الأقباط متحدون - فانديتا ..الكتلة الغاضبة
أخر تحديث ١١:٢٣ | الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣ | ٢١ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فانديتا ..الكتلة الغاضبة

بقلم: ماجدة سيدهم
"هذه حقولنا و بيوتنا وأنتم جعلتموها مغارة للصوص ..
ابتهجي إذا وافرحي أيتها النائحة فمن وسطك يخرج فانديتا"  .."
**************
*وفي ظل أيام متهالكة تحول الظهر للانحناء والخد للطم والاحتقار، هنا نـُزعت من الارحام كل الضحكات والمؤانسة كي تحملها الأعناق إلى المثوى المتقد بالصيحات "فانديتا " ، في مقتبل النهار تعثر جميعنا ، سقطنا واحد تلو الآخر والدماء تلحق بالدماء، نادوا إلينا :"اشربوا الصبر مدمما ،تقلدوا الطاعة لعنات بيـّنات .."،هكذا سـُلب منا أسفلت المضاجع الهارب من المأوى ،وفي وضح الأكاذيب ما نبت قمح في الأيادي المتسخة بالتسول ولا كفَّ نضال الخبز والحرية عن التجول بحثا عن جدار يشبه البكاء ،استند إليّ يا صديقي الآن ،تغني معا موال "فانديتا " فما عاد لدينا ما نفقده ، ولا عادت سحب الأيام المحتملة تمتلك ما نتشبث به ، لا شيء يستحق ،لكنا باليقين رأينا الفراغ مثل كتلة كثيفة التراكم وهو يلد تحت شجرة الوهم أطفالا مجعدة ، وفي ثقب الشريان مازالت بائعات الفل والهوى يمارسن مضغ الاعتياد الرخيص ،المدينة الحـُبلى بالصقيع مثقلة أيضا بحوانيت حلوى الرصاص والألعاب السامة بينما تغاريد الجباه المشوهة تزداد قبحا.

آآآه ،كم كانت موجعة جدا لكمات الأسنان لحتى أفرغت الكلام من بطولات المزيد من الاحتمال والمراوغات الممكنة ، ما عاد في الفم الممتلئ بالتأوهات غير وخز الضرس الوحيد فانتفضت له الشوارع بالغضب والانتقام " فانديتا " .

أين يقطن نصل العشاق في مدن التشرد اللعين ..لا أعرف ،لكن أعرف ارتطام الجموع التي على متن موتها تربع ملك اللامبالاة المسكين ، وأعرف أن الميدان اليوم يختلف فقد خلا من الأناقة وزمرة المعجبين الميدان تمكـّنه سخط الفقراء ،وشكـّل منافذ تمرده كل التعساء ، في الميدان كشر قحط الاشقياء عن إعادة توزيع المهام ..فمن يُطهر حقولنا وبيوتنا.. مصانعنا وأغانينا ..معابدنا ودفاترنا من قسوة تعاليم الأنبياء الكذبة ورماد نصوص الولاة والعشارين .! ، من يصعد لأناشيد الموت حيّا ويُجدل من الغيرة والكرامة سوطا صهالا يلاحق لصوص الحلم و الميادين وباعة حليبها الثمين .. الجموع العارية تعرف جيدا أن جراحات الأسنان الغليظة ستكون بلا مخدر، ومخزون الآهات المدوي يكفي لانتزاع الصدأ كله وتجرع الاحتراق جرعة واحدة ،لذا عـَقمت انياب رؤاها بأعواد التمرد المتلاحق وطيب الرفض الاخضر ،جميعنا هنا في بهو فانديتا، ندق أجراس المآذن ، فلن نتوضأ لغير العناق المقدس ،ولن نتلو في الأسحار غير مزامير الحرية والتشابك الاول ،وعلى الضفاف المرتقبة لن نصلي لغير الهة الحقول والنهر ،الماكينات والمعامل والموسيقى ، وأما غبار الأسف والتراجع ستمحوه تفاصيل الرحمة والإتقان على مفارق السطور القادمة وقريبا يا صديقي سيشرق مكانها في المصاف الأولى ومن جديد نتهجى معا مفردات الخبز والحداثة والمسرة .

لن يعلو شراع دروبنا لغيره.. فارس الميدان ..الفتى الأسمر فارع الهيبة والفهم ،ذو الوشم الفرعوني الطاعن في الشموخ الهادر كما فانديتا ..ليس حلما لكنه يقين الفقراء .

ولن ينتهي بعد ..
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter