الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣ -
٤٤:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: إسماعيل حسني
تخرج جماهير الشعب المصري يوم 25 يناير 2013 لإسقاط نظام الإخوان المسلمين بدستوره الباطل وسياساته الإقتصادية المعادية للفقراء والرامية إلى بيع أراضي مصر وثرواتها للمحور القطري الإسرائيلي الوكيل المعتمد للرأسمالية الأمريكية في المنطقة.
ولا يجد الإخوان ما يواجهون به هذا الغضب الثوري العارم إلا بالقفز على الحقائق وادعاء وجود مؤامرات داخلية وخارجية كما جاء في تصريحات مرشد الجماعة وغيره من قياداتها، ويتناسى هؤلاء أنهم هم الذين قدموا للناس كل أسباب القلق والحنق والغضب والثورة.
فقد استطاع الرئيس مرسي في ستة أشهر أن يصل إلى النقطة التي وصل إليها الرئيس المخلوع مبارك في 30 سنة، وهي توحيد كافة فئات وطبقات الشعب وقواه السياسية ضده شخصيا بعد أن كذب على الشعب كذبا صراحا في العديد من المناسبات، واعتدي على الدستور، وبعد أن أثبتت أحاديثه وخطبه ومنهجيته في اتخاذ القرارات افتقاره لأدنى المؤهلات الواجب توافرها فيمن يشغل منصب رئيس الجمهورية، كما أثبتت ممارساته أنه مندوبا لجماعة الإخوان في قصر الرئاسة وليس رئيسا لكل المصريين.
كما أثبتت جماعة الإخوان المسلمين أنها ليست أكثر من تشكيلا عصابيا فاشيا يمكنه تنظيم الجموع وتغييب عقولها وشحنها وحشدها لترويع الناس وإرهابهم، ولكنه لا يستطيع إدارة قرية صغيرة فضلا عن إدارة مجتمع ودولة بحجم مصر.
ولكن الحركة التلقائية للجماهير قد تحسن التعبير عن مكامن الغضب ولكنها لا تستطيع فرض إرادتها أو تغيير الأمر الواقع إلا من خلال قيادة تمتلك رؤية واضحة، وقدرة على تحديد الأهداف، وتستطيع جمع شتات فصائل المعارضة واستخدام الأدوات النضالية اللازمة للضغط والتصعيد والمواجهة، وهو ما تفتقر إليه الحركة الوطنية المصرية في الوقت الراهن.
لقد منحت جماهير شعبنا قيادات الأحزاب والتيارات المدنية الحالية الفرصة تلو الأخرى لإثبات قدرتها على قيادة هذه الجماهير والتصدي لعمليات إجهاض الثورة وأخونة الدولة إلا أن هذه القيادات قد أثبتت أنها تعمل بعقلية تقليدية وغير ثورية وأنها غير قادرة على استيعاب حركة الشباب الثوري في الشارع فضلا عن التفاعل معها وتوجيهها، ومن ثم فشلت في حل الجمعية التأسيسية، وحل مجلس الشورى، وانتهى الأمر بفرض دستور قندهاري على البلاد.
لقد آن الأوان لشباب الحركة الوطنية أن يتقدم مسيرة النضال، وأن يزيح هذه القيادات الرخوة أو الرجعية، وأن يتولى بنفسه قيادة جميع الأحزاب والتيارات المدنية لإنقاذ البلاد من الغرق في مستنقع الأخونة الآسن.
إن مصر اليوم تبحث عن زعيم قادر على التحدي والمواجهة، زعيم يستطيع إلهام الجموع وحشدها وقيادتها، زعيم لا يتحرك وفق حسابات الأرباح والخسائر، زعيم لا يعنيه مستقبله السياسي بقدر ما يهتم بمستقبل الوطن، ولن يكون هذا الزعيم إلا من شباب هذا الوطن.