الأقباط متحدون - رحلة تزلج سلفية تعيد لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية
أخر تحديث ٠٥:٣١ | الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣ | ١٧ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رحلة تزلج سلفية تعيد لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية

لوانا خوري
لوانا خوري

لا يغطي النائب ميشال عون من قطع الطريق على موكب الشيخ أحمد الأسير الذي أراد التزلج، والقوات اللبنانية استنكرت لأن التجول في لبنان حق لكل لبنان. وحدهم الكتائب وصف الرحلة بالنزهة المشبوهة.


بيروت: أراد الشيخ أحمد الأسير تمضية إجازة عيد المولد النبوي الشريف في رحلة إلى أعالي كسروان، والتمتع بالثلج مع 400 من أنصاره، لكنه من حيث لا يدري أثار حفيظة سكان المنطقة، وخصوصًا أهالي كفرذبيان، الذين رأوا في هذه التظاهرة السلفية الكبيرة استفزازًا لمشاعر أهالي المنطقة من المسيحيين. فنزلوا قاطعين الطريق المؤدي إلى فاريا، أجد أشهر مواقع التزلج في لبنان، ليمنعوا مرور الموكب السلفي.
تدخلت القوى الأمنية اللبنانية لفتح الطريق، وأشارت مصادر صحفية إلى أن الجيش أعاد فتح طريق كفرذبيان بعد فك اعتصام الأهالي، سامحًا لموكب الأسير أن يكمل طريقه بإتجاه مراكز التزلج. لكن الطريق ما لبثت أن قطعت أمام الأسير في نقطة أخرى من منطقة كفرذبيان.
غير أن معلومات صحفية نقلت أن إحدى حافلات الموكب، من نوع نيسان، عادت باتجاه بيروت، مرجحة أن يكون الأسير على متنها. 
 
لا بوسطة ثانية
في إطار معالجة المشلكة، تواصل وزير الداخلية اللبناني مروان شربل مع النائب ميشال عون، بعدما تردد أن العونيين هم من قطعوا الطريق على موكب الأسير . فأكد عون حق أي مواطن في التجول على الاراضي اللبنانية، طالبا من مناصري التيار الوطني الحر إلى إخلاء مكان الاعتصام.
وقال عون: "لا نريد بوسطة عين الرمانة ثانية في لبنان"، في إشارة إلى حادثة البوسطة الشهيرة التي كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب الأهلية الطائفية في لبنان، في 13 نيسان (أبريل) 1975.
وأكد شربل أنه يعوّل اليوم على حكمة أهالي كفرذبيان في الظرف الحرج الذي يمر به البلد، قائلًا: "نحن حريصون الا تنتقل المشكلة إلى مكان آخر، وندعو الاهالي إلى التعقل وان يكونوا واقعيين، وأهالي كسروان معروفون بأنهم يقفون مع الدولة وليس ضدها". كما لفت إلى أن عون لا يغطي سياسيًا من قطع الطريق في كفرذبيان.

هل فتشوا الحافلات؟
وبما أن الحادثة حصلت في قلب المناطق المسيحية، التي يتنازعها حزبا الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر، علق سجعان قزي، نائب رئيس حزب الكتائب، على زيارة الاسير إلى كفرذبيان، قائلًا: "لا فيتو على أحد، لكن هناك فرق بين التظاهرة والنزهة، وأرى أن هذه النزهة مشبوهة، فالأسير يزور منطقة سياحية بطريقة غير سياحية، ومن الطبيعي أن يقوم الاهالي بهذا التحرك، وعلى الدولة التعويض على اهالي كفرذبيان بدل العمل على فتح الطريق امامه".
وتساءل قزي في تصريح تلفزيوني: "هل تم تفتيش الحافلات للتأكد من أنها لا تحمل السلاح؟ ولماذا هذه النزهة في هذا الوقت بالذات؟".
أضاف: "قطعت طريق صيدا 20 يومًا ولم يقع أي جريح، فلماذا كل هذه الإشكالات في نصف ساعة؟". لكنه شدد على "أننا تحت مظلة الدولة، وكفرذبيان حرة بسبب استشهاد ابنائها من أجل الدولة والحرية، وأتمنى أن تكون هناك جهة داعمة لتحرك الأهالي لأنه لا يجوز أن نترك أهل كفرذبيان وحدهم".
وتابع قائلًا: "الاسير يقيم الصلاة في ساحة التزلج في كفردبيان، ونحن مع كل صلاة، مع أن يصلي المسيحي في منطقة مسلمة، وأن يصلي المسلم في منطقة مسيحية، فهذا هو لبنان، لكن هناك فرق بين من يصلي لاسباب سياسية ومن يصلي لربه".

قلة كسروانية
من جانبها، أبدت القوات اللبنانية استنكارها الشديد لمحاولة البعض في منطقة فقرا في أعالي كسروان قطع الطريق على الشيخ الأسير وصحبه، الذين كانوا في زيارة إلى المنطقة للسياحة والتزلج.
وفي بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، أكدت القوات أن "حقوق جميع اللبنانيين على اختلاف آرائهم وتنوع انتماءاتهم هي حقوق مقدسة، وتتناقض بقوة مع منطق قطع الطرقات والتعرّض للحريات بحجج واهية أو مختلقة".
أضاف البيان القواتي: "قلة قليلة جداً من ابناء كسروان هي التي قامت بهذا العمل، لغاياتٍ مشبوهة، وبناءً على تحريضٍ مسبق، ولا علاقة لها لا بكسروان ولا بصورتها الحضارية".
وشددت القوات اللبنانية في بيانها على أن كسروان كانت وما زالت وستبقى مضيافة رحبة ومرحِّبة بجميع أبناء لبنان، تفتح لهم قلبها قبل ذراعيها حيثما حلّوا في ربوعها أو صروحها أو مواقعها السياحية، طالما أن الجميع يحترم القانون ويستظل بسقفه، مطالبةً الأجهزة القضائية والأمنية المعنية توقيف كل من له علاقة بالتحريض وإثارة الأخبار والمعطيات المختلقة التي أدت إلى هذا الحادث المؤسف.

أكبر مما يستحق
ودعا نوفل ضو، رئيس اللقاء المستقل وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، أبناء كفرذبيان إلى عدم الانجرار إلى لعبة الاستفزازات الغريزية، مصرحًا للاعلام أن ردات الفعل على زيارة الأسير مبالغ فيها، بمعزل عن مواقفه السياسية ونهجه.
وسأل ضو من قطعوا الطريق: "هل يحق للأسير أن يمنع رحلة لطلاب إحدى المدارس الكاثوليكية إلى قلعة صيدا؟ وهل يحق لأي تنظيم إسلامي أن يمنع القوات اللبنانية او حزب الكتائب او التيار الوطني الحر من زيارة طرابلس والقيام برحلات إلى جزيرة الأرانب السياحية؟"
كما لفت ضو إلى أن السفير السوري علي عبد الكريم علي زار كسروان، وتعشى في منازل بعض زعمائها، ولم يدعُ أحد إلى قطع الطرق في وجهه، بالرغم من رفض ابناء كسروان للسياسة السورية في لبنان.
واستهجن ضو استغلال بعض السياسيين عواطف ابناء كسروان لغايات انتخابية. قال: "ما حصل يسيء إلى صورة المنطقة السياحية، ويوجه صفعة إلى مؤسساتها السياحية وإلى موسم التزلج"، داعيا إلى ضبط النفس وعدم اعطاء الاسير حجما اكبر مما يستحق.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.