بقلم : أنطوني ولسن /أستراليا
بدأت المواجهة بين الشعب المصري والحكم في مصر تأخذ الكثير من الجدية والأصرار على تحقيق مطالبهم والتي تتلخص برحيل الرئيس وإسقاط حكم الأخوان .
الشعب المصري بدأ الجوع يؤثر على معنوياته ويدفعه الى الخروج من صمته ويطالب بالمطالب التي طالب بها في ثورته التي قام بها في 25 يناير عام 2011 والتي تتلخص في عيش ، حرية ، كرامة ، وعدالة إجتماعية . لكنه مع الأسف بعد مرور عامين على مطالبه وجد نفسه بعيدا عن نقطة الضوء في الحياة السياسية بعد تنحي الرئيس محمد حسني مبارك .
الشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه في ذلك اليوم " 25 يناير 2011 " رافعا صوته مطالبا بمطلب واحد وهو رحيل الرئيس ونظامه. إستطاع بتماسكه الوطني وحبه لمصر أن يحقق مطالبه في مدة قصيرة، بل كانت أقصر مدة في التاريخ يمكن لشعب أن تُلبىَ طلباته ويقرر الحاكم التنحي عن إدارة شئون البلاد ويسلم الأدارة إلى المجلس العسكري حقنا لدماء المصريين .
في غفلة من الزمن إستطاع فصيل طامع في حكم مصرمنذ ما يقرب من 82 سنة أن ينتهز بساطة الثوار وعدم تجربتهم السياسية ، أن يقفز على الثورة ويختطفها ويعطي لنفسه الحق " وهو باطل " في أنه هو الثورة.وهو الذي ضحى من أجل مصر . وله وحده حق الوصول إلى إدارة شئون البلاد . على الرغم أنهم ليسوا بأحسن حال من بقية الشعب الذي لم يشارك فعليا في إدارة شئونه منذ إنقلاب العسكر في 23 يوليو عام 1952 .
كلنا نعلم من هو هذا الفصيل . إنهم جماعة الأخوان المسلمين المحظورة والتي إشتهرت بأعمالها غير الظاهرة أن تكوّنْ جبهة عريضة من أبناء الشعب المصري البسطاء خاصة في ريف مصر . وأن يكون لها تنظيم ليس في معرفة إدارة دولة . لكن تنظيم قائم على السمع والطاعة لمرشد الجماعة . الذي هو بدوره المتحكم في أمورهم .
عاشت مصر فترة عام ونصف العام في تخبطات ومواجهات بين الجماعة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة المنوط به إدارة شئون البلاد في خلال الفترة الأنتقالية إلى أن يأتي عن طريق الأنتخاب مجلسا شعبيا ، ثم الشورى وبعدها الأنتخابات الرئاسية .
من الطبيعي أن يقول قائل أننا الشعب المصري والعالم بأثره يعرف هذه القصة حتى أنه قد مل سماعها لأنه يشعر أنه قد " إنضحك عليه " . فيكون ردي بسيط.. في الأعادة إفادة لذوي العقول المحتاجة إلى التذكرة لصعف ذاكرتنا لطيبة قلوبنا . لكن ما علينا .
ظهرت حقيقة هذا الفصيل في أول يوم لأجتماع مجلس الشعب . وشعر المصريون أنهم خُدِعوا فليس بمثل هذا المجلس يمكن رعاية مصالحهم .وبالفعل كانت ردت الفعل واضحة في إنتخابات مجلس الشورى التي لم يذهب للأستفتاء إلا7%من مجموع من لهم حق التصويت . وما حدث مع مجلس الشعب والشورى ، حدث في إنتخابات الرئاسة التي أتت بالرئيس الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر . فما الذي عاد على الشعب المصري من توليه سدة الحكم ؟ وهل هو فعلا وحقا الذي يدير شئون البلاد ؟
الحقيقة أنه في خلال 6 أشهر من حكمه أظهر عدم صلاحية مبكرة ومنذ أول خطاب ألقاه لفئة واحدة من أبناء مصر هي " أهله وعشيرته" . وهنا بدأ اليأس يظهر بوضوح لجميع فئات الشعب التي أقصاها من جدول إهتماماته ، على الرغم أنهم يمثلون الغالبية العظمي من مجموع الشعب المصري الذي إنتخبه نكاية في منافسه الفريق أحمد شفيق .
لم يهتم الرئيس " المنتخب " ؟ بمصر ولا بالشعب المصري بل كانت الأوامر تصدر إليه لتنفيذها دون حتى النظر في صلاحيتها أو عدم صلاحيتها ، أو مدى تأثيرها على الشعب المصري . ما يأمر به الأن . يلغيه ثانية في منتهى البساطة . جُل هم من يحركون إدارة البلاد من خلف الستار هو التمكين من جميع مؤسسات مصر " شرطة ، جيش ، تعليم ، قضاء وغير ذلك .. " .ليتم لهم أخونة الدولة . وهذا ما لم يكن يتوقعه الشعب .إنهم يريدون التحكم في جميع مفاصل الدولة لتأجيرها لمن يدفع لهم فتنتفخ جيوبهم و يعيشون حياة الأباطرة بينما الشعب لا يجد قوت يومه .
وما أشبه اليوم بالبارحة . ما كان يفعله الحزب الوطني والرئيس مبارك يقومون هم ورئيسهم به في جميع مناحي الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية . فهل يستمر الشعب والقوى السياسية المعارضة في السكوت على ما يحدث لمصر والشعب المصري ؟؟!!..
لقد أجاب الشعب المصري بجميع طوائفه الوطنية على سؤالي بالخروج المكثف وعلى مستوى الجمهورية معترضا على كل ما يحدث من الجماعة الحاكمة ما يمكن أن نطلق عليه أنه ضد مصلحة الشعب المصري والوطن مصر .
في الذكرى الثانية ليوم 25 يناير عام 2011 خرج الشعب ليقول كلمته فماذا حدث له ؟
قوبل الشعب بقوات الأمن المركزي وهي تتصدى له بإستخدام القوة والعنف وإطلاق الرصاص الحي على فئات الشعب المسالمة .
صدر الحكم على 21 متهما بالأعدام في قضية إستشهاد 72 شهيد من الألتراس في بورسعيد ، مما أثار حفيظتهم لأن الذين حكم عليهم ليس جميعهم ممن إرتكبوا الجريمة . لكن هناك من لم يتم القبض عليهم أوالفارين المتهمون الحقيقيون في إرتكاب الجريمة . فخرجوا محتجين فنالتهم رصاصات الغدر وقتل ما يقرب من 50 شهيد أخر هذا العام . يا للعار..
وبدأت مأساة الشعب تزداد بأمر من رئيس الوزراء للأمن المركزي بإطلاق الرصاص الحيعلى المتظاهرين في يوم الجمعة 1 / 2 / 2013 والذي أطلق عليه يوم جمعة الخلاص . الخلاص ممن ؟ هذا ما سوف تثبته الأيام والأحداث الجارية .
الغريب في هذا الأمر أن الرئيس مرسي بدلا من أن يعالج الوضع بحكمة وروية . رأيناه يعلن تأديب محافظات بورسعيد والسويس والأسماعيلية في نفس ليلة 26 يناير 2013 بإعلان حالة الطواريء ولمدة 30 يوم من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي . فما هو رأيك عزيزي القاريء في رئيس مصر ؟
أم ضابط شرطة شهيد تبكي حسرة على فقدان إبنها وتصرخ قائلة ( أنا جسد بلا روح ) . تركت منزلي وأعيش في الصحراء مع القطط والكلاب فهم لا يقتلون .
أعيب على جبهة الأنقاذ والدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب " الدستور " الأتفاق مع حزب النور السلفي لمقاومة الأخوان وحكم الأخوان ناسيا ما كانوا ينادون به ومازالوا من تكفير الناس والتحكم فيهم وإصدارالفتاوى تقيد الأنسان في ملبسه ومنظره العام وتطالب المرأة بالبقاء بالبيت وتمنعمن العمل أو المشاركة السياسية وهي تعتبر نصف المجتمع . إلى جانب التحريض ضد الأخرغير المسلم . إنتبه د. البرادعي نرجوك أنت وجبهة الأنقاذ الوطني . بدلا من الأتفاق معهم . إذهب وضيق الفجوة التي بينكم كجبهة إنقاذ وبين شباب الثورة لتحديد أهدافكم لصالح مصر إن كنتم فعلا وعملا لا تطمعون في حكم .
الشيء المقزز والباعث على الغثيان ما فعله رجال الأمن المركزي عند قصر الأتحادية بسحل مواطن مصري بعد تعريته من ملابسه عمره يقارب الخمسين سنة وضربه مما حدى بالقنوات الأجنبية في جميع أنحاء العالم محذرة مشاهديها من مشاهد السحل لآدمي مصري . يا للخذي والعار .
تحية حب وإحترام إلى مقدمي برنامج " صباح" من قناة أون تي قي حلقة صباح يوم السبت 2 / 2 2013 وإستضافتهم لثلاثة حكماء إستمتعت بحوارهم وأفكارهم وأخص إبن شبرا وشيخ مسجد الخازندار الغير بعيد عن شارع السندوبي الذي تربيت ونشأت على أرضه ، فضيلة الشيخ إبراهيم رضا . أكثر الله من أمثالكم فضيلة الشيخ وعاشت مصر حرة آبيه .
السؤال الذي سأختم به :
هل يستعيد الشعب المصري قدرته على التحدي والتصدي وإسقاط النظام الذي لا صلة له بمصر أو الشعب المصري ؟؟؟
فأنا وغيري من المصريين في حيرة من أمرنا لا نعرف ...
إلى أين أنتم سائرون بمصر؟!...
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع