الأقباط متحدون - لسـة يا بلد ماجاش الولـــد!!
أخر تحديث ٠٣:٣٥ | السبت ٢ فبراير ٢٠١٣ | ٢٥ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لسـة يا بلد ماجاش الولـــد!!

بقلم: نبيل المقدس
البعض يعتقد أن كل محاولات الحوار التي تدور حاليا بين ما يُقال عنها المؤسسة الرئاسية وبين بعض الأحزاب الهشة والتحالفات المفككة لإخماد هذا القلق الذي يسود البلاد من أطرافها الشمالية حتي نهايات حدودها الجنوبية والشرقية والغربية  منذ يوم 19 مارس 2011 الإسود , حيث فيه إختار الشعب في غفوة من الزمان " نعم للإنتخابات أولا" سوف تؤول إلي الفشل , لأنه لو كانت فعلا المؤسسة الرئاسية المنتخبة تتجاهل سمات المصري قصدا فهذا يدخلهم في صفة المستبدين و المتكبرين و"يا أرض ماعليكي إلاّ أنا"  ..
 
أما لو كان عن غير قصد فهذا يدل علي جهلهم وغبائهم بطبيعة المصري الأصيل والمتميز عن باقي الشعوب لأنه من أوائل الشعوب تحضرا وتقدما منذ اول التاريخ " أي أنهم  من كوكب آخر". كذلك اطبق هذا الكلام أيضا علي باقي الأحزاب المدنية والتكتلات الشعبية .. فأنا من وجهة نظري أن الشعب المصري الأصيل قد أخرج الكُل من الحسبان .. أصبحت كل هذه الشخصيات الرئاسية والحزبية والتكتلات بجميع طوائفها والتي تظهر بين الحين والحين " حتي جعلونا نبيع أجهزة التليفزيونات" قد أصبحت أفكارهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية حتي الدينية تتخذ الأساليب الأمنية القديمة, مقارنة بما يحدث الآن في الدول التي خرجت حديثا مثل ماليزيا , وجنوب افريقيا , والبرازيل , والصين .. وغيرهم .  
 
 اتخيل الآن أن الشعب المصري صاحب الثورة الحقيقية والذي قدم الكثير من أبنائها كشهداء  يحاول أن " يتفلفص" أو " ينسلت"  من قبضة هؤلاء الذين إنتهزوا فرصة الثورة وسلبوها وركبوها , وفي نفس الوقت يحاول أن يهرب ويبتعد عن أظافر وأنياب هذه الأحزاب الدينية وغير الدينية وباقي التحالفات والتكتلات المدنية والإسلامية . المشكلة الآن أن كل هذه المجموعات السياسية بأكملها تسير في الطريق الذي يصل بها إلي أهدافها وليس إلي أهداف الشعب المصري طبقا لسماته وصفاته وإحتياجاته . الشعب المصري الحقيقي يريد الولـــد الذي يلتفون حوله , ويرفعونه علي أعناقهم ..    
 
الشعب الآن يريد إسقاط النظــام ... ولا يريد حكم الإخوان .. كذلك لا يريد حكم شخص من جبهة الإنقاذ  .. ولا حتي من التكتلات الإسلامية أو المدنية .. الشعب يريد شخصية لها كارزمة جاذبة له .. فقد أصبح كل من البرادعي وحمدين صباحى وسيد علي وعمرو موسي وأيمن نور وأحمد شفيق والإخوان والسلفيين والمجاهدين وغيرهم من الشخصيات التي تحاول أن تشب برقابها إلي أعلي لكي تُظهر نفسها بلا صلاحية .. أي تاريخ صلاحيتهم قد إنتهت مثل الدواء والسلع الغذائية . ففي الوقت الذي تطالب فيه لجنة الإنقاذ والتكتلات المدنية الأخري بتعديل بنود من الدستور أو الإطاحة بالنائب العام , وغيرها من البنود الهامة , نجد أن الشعب المصري يريد إزاحة نظام بأكمله .. وهذا من حقه .. فقد رأي الشعب أن أهدافهم لم تتحقق عن طريق حكم الإخوان , ورأي أيضا تكاسل وتراخي من الجبهات الأخري المدنية  فتوجه فورا إلي الولـــــد الذي حتي الآن لم يأتي بعد .. سوف يقاوم هذا الشعب هذا الحكم الباطل والذي جاء عن طريق إنتخابات مشكوك فيها .. سوف يقاوم أي نظام آخر من بعد هذا النظام الإخواني مهما كان توجهه مدني أو ديني لحين ظهور هذا الولــــد . 
 
   المصري يمقت تماما أن تُملي عليه أنه مسلم .. فهو يعتبرها إهانة لأنه هو في الأصل مسلم ويعرف ديانته أكثر من هؤلاء الذين ظهروا فجأة لكي يعلمونهم أصول إسلامهم .. المصري ينتمي إلي وطن له حدود ومعالم , ويكره أن ينتمي إلي جماعة أو عشيرة هائم علي وجه الأرض لأنه وُلد وعاش علي أرض زراعية تعطيه ما يريده من غذاء .. فهو لم يبحث عن غذائه بين الصحراء والبراري  .. كذلك نجده مرتبط إرتباطا شديدا بوطنه نتيجة وجود النيل العظيم الذي يجري في عروقه وشرايين أرضه. لذلك هو يريد هذا الولـــد الذي ينتمي إلي مصر وينتمي إلي ابناء وطنه مهما إختلف معهم في الدين أو في مكان مولده. 
 
المصري يحب الثقافة والفن كما تشير آثار أجداده ونقوشهم علي حوائط المعابد لذلك فهو يريد الولـــد الذي يحترم ثقافته وفنه وحرية التعبير . كذلك المصري يمقت الديون , فلا يتجول لكي يستدين أو حتي يمد يديه للغير لكي يكفي إحتياجاته .. بل هو يعشق العمل والعلم , ويعرف تماما كيف ينظم حياته المادية علي مستوي نفسه وعلي مستوي إقتصاد وطن بحاله... وهذا مذكور ومسجل في تاريخنا العظيم , لذلك فهو يبحث عن هذا الولـــد الذي يستطيع أن يجعله يعيش بكرامته وشموخه بين الأمم. 
 
سوف يكافح الشعب المصرى وسوف يقاوم أي نظام يخالف ما يريده هو ... سوف يظل يقاوم و"يفلفص" من كل نظام شرير ظالم يحاول أن يُحيده عن هويته المصرية ... سوف لا يقبل أي رئيس له عشيرة أو قبيلة خاصة يحتمي في ميليشياتها .. سوف يرفض أي نظام يقحم دينه الذي يعتز به في لعبة السياسة والمعروفة أنها تحتاج إلي أساليب التحايل والخداع , وهذا ضد ما يؤمن به المصري الأصيل . 
 
وما يؤسفني .. أنه عندما أتلفت حولي , وأحاول أن أخترق بعيوني هذا الزخم من الشخصيات السياسية متمنيا أن أري أو ألمح هذا الولــــد .. الذي به يلم شمل البلـــد .. فلا أجده ! ... لكن أنا واثق تماما أن مصر ولاّدَه , وسوف يأتي منها الولـــد ويعيــد أمجـــــاد مصـــــر القديمة .. أتمني أن يعطيني الرب العمر وأحضن هذا الولــــد وأقبله وأقول له "مصـــر آمانة بين يديك يا ولــــدى "...!!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter