أمام نظام سياسى قائم على المكر والخديعة وتزوير الحقائق يتبين لنا أنه نظام قد أنكشفت عورته، ولا يخجل من ترديد الأكاذيب رغم الأدلة الكثيرة التى تفضج أكاذيبه ليس فى مصر فقط بل على مستوى العالم، فالعجز أو قل إعجاز وزير الداخلية الإخوانى فى واقعة سحل المواطن المصرى حمادة صابر هو أكبر دليل على أستخدام الجماعة الحاكمة وحكومتها ووزرائها وسائل الضغط والتعذيب بشتى أنواعه حتى يرضخ المواطن لمطالبهم، ويأتون له بوسائل الإعلام ليروى الحادثة كما قاموا بتلقينها له وينفيها بل ويتهم المتظاهرين بتعريته وسحله رغم تعارضها وتناقضها مع الأدلة الواقعية التى شاهدها العالم وأبدى مشاهدى قناة " السى إن إن " إستنكارهم وأشمئزازهم من مشهد المواطن المصرى التى قامت قوات الأمن المصرى بتعريته وسحله وضربه على مرأى من العالم كله أمام قصر الأتحادية، ليكون خير شاهد على إهدار كرامة المصريين تحت حكم مرسى وجماعته والتى يساندها أصحاب المصلحة الخارجية فى تخريب مصر.
والخبر المضحك الباكى فى آن هو إصدار الرئاسة المصرية بيان لم تعتذر فيه للمواطن ولا للشعب المصرى على ما وقع من معاملة الأمن للمتظاهرين وبينهم حمادة صابر بهذا السلوك اللاإنسانى واللاأخلاقى فى تعرية وسحل وضرب المواطن بل تشكر قوات الداخلية على ما تقوم به من عنف وقتل وسحل، وهو سلوك معتاد من الرئاسة المصرية، والوحيد الذى قدم فى البداية أعتذار هو وزير الداخلية بعد أن شاهد الواقعة لكن على النقيض من هذا السلوك الدكتاتورى المتخلف نجد شبكة السى ان ان الإخبارية تحذر المشاهدين وتطالب الآباء والأمهات بمنع أطفالهم من مشاهدة هذا الفيديو البشع والعنيف جداً، وأعتذرت للمشاهدين عن سوء المشهد الغير إنسانى والغير أخلاقى التى قامت بأرتكابه قوات الأمن المصرية التى من المفروض فيها حماية المتظاهرين وليس إهدار كرامتهم وإذلالهم بهذه الطريقة.
إن هذا السلوك الرسمى لا يدل على أننا أمام دولة حقيقية بل أمام جماعة أستولت على الحكم بتزييف وتزوير الديموقراطية وتعتبر مصر قبيلة خليجية تمارس فيها أساليب العشائر فى السلوكيات والمعاملات التى كانت متوافقة مع زمانها، وعندما نرجع قليلاً لمشهد تعرية وسحل المواطن وضربه الموثق بالفيديو، وبعد أن أعتذر وزير الداخلية عن سلوك قوات الأمن وأنه سارع بالأتصال بالمواطن فى المستشفى ليطمئن على حالته، وأنه وعده بعد خروجه من المستشفى بإيجاد عمل له، وأنه أمر بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق وفور خروج المواطن المهدورة كرامته وإنسانيته سيقدم له أعتذاراً.
وكما يقول المثل المصرى " أصحاب العقول فى راحة" فإننى أحاول فهم الموقف الصادر من وزير الداخلية يوم الجمعة وبيان الداخلية نفسها الذى أعترف وأكد على أن ما صدر من سحل وضرب وتعرية للمواطن المصرى على يد قوات الأمن المركزى، هو تصرف فردى لا يعبر بأى حال عن عقيدة رجال الشرطة، وفى اليوم التالى أى السبت أستطاع الإعجاز الإخوانى صنع المعجزة عندما تراجع وزير الداخلية بأسلوب ذكى مثل رئيسه مرسى وصرح فى مؤتمر صحفى أن المتظاهرين هم الذين سحلوا وجردوا المواطن من ملابسه، وأضاف أن قوات الأمن أرادت إنقاذ المواطن من أيدى المتظاهرين ويا له من كذب يفضحه الفيديو الموثق عالمياً "قاموا بسحبه لوضعه فى إحدى المدرعات وأن أسلوب إصطحابه من الأرض إلى المدرعة كان به تجاوز"، كلام الوزير هذا يكذب به نفسه ويكشف إلى أى مدى وصل النظام الإخوانى من فشل وعجز فى مواجهة المتظاهرين الذين يرفضون وجود هذا النظام التى تندفع معه مصر وشعبها إلى الهاوية.
رغم أن الدستور المصر يحظر ويجرم ما وقع من أفعال تخدش الحياء العام وتؤذى المشاعر الشعبية، وليس فى قوانين الدساتير الإنسانية ما يبرر ما تقوم به قوات الأمن المصرية أو الإخوانية من أعتداءات عنيفة متطرفة فى قوتها ضد المتظاهرين لإيقاع الرعب فى نفوسهم، واضح أن المتظاهرين يقولون بأعلى صوتهم أن محمد مرسى ليس رئيساً لكل المصريين وعليه الرحيل ليأتى رئيس مصرى وطنى، أصواتهم تقول: كفاكم ضحكاً وسخرية بالشعب المصرى كفاكم سلوكيات العنف الغير آدمية التى ترتكبوها فى حق شعبكم الصابر على محنته الكبيرة التى صنعها وأختارها بنفسه فى صندوق الأنتخابات اللعين الذى وثق الجميع فى ديموقراطيته المتخلفة.
علينا أن نتذكر ولا ننسى الفتاة التى قام رجال الجيش بسحلها وتجريدها جزئياً من بعض ملابسها ثم تغطيتها من بعض زملاءهم فى الأحداث التى دارت أمام مجلس الوزراء، كل هذه الأفعال تعبر عن نفس المسلسل المستمر منذ عهد مبارك وإمساك الجيش بالحكم ثم تسليمه إلى جماعة الإخوان، بشاعة الأفعال والأعتراف بها ثم إنكارها هى إخلاق من لا يعترف بقيمة الإنسان الأخلاقية، ولا يقيم وزناً لحياة البشر هذا هو قانون الجماعة التى تحكم النظام والمجتمع المصرى الآن، وتوجه رسالة بأفعالها هذه إلى كل مواطن مضمونها : أن على كل مواطن الخضوع لقوانين وأحكام الجماعة المتمثلة فى حكومة هشام قنديل ورئاسة محمد مرسى وكفى المؤمنين شر القتال.
أين هم رجال الفكر والثقافة وخاصةً رجال الدين وما هى تعليقاتهم فى قول الحق؟ وهل يخشون عبيد السلطة أكثر من الإله الذى يتعبدون إليه؟
إنها وصمة عار فى جبين النظام المتدين الخارج من عباءة الإخوان ورجال الدين بشتى طوائفهم وتياراتهم الصامتون عن الأنتصار لحقوق المواطن المسالم أمام جبروت النظام الظالم الذى يدافع عن وجوده الغير شرعى بكل الطرق الغير شرعية والغير قانونية.
إلى متى سيصدق المواطن قصص الإعجاز والتضليل والكذب والخداع التى من أختراع جماعة الإخوان الدينية السياسية برئاسة مرسى وإخوانه؟
إلى متى يتم السكوت على إجرام إعجاز المضللين والمتاجرين بالأديان؟
نقلا عن الحوار المتمدن