية.
وختامًا نعبر عن اعتقادنا بأنه بالإضافة إلى تبني المبادئ المذكورة أعلاه، فإن مصر الأفضل ينبغي أن تكرس جهودها لتقوية علاقات المحبة والاحترام بين كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، عن طريق تشجيع النشاطات المشتركة في كافة مناحي الحياة.
كما نعتقد أن كل ما هو صالح الأقباط هو لصالح مصر؛ وكل ما هو صالح لمصر هو لصالح الأقباط.
تم التوقيع من الحاضرين بالإجماع في زيورخ بتاريخ 25 سبتمبر 2004
هي هي ذات المشاكل التي نعانيها ، وأترك القارئ العزيز لعناوين تصريحات لمقابلة صحفية مع الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي اليوم الأحد 20 يناير 2013بجريدة الدستور :
•43 حالة خطف أقباط في غياب كامل للأمن..
•هجرة المسيحيين.. هروب من المسئولية وخيانة للوطن
•المتطرفون حرموا قرى بالكامل من التصويت في الانتخابات ..
عزيزي القارئ : سأحاول في مقالات قادمة طرح عدد من الأفكار لدعم رسالة موقعنا " أقباط متحدون " كمواطن متابع لكافة أنشطة الموقع الرائعة ، وأدعوك ( وأنا هنا لا أتحدث بتكليف أو بالنيابة عن إدارة الموقع ) ، أن تشارك باقتراحاتك في تطوير آليات الموقع مع مراعاة أن يتضمن المقترح آلية التنفيذ وجدوى اقتراحه ودورك عزيزي المقترح في تفعيله باعتباركم عضواً في أسرة الموقع ، وعليه لن أصادر أحلامكم في التطوير ، ولكن فقط أذكر أن الإدارة الحالية للموقع قد نجحت بإخلاص في الشروع في إضافة أشكال متنوعة للولوج إلى عقل ومشاعر مرتاد الموقع.
بداية من استقبال مقالات شباب من هواة الكتابة للتحفيز والمشاركة ، عرض فيديوهات إخبارية تتابع بشكل هائل الأحداث ، وتنظيم ندوات يشارك فيها رموز ونخب رائعة ، ووصولاً إلى عرض برامج تليفزيونية على الهواء ويشارك في عرضها على بعض القنوات .
تحية لإدارة الموقع الرائعة ومديره عزت بولس وفريقه ، وفي انتظار مشاركاتكم وتعقيبكم على ما طرحت يا صديقي مرتاد الموقع ليظل " أقباط متحدون " كيانًاً رائعًاً يتجدد في رحاب وطن عظيم .