الجمعة ١ فبراير ٢٠١٣ -
٣٠:
٠٣ م +02:00 EET
نسمات لاذعة يكتبها : زهير دعيم ( خاصّة بكلام الأوّل )
نابليون القائد الفرنسي الفذّ، والعاشق المُرهَف الحِسّ، وصاحب أعظم الانتصارات في تاريخ البشرية، وكاتب أروع رسائل العِشق لزوجته جوزفين ،تبوّأ عرشيْن اثنيْن: عرش السلاح وعرش الكلمة الطليّة ...فربحَ المعارك وفاز بالقلوب.
هذا القزم العملاق!!!ما أضاع الوقت سُدىً بل ثمّنه عالياً، فما عرفتْ عيناه النوم أكثر من أربع ساعات في اليوم الواحد، وما عرف قط طعم القيلولة .كان يقول وإنا أقول معه: هيّا نحسب معاً،لنفرض جدلاً انّ احدنا يعيش سبعين – ثمانين سنة ، فنصفها سيذهب نومًا، وما تبقّى سيذهب جزءٌ في الخواطر والهواجس والتحليق وأحلام اليقظة والمرض وما إليه، فكم يتبقّى يا تُرى ؟.
خُلاصة القول أن الوقت ثمين ،بل أثمن ممّا نتصوّر، ألم يقُل العرب انّه من ذهب.ولكننا وللأسف الشديد ترانا في هذا الشرق نهدر الوقت جُزافاً في القيل والقال ، والمناسبات والأفراح ، فنُبذّر مئات الساعات في أمور مهما كانت مُهمّة تكاد لا تحتاج منّا إلا لساعات معدودات .
أرجوكَ –لا تُقاطعني – فأنا في عجلةٍ من أمري، وقد عزمت على أن استفيد من كلّ لحظة ودقيقة في هذا الوجود،استفيدُ وأفيد!! وقد قال شاعرنا العربيّ :
إذا مرّ بي يوم ولم اكتسبْ يدًا ولم استفد عِلمًا فما ذاك من عُمري
فقد مللت وحقّك "قعدات النرجيلة " ومؤتمرات الكلام الذي لا طائل تحته، وحتّى جلسات القهوة السادة ، في حين ان القافلة تسير والركب يتقدّم والحضارة تُشمّر عن ساعد العزم والمثابرة.
فكم أتمنى أن نأخذ الكثير من ذخائر ونفائس جدودنا العرب من كروم المجد والضيافة والكرم والأدب ، وفي المقابل ننبذ التراخي والتثاؤب ، ونقتبس من أخلاق الشعوب ما سما وعلا ، فنأخذ في سبيل المثال من الألمان إتقان العمل وقُدسية الوقت والانضباط فلا نأتي الاجتماع وقد انفرط عقده او كاد، ونُعرّج نحو الطليان فنأخذ الشاعرية المُنسابة الهامسة لا الضجيج الذي يصم الآذان ويُلوّث البيئة ، ونميل نحو اليابانيين فننسخ عنهم الاحترام والنشاط والعزم نضيفها الى مزايانا العربية الأصيلة ، فنجدّد الهمم ونعيد الأمجاد ونبني الأوطان على أساس من صخر.
ولعلّ هذه الكلمات المُضيئة التي خطّها أديسون قيدوم المخترعين ،والذي أضاء العالم بمصباحه العجيب وأنار دياجير الدّنيا ، لعل هذه الكلمات من اصدق ما قيل ، فقد قال اثر تجربة حياتية عاشها : انّ 90%من النجاح هو عرَقٌ".والعرق فيما اظنّ لا يسحُّ ولا يسيل إلا بعد بذل الجهد وسهر الليالي الحالكة، والتي لا قمرَ في سمائها...
الوقت من ذهب فهيّا لا نبيعه بالرخيص !!