الأقباط متحدون - بردية 25 يناير 2013
أخر تحديث ٠٦:٢٨ | الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣ | ١٧ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بردية 25 يناير 2013

بقلم : محمد حسين يونس
عزيزي القارئ هذه البردية ليست من أجلك، فأنت تعيش الهم العام يوم بيوم وساعة بساعة،ولكنها من أجل أجيال قادمة قد يسعى البعض منها للبحث في الأضابير الاليكترونية عن أسباب اندثار أبناء إيزيس أوزوريس، واختفاء معالم حضارة نشأت على الأرض السوداء لمصب وادي النيل ،واستمرت وتطورت لآلاف السنين تقاوم الفناء والتجهيل حتى حلت الواقعة، وهاج الشعب يوم 25 يناير 2011 رافضًا دولة مبارك البوليسية.

في زمن كئيب من بدايات القرن الحادي والعشرين، انتخب الشعب الامريكى رئيسًا- من سلالات العبيد المسلمة المجلوبة من أفريقيا- ليكون على رأس أقوى دولة في التاريخ، الرئيس الجديد تعهد من فوق منبر جامعة القاهرة أن ينهى أسباب العلاقة غير الودودة التي أصبحت بين أمريكا المشتبكة في صراع مسلح مع شعوب أفغانستان والعراق وبين المسلمين الذي يبادلونها العداء والاعتداء في ضربات خاطفة على سفاراتها، مواطنيها أوعلي مراكزها التجارية والإدارية والعسكرية في مدنها الرئيسية.

السيد الرئيس أوباما حسين عندما أصدر أوامره لنفر من أبناء مصر أن سلموا مفاتيح دار الحكم وبيت المال للإخوان وأفسحوا مكانًا على أرضكم للسلفيين ( كان لأسباب غير متيقن منها) يبدأ مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة ينهى بها على الحضارة المميزة لدرة شعوب القارة (التي جلب منها أجداده ) بعد أن صاحبها انهيارات متتالية متسارعة، طالت كل مجال من مجالات الحياة التي استقر نظامها لقرون عديدة على أرض هذا الوطن.

لأول مره مند حكم محمد على في مطلع القرن التاسع عشر تنفصم سيناء عن سيطرة الدولة المركزية، وتتطلع محافظات ومدن وقوميات عديدة لان تحذو حذوها من احتلوها وأطلقوا فيها حرية زراعة المخدرات، وتدريب الإرهابيين وخطف السياح والمسالمين وقتل الضباط والجنود النظاميين، سيناء أصبحت مستعمرة وهابية تسيطر عليها ميليشيات الاخوانجية وتتصارع على أرضها كل أجهزة المخابرات المهتمة بالإرهاب ومقاومته.

مصر مابعد يناير 2011 انهارت بها مؤسسات كانت راسخة منذ زمن الخديوي إسماعيل عندما حدّث الدولة، فالقضاء تم اختراقه وتحجيم سلطاته واستقطاب بعض من عناصره لإدارة مخططات الجماعة، الشرطة تم معاداتها وتدمير مقراتها وتقليم أظافرها واستئناسها لصالح التغطية على جرائم الجماعة، القوات المسلحة قام بعض من عناصرها بتسليم البلاد من خلال انتخابات واستفتاءات مزورة للجماعة، والمجالس النيابية تم الاستيلاء على أغلب مقاعدها مع تنحية  المرأة والقبط والعلمانيين والمخالفين سياسيا لصالح الجماعة، أما الحكومة فلقد احتل أغلب مقاعد الوزراء من أعضاء الجماعة ولأول مرة يرأسها إبن فلسطينية أهل زوجته من حماس لتنفيذ مخططاتهم غير المسالمة..

الشارع تحكمه العشوائية والبلطجة والبضائع يستوردها رجال أعمال من الجماعة والمصانع تغلق بالعشرات والشركات تفلس بالمئات و تباع للعربان و الصهاينة و رجال أعمال الجماعة، العملة تنهار بسرعة أمام اليورو والدولار، والفن يتدهور والرياضة بما في ذلك كرة القدم تتوقف والنقابات يتم استئناسها والسيدات يتم إقصائهن بعيدًا، عن أي منصب إلا إذا كانت مثل أم أيمن أو أم أحمد المعاديات لجنسهن حتى انه لأول مرة في التاريخ ترشح سيدة نفسها باسم حرم فلان الفلاني.

من التلفزيون الاخوانجى وعلى صفحات الجرائد الحكومية التي أصبحت اخوانجية لانجد إلا التبريرات وإبراز مدى رضي حكومة أوباما عن مسيرة الأحداث ومقالات تدعم عقد اتفاقات القروض والإعانات وتبشرنا بالمليارات القادمة مع بيع الحكومة لمنشآت وأراضى وموانئ كانت في يوم ما محفوظة في القلب والعين لاتمس لأنها ملك للأمة.

أنني الباحث عن الحقيقة ،في مصر اليوم عصابات نهب منظمة حيث تجد في كل مكان شخص يسمح له باتخاذ القرار أو كما يسمونهم (السلطة المختصة) هؤلاء أفراد المسلطين كلهم من اللصوص والمرتشين والمتاجرين بوظائفهم يستخدمونها في جني المكاسب ، يمنحون ويمنعون حسب مايترتب على قرارهم من فائدة شخصية، يحرفون القوانين والقواعد والتنظيمات طبقًا لهواهم جهاز مسه العفن مغرض يستخدمه الحاكم لمكافئة رجاله وكاداه لفرض إرادته عن طريق التحكم في لقمة العيش، أن الأجهزة البيروقراطية في الأحياء في المدن، الوزارات، الهيئات، الشركات العامة، والمؤسسات الحكومية أصبحت من الفساد ، التخلف والانحطاط أدى إلى إهدار كل الإمكانيات المتاحة والإسراف والتلاعب بمصالح البلاد من أجل كسب حفنة دولارات يشارك بها المسئول فى ألعاب آليات السوق الاستهلاكي الذي أصبح غولا.

إن ماحدث بعد 25 يناير 2011 هو سقوط ورقة التوت التي غطت العورة لثلاثة عقود، فأظهرت كم أصبح الشعب المصري في حالة من الفوضى والتفكك والغفلة التي جعلته يسلم كرسي الحكم ومفاتيح الخزانة لمجموعة من اللصوص، خريجي السجون المتهمين بكل أنواع الخيانة التي لايتمتع بها الا الكومبرادور.
مصر اليوم أصبحت مستعمرة أمريكية تديرها المخابرات المركزية بواسطة عملاء لها من الصهاينة والعرب البلطجية وتوجهها نحو تأكيد طمر أي فرصة لتعديل الأوضاع في اتجاه النهضة، مصر ينخر في عقلها الوهابيون، يسرق أموالها الأخوان المسلمون، يرهب مؤسساتها ميليشيات السلفيين والفلسطينيين..مصر أضاعت الفرصة والحلم وبدأت رحلة طويلة من التخلف القادم من السكون والكمون وعدم الفهم بأن العالم قد تغير كثيرا عما كان عليه منذ أربعة عشر قرنا.

على الجانب الآخر تستطيع أن ترصد- رغم سوء الأحوال وتهديدات مأجورى مليشيات الجماعة والسلفيين علي المواقع الالكترونية الذين لا يتحكمون في سبابهم وإظهار حقدهم عندما تنقصهم الحجة وتعمى أبصارهم شمس الواقع- أنه كان هناك دائما من يستطيع أن يشير إلى من تخيلوا أنفسهم بأنهم قد أصبحوا أسيادا ليقول لهم ( من علم العبد..مكرمة) أو ليصفهم ( بأنهم لأنجاس ملاعين حتى لو حكموا مصر لمئات السنين".
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter