تمر مصر هذه هي الأيام بأسوأ فتراتها منذ أن تأسست دولتها الحديثة قبل قرنين من الزمان .
فالصراع الدائر حاليا تجاوز القوى السياسية والحزبية ووصل إلى جنبات المجتمع المصري وأعماقه، ولم تعد القاهرة عاصمة الأنوار المتلاله بل أصبحت هى ساحة التصادم والتناحر والقتال بين أبناء الوطن الواحد
والأشد غرابة أن الصراع امتد إلى غالبية محافظات الجمهورية، ووسط كل هذا الصراع، الذي يدور خرج علينا رئيسنا المبجل بكلمات التهديد والوعيد فبدلا من الإسراع في عمل الإصلاحات اللازمة واحتواء الأزمات الكثيرة التي جاء بها منذ تولية المسئولية فالواضح أن تصرفات الرئيس وخطابة الأخير ، يوحي بعدم درايتة لما يجري من حوله ، ولكنه للأسف لم ينتبه، على ما يجرى في الشارع المصري من صدمات واحتجاجات ورفض واسعين تقوم به قطاعات من المجتمع - خاصة الشباب لا يسيطر عليهم أي حزب أو قوة سياسية.
فالوقت يمر بسرعة، والعنف يتصاعد والدماء تسيل بوتيرة متزايدة، والشعب بدأ يغلي داخليا والشارع بدأ يخرج تماما عن نطاق السيطرة، فإلى أين نحن ذاهبون؟ إذا استمر الحال على ما هو عليه فلن يمر وقت طويل قبل أن يفلت الزمام تماما ويفقد الرئيس مرسي قدرته على التأثير على مجريات الأمور وسندخل في حالة فوضى شاملة و«حرب الكل ضد الكل دون أن يعي أحد بالضبط من ولماذا يحارب؟.
فالواضح أن الرئيس محمد مرسي غير مؤهل لقيادة دولة كبيرة بحجم مصر وفشل هو جماعته في اقتناص الفرصة الذهبية التي حابوا من اجلها سنوات طويلة ومن الصعب أن تتكرر مرة أخري فغالبية الشعب رافض لتلك الجماعة الممقوتة وأساليبها الملتوية فكلامهم غير أفعالهم فبسببهم مصر علي حافة الهاوية والسقوط.