الاربعاء ٦ فبراير ٢٠١٣ -
٠٦:
٠٣ م +02:00 EET
بقلم: القمص أثناسيوس چورچ
كيف يُعقل الحُكم الذي قضت به المحكمة في قضية مذبحة الأقباط في ماسبيرو؟؟!! والتي دُهس فيها أكثر من ۲٥ قبطيًا تحت مدرعات الجيش المصري... وقد حكمت بالسجن المشدد على اثنين من الأقباط.. كيف تقع العقوبة على الشهداء أنفسهم؟؟!! هذا فقط حدثَ من القضاء المصري الذي سجن المجني عليهم وترك الجُناة من القتلة وأرباب السجون (الطرف الثالث).
القضاء عاقب الشهداء ماداموا أقباطًا؛ فصاروا فريسة الاضطهاد والسحق والدهس في مذبحة يندى لها جبين الإنسانية، ثم أتت العدالة المتعصبة العرجاء لتدهسهم على طول الخط، ولتكرس سياسة الإفلات من العقاب لكل مَن يعتدي عليهم، فهي لم تدِنْ أحدًا من القتلة؛ لكنها حكمت بالسجن على مَن استُشهدوا؛ لأنهم لا يدينون بعقيدتها!!! فأي حقارة وعنصرية هذه؟؟!!
وبالطبع فقد صارت هذه الأحكام التي اعتدناها هي السبب الرئيسي والوقود المسبب لتكرار مثل هذه المذابح، وهي التي جعلت مصر مرتعًا للتناحر والقبح؛ وجعلتها دوارًا ومستنقعًا للدماء... أما الذين أمروا وتواطأوا في دهس هؤلاء الأبرياء فقد تقلدوا القلادات والنياشين؛ وضاع حق الدماء البريئة كغيرها من الدماء التي توزعت بين قبائل العصابات الحاكمة.
إن هذه الأحكام الظالمة اعتدناها؛ وصارت متكررة وشاهدة على ما يعانيه الأقباط من اضطهاد، فموت أكثر من ۲٥ نفسًا بشرية لم يُدَن فيه أحدًا؛ لكن وقع حكم السجن فيها على المذبوح؛ بينما القتلة يرتدون زي الحكّام والعسكر؛ والقانون بيدهم أداة للتدليس والاستباحة؛ لكنهم سيُعاقَبون من الحاكم الديان العادل؛ وسيُطرَحون في بحر زجاجي مختلط بالنار لكي يراهم المظلومون؛ وكيف أنهم يُدانون عن ما تمكنوا الفرار منه بسبب فساد واعوجاج القضاة الأرضيين، وساعتها يبصرهم المجني عليهم وهم في البحر الزجاجي يندبون حالهم إلى الأبد، ويعرفون كيف أن الله غير ما كانوا يعبدون.
طوباكم يا شهداء ماسبيرو العُزل الأبرياء، يا زهرة وورود الشباب. أرواحكم في مواضع النياح وقبوركم هنا على الأرض، وستبقى عظامكم وجماجمكم ودماؤكم صارخة إلى السماء، وأشلاؤكم كالنهر حين يبلغ المصبّ؛ شاهدة على الظلم والغدر؛ الذي لم يعُد يقتصر على اضطهاد الأحياء فقط؛ بل والأموات أيضًا... لكن الأعلى من كل عالٍ لا بُد وأن يلاحظ؛ وسينتقم لدمائكم؛ ليس فقط من القتلة الذين ذبحوكم؛ لكن أيضًا من الحكام الكذبة الذين بقبور حناجرهم المفتوحة قضوا قضاء الظلم؛ ودَعَتهم قدرتهم على ظلم الأبرياء؛ ناسين قدرة الله عليهم.
وأمّا نحن الأحياء سنبقى شاهدين لمسيحنا؛ براية الصليب مرفوعة على المنارة والأجراس الحزينة العالية، ودموع الأنين المصحوبة بالتعزية والرجاء من أجلكم؛ ومن أجل جميع الشهداء الأقباط؛ الذين لو وُضعوا في كفة قبالة شهداء العالم لرجحت كفتهم؛ وسط ورشة التجربة والبلاوى المحرقة الحادثة الآن بيننا.