الأقباط متحدون - مصر تَتَعَرىَ.. ويُهتَك عِرضها !!!
أخر تحديث ٠٢:١١ | الثلاثاء ٥ فبراير ٢٠١٣ | ٢٨ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصر تَتَعَرىَ.. ويُهتَك عِرضها !!!

بقلم: حنان بديع ساويرس
مصر تتعرى ، ويُنتَزع رِدَاءها ، ويُهتَك عِرضها وتُكشف عَورات رِجَالِها ونِسَائِها !! نحن فى زمن من أسوأ العصور !! فإذا حاولنا الترفيه عن أنفسنا وقررنا مُشاهدة التِلفاز لا نجد سوى مشاهد عنف دامية قاسية ، فنرى صرخات ودموع أسر الشهداء ، فهنا نجد أم تنتظر فُقدان وحيدها الذى يُنازع الموت ، فتطلب من المصريين مسيحيين ومسلمين الصلاة من أجله فربما يستجيب لهم الله ويسمع صلاتهم ويصنع معه مُعجزة ، وهناك أب يبكى خشيةّ أن يلفظ  أبنه البكر أنفاسه الآخيرة والذى يقبع بأحد المُستشفيات يُصارع الموت مُتشبثاً بالحياة ، فلم نرى أو نسمع من قبل عن أحداث مثيلة لهذه الأحداث إلا فى الحروب ، رغم أن حتى ذلك يكون حدوثه مُقترن بالجنود فى ميادين القتال ، وغير مُرتبط بالمدنيين فى الميادين "المدنية" !! 
 
فقد سَمِعت إحدى السيدات فى مُداخلة هاتفية بأحد البرامج الفضائية تجاوزت أربعة وسبعون عاماً ، تبكى مُعلقة عن مشهد المواطن المصرى حمادة المسحول عارياً أمام الإتحادية ، وتقول أننى عاصرت الإحتلال الفرنسى والإنجليزى وحروب مرت على مصر لكن لم أرى أو أسمع مثلما رأيت وسمعت الآن!! 
 
* فلن أنسى ما حييت المشهد الذى يُندى له الجبين وهو مشهد حمادة صابر الذى تم سحله أمام الإتحادية وتعريته بشكل لا إنسانى من جنود الأمن المركزى ، فلم يحترموا إنسانيته أو سنه ، ولم تشفع توسلاته وإستعطافه لهم وهو يترجاهم أن يتركوه مُذكراً إياهم أنه مثل والدهم ، وأنه يريد أن يلتقط أنفاسه فقط لأنه يشعر بالإحتضار، ولكنهم بغلاظة قلب يُحسدون عليها أصروا على إذلاله ولاسيما حينما قاموا بإنتهاره آمرين أياه بالوقوف عارياً تماماً ، بعد تجريده من  ملابسه بالكامل كما ولد من بطن أمه ، وَكُلمَا عجز عن الوقوف بسبب إصابته بالخرطوش فى ساقه قبل سحله قاموا بركله وضربه ضرباً مُبرحاً وكأنه يوجد بينهم وبينه ثأراً !! رغم أن الرجل بسيط وفقير ولا ناقة له أو جمل ، سوى أنه كان  مع المُتظاهرين أمام الإتحادية !! فما هذه الوحشية والإجرام الذى يتم التعامل به مع المواطن المصرى ؟!!!
 
والغريب أنه بعد رؤية العالم كله لهذا المشهد رؤية العيان إلا وقد أستمر قهر الرجل والضغط عليه عن طريق تهديده وترويعه حتى لا يَبوح بالحقيقة ويتهم المُتظاهرين بأنهم من قاموا بسحله وتعريته فإضطر للرضوخ لهم خوفاً من بطش رجال الداخلية وقتلهم له ، فكانت أعظم أمنية له حينها أن يبقى على قيد الحياة ولاسيما أنه بين أيديهم وتحت تَصَرُفهم بمُستشفى الشرطة ، فأنكر الحقيقة حتى ينجو بحياته والتى تضاءلت أمامها  إحساسه بالذل والمهانة وعار "العُرى" وهتك العِرض الذى نال من رجولته ولاسيما بعد إنكاره للحقيقة فى بادئ الأمرالذى جَلَب سخط وهجوم الرأى العام عليه بعد تعاطفهم معه ، وهذا قبل معرفة الدوافع الذى أدت به للكذب ، وبعد إستنكار عائلته لأقواله وتنكرهم له الذى معه إضطر أن يعترف بالحقيقة ونَسب العمل الإجرامى لمن قاموا به ، فللأسف هذا هو حال مصر الآن بعد الثورة التى أفقدتنا ما تبقى لنا من آدميتنا وكرامتنا .
 
* فقبل الثورة كانت هناك تحرشات جماعية بالفتيات تحدث فى الأعياد ، وكنت حينها أتعجب ، لماذا تتهاون الداخلية مع هؤلاء المُتحرشون أرباب الشوارع !! وكأنها حفلة جماعية أو نزهة أو ملاهى يقضون بها العيد ولم يُردع هؤلاء ، ولم تنتهى الظاهرة بل زادت عن حدها إلى أن أصبحت وكأنها مهرجان او كرنفال !!
* وبعد الثورة زادت الفوضى بالبلاد ووجدنا التحرشات فى حالة مُتزايدة ، وبررنا  ذلك لأنفسنا بأنه من الطبيعى أن يحدث ذلك طالما أن هناك فوضى عارمة بالبلاد ، ولا سيما أن ذلك كان يحدث أثناء وجود حكومة ونظام قائم بالفعل ، فما بالنا فى حالة الفوضى والغياب الأمنى ،
 
* وكان أول حادث إغتصاب جماعى بشع حدث أثناء الثورة عام 2011 مع المراسلة الأجنبية والتى كانت بين الحياة والموت ووصفت ما حدث لها من هؤلاء الهمج فاقدى الرجولة وكيف أنها تذكرت أبنتها أثناء إغتصابها وهى تحتضر مما جعلها تتشبث بالحياة ووقتئذ أعتبرنا الأمر حالة فردية لكن الأمر أصبح خطيراً فيما بعد  !!                          
 
* فلم يخلو حكم العسكر من تجاوزاته الفادحة الفاضحة ، عندما كشف عن عُذرية الفتيات ونزع الملابس عن الفتاة الشهيرة إعلامياً ب"ست البنات" ورَكلِها بالشارع وهى عارية ، إلى أن أستيقظنا ذات يوم على فاجعة حدثت بمحافظة أسيوط الا وهى قتل فتاة تدعى " إيمان" والتى أُطلق عليها فيما بعد بشهيدة التحرش والتى دفعت حياتها وزهرة شبابها دفاعاً عن شرفها فكان عقابها عن ذلك قتلها بيد المُتحَرِش !!
* لكن كل ذلك فى كفة وما يحدث للسيدات والفتيات بميادين مصر المُختلفة ولاسيما " ميدان التحرير" فى كفة آخرى .
 
- ففى مُداخلة هاتفية لسيدة تبلغ من العمر 67 عام روت فيها كيف  تعرضت للتحرش أثناء مُظاهرة نسائية تطالب بحقوق المرأة والحفاظ على مُكتسباتها  التى طالما ناضلت من أجلها سنوات طويلة ، ولاسيما عدم تأمين ذلك بالدستور العقيم الذى تم عمله فى خِلسة من الليل !! إلا وقد قام بعض الشباب وعلى حد قولها أنهم ليسوا ببلطجية مِمَن نسمع عنهم ونعهدهم ، ومن السهل التعرف عليهم من زيهم وهيئتهم المُتردية ، وإستطردت قائلة أن هؤلاء يرتدون ملابس مُمَيزة ونظيفة وغالية الثمن ، وأنها علمت بعد ذلك أن أحدهم حاصل على ماجستير "لأنها تعمل بحقوق الإنسان"  ، وقد قاموا بالإلتفاف حولها فى شكل حلقة وقاموا بخطفها من بين السيدات وحاولوا الإعتداء عليها جنسياً ونزع ملابسها لولا أنها كانت ترتدى ملابس كثيرة عبارة عن طبقات لأنها إمرأة كبيرة فى السن وتشعر بالبرودة أكثر من الشابات " على حد تعبيرها" إلى أن تم إنقاذها من بين أنيابهم من قِبل بعض شباب الثورة !!!  
 
* لكن ما حدث فى الإحتفال بالذكرى الثانية للثورة وهذا ما لم نسمع عنه من قبل ولم يحدث مثله فى الذكرى الأولى للثورة !! وهو التحرش الجماعى للفتيات المصريات الذى يصل فى كثير من الحالات إلى الإغتصاب وفقد الفتاة عُذريتها بأيدى حُثالة المُجتمع ، فإذا قلنا أنهم أشبه بالحيوانات لَظَلمنا الحيوانات !!                                                    
* فحسب تصريحات موقع إيلاف أنه قد حدث 23 حالة تحرش جنسى وإغتصاب جماعى للفتيات بميدان التحرير يوم 25 و26 يناير المُنصرم ، وقد  أسترعى إنتباهى ما صرحت به د. داليا عبد الحميد لإيلاف وهى مُختصة بشئون المرأة والعمل الحقوقى وهما عن حالتين إغتصاب من أسوأ وأخطر أنواع الإغتصاب وهما لفتاتين ، الأولى تعرضت للإغتصاب الجماعى بوحشية ، ثم قاموا بطعنها بسكين بالفتحة التناسلية ليخرج نصل السكين من فتحة الشرج ، وقالت أن الفتاة تُصارع الموت فى أحد المُستشفيات ، أما الحالة الثانية فهى لفتاة تعرضت للإغتصاب بوحشية أيضاً على أيدى مجموعة من المُتحرشين ، وتركوها فى حالة غيبوبة وتلك الفتاة خضعت لعملية جراحية لإستئصال الرحم وترقد حالياً بأحد المُستشفيات فى حالة سيئة للغاية .
 
* فنلاحظ  فى هاتين الحالتين ، أننا لسنا أمام مُجرد حادث إغتصاب عادى الهدف منه إشباع غرائز جنسية وشهوات حيوانية لأشخاص عديمى الضمائر والإنسانية .. فحسب ، لكننا أمام أشخاص يتسموا بروح شيطانية رديئة مليئة بالغل والوحشية والإنتقام ، فالفتاة الأولى بعد إغتصابها قاموا بطعنها بالسكين فى منطقة حساسة تؤدى إلى وفاتها بل إختيارهم لمكان طعنها يَنُم عن وحشية وقذارة غير مَسبوقة أو مَعهودة حتى فى أبشع جرائم الإغتصاب ، وكأنها عملية إنتقام أو تأديب حتى لا تفكر هى أو غيرها مِمَن يَسمَعن عن الحادث الذهاب للتظاهر مرة آخرى ، فهل هؤلاء مُجرد مُغتَصِبون عاديون يريدون إشباع غرائزهم الحيوانية  ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!  
 
* فهناك فريق من الشباب يحاول مواجهة التحرش بالدفاع عن الفتيات ولكن لم يسلموا من هذه الأيادى القذرة ، فعبثت حتى فى أجساد "الرجال" فيروى شاب بأحد البرامج كيف قام أحد المُتحرشون بإحدى الفتيات عند محاولة إنقاذه لها ، كيف قاموا بالعبث بجسده وأن أحدهم قام بإدخال يديه فى بنطاله !!
فهؤلاء لم يتركوا أو يعتقوا رجل أو إمرأة ، سيدة مُسنة ، أو فتاة صغيرة !! فيبدو أنه عمل مُمَنهج ومُنظم لمنع النساء من التظاهر فيتم التحرش بطريقة واحدة وهى التجمع حول الضحية فى  شكل حلقة حسب وصف مُعظم الضحايا ، ويقوموا بضربها بعنف بأحذيتهم وأياديهم وبآلات حادة تصل إلى الطعن بسكين أو مطواة ، حتى تستسلم وتفقد قوتها على المقاومة ، فيقوموا بنزع ملابسها كاملة ويسحلوها عارية تماماً وبعد ذلك يقوموا بعملهم المُشين ، وينضم إليهم آخرون بأعداد غفيرة للتمويه وكأنهم يُساعدون الفتاة ، لخِداع من يُحاول الدفاع عنها ليستبعدوا من يُحاول مُساعدتها .
 
والغريب أننا نسمع الكثير من التعليقات تقول لماذا ذهبت الفتاة هناك ؟! وهنا أسئلة تطرح نفسها ، هل الفتاة ليست مصرية وغيرتها على هذا الوطن غيرة الرجال ؟! ، بل أن المرأة المصرية مُتضررة أكثر من الرجل بسبب قوانين وُضِعَت خِصيصاً لإقصائِها ونهب حقوقها ، فهل لم تستشهد الفتيات كالشباب فى ثورة ينايرلتحرير الوطن من عبودية سنوات قمعية طويلة ؟! ، فهل تستحق منكم المرأة المصرية الهجوم عليها بدلاً من الدفاع عنها لوقوفها جنباً بجنب بجوار الرجل ؟! 
 
للأسف هذا المُجتمع المريض هو من  نشر الفاحشة وشجع الأوغاد على بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم وأمهاتهم ، وهذا حتى قبل الثورات والمُظاهرات عندما كان يلقى اللوم على عاتق الفتاة بِحُجَج واهية ، فتارة يعللوا أن الملابس الغير مُحتشمة للمرأة هى السبب ، رغم أن مثل هذه الحوادث تحدث مع المُحَجَبات والمُنتقِبات   وتارة يعللوها بسير الفتاة بمُفردها ويبدوا أنهم قد تناسوا أن المرأة تعمل كالرجل ومن الطبيعى أن تسير بمفردها أم يُريدون منها إصطحاب " بادى جارد" أو تلتزم الجلوس بالمنزل ، وحتى هذا يستحيل فى هذا الزمن لأن الكثير من الفتيات والسيدات يَعولنَ أنفسهن ويَعولنَ ذويهن ، فالمُجتمع يُبرر للجناة من الذكور جرائمهم بأنهم لا يعملون ولا يستطيعون الزواج ، وأن لديهم نوع من الحِرمان الجنسى ، فما ذنب المرأة لتتحمل فشل الرجل وحرمانه جنسياً !! وما شأنها بهذه المُبررات المُجتمعية التى تستبيح جسد المرأة لكل مريض جنسياً ؟!  وإلقاء كل اللوم على عاتق الضحية !! فالمُجتمع يتعامل مع المرأة على أنها كائن عديم الشعور، رغم أن التحرش باللفظ أو باللمس يجعل المرأة فى حالة نفسية سيئة لأبعد الحدود ولكن لا يشعر المُجتمع بذلك لأنه مُجتمع ذكورى لا يعرف سوى الرجل أقصد "الذكر" .
 
لذلك سأستشهد بما فعل السيد المسيح له كل مجد عندما أراد اليهود رجم المرأة الخاطئة التى ضُبطت فى ذات الفعل ، عندما دافع عنها قائلاً " من منكم بلا خطية فليرجمها أولاً بحجر" ومنعهم عن أذيتها وهذا لأنه لاحظ  أنهم أدانوا المرأة ولم يدينوا الرجل الذى كان بصحبتها، فأرادوا قتل المرأة دون قتل الرجل الذى ضُبط معها فى نفس الفعل !! فهكذا مُجتمعنا المصرى خاصة والشرقى عامة وهو النظر لأخطاء المرأة البسيطة وتضخيمها وتصويرها على أنها جريمة عُظمى ، فى الوقت الذى يتهاون ويتجاهل فيه جرائم الرجل وتبسيطها وتهوينها على أنها أخطاء شباب طائش!! !! ، فعند وقوع جريمة إغتصاب تشير أصابع الإتهام فوراً للمرأة فتصبح هى المسؤول الوحيد عن إغتصابها.
 
فقد قرأت حادث مؤخراً عن شقيق حاول إغتصاب شقيقته وهى مريضة نفسية " مُعاقة ذهنياً"  وعندما دافعت عن نفسها ولم تستسلم لرغباته الدنيئة وتجاهله لصرخاتها وأنها شقيقته ومُحرمة عليه قام بقتلها ليتستر على جريمته التى أفتضحت فى نهاية الأمر ولا سيما بعد صرخات الضحية وإستغاثتها التى وصلت للجيران ولكن للأسف بعد أن فاضت روحها ، فهذه الفتاة المريضة ذهنياً دافعت عن نفسها إلى حد الموت ، فى الوقت الذى حاول فيه هذا "الشقى" أقصد "الشقيق" والمُفترض أنه كامل الأهلية  أن يُدنس المُحرمات وإغتصاب شقيقته العذراء !! ونعرف جيداً أن هناك فتيات قُتلت على أيدى ذويهن لأنهن تعرضن للإغتصاب !! بمعنى أن كل الطرق تؤدى إلى روما ،أقصد تؤدى إلى قتل الفتاة !! ، فلو دافعت الفتاة عن نفسها قتلت من الجانِ وإن لم تستطع مُقاومته قُتلت من أهلها !! وإن نجت من الأثنين قُتلت معنوياً ، فتتعرض لقهر نفسى من الأسرة والمُجتمع جراء التعامل معها على أنها السبب الرئيسى بل الأوحد فى إغتصابها !! 
 
أعود لما يحدث من عمليات تحرش وإغتصاب جماعى بميدان التحرير فى محاولة لتشويهه وترهيب السيدات والفتيات من الذهاب إليه ، عن طريق بث الذعر فى نفوسهن وإلحاق العار بهن وقهرهن وإذلالهن نفسياً ومعنوياً بشكل مُمنهج ومُنظم وبإصرار مُنقطع النظير وعزيمة شيطانية عجيبة لأشخاص يبدو أنهم مُدربين جيداً على ذلك الفعل القذر ،  لكن ما يُثير تساؤلاتى هو .. هل هؤلاء حقاً يعرفون الله ويخشونه!! وهل مايفعلونه من رجاسات ونجاسات عن إقتناع بأنهم يقدمون خدمة لله بحسب فتاوى شيوخ الفضائيات المُستبيحة للأعراض ، ولاسيما حديثهم المتواصل عن الجنس والشذوذ وختان الفتيات ، وزواج الأطفال .. إلى آخره!! 
 
فإلى متى يستمر مُسلسل تعرية مصر والعبث بجسدها وإنتهاك عِرضها وحُرماتها مُتمثلة فى أبناءها رجالاً ونساءاً .... إلى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter