الاربعاء ٦ فبراير ٢٠١٣ -
٢٠:
٠٣ م +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
ظلم الأخوان المسلمين الشعب المصري و الرئيس محمد مرسي بالدفع به لانتخابات رئاسة الجمهورية كبديل للمهندس خيرت الشاطر ووضعوه في مكان لا يصلح له بأي حال من الأحوال فالرئيس محمد مرسي قد يكون أستاذ جامعي ناجح في تخصصه آو أمام مسجد ناجح إلا انه ليس رئيس ناجح فهذا المنصب الرفيع يستوجب مجموعة من الصفات والخبرات والمهارات غير موجودة في الرئيس محمد مرسي فكل خبرات الرئيس محمد مرسي في الحياة السياسية انه كان نائب لجماعة الإخوان المسلمين ببرلمان عام 2005 ولا يعرف للرئيس محمد مرسي تاريخ سياسي قبل ذلك
فالرئيس محمد مرسي منذ توليه المنصب وضح بجلاء انه لا يملك كاريزما وصفات الرؤساء وانه صاحب إمكانيات سياسية متواضعة للغاية لهذه الأسباب التي اعرضها باختصار من وجهة نظري الشخصية المتواضعة
من المعروف في البلدان الديمقراطية انه يكون هناك أراء متعددة للناخبين خلال الانتخابات الرئاسية ويكون هناك أكثر من مرشح قبل إجراء الانتخابات وتكون البلاد في حالة انقسام سياسي وهذا شيء طبيعي وصحي أما بعد الانتخابات وظهور نتيجة الانتخابات وإعلان اسم الرئيس الفائز يكون الرئيس رئيس لكل المواطنين ويسعي الرئيس لجمع شمل الجميع تحت رئاسته ليستطيع أن يحقق برنامجه الانتخابي ولكن الرئيس محمد مرسي فعل عكس ذلك تماما فبعد ظهور النتيجة انحاز بشكل كبير للغاية للفصيل الإسلامي وكان أولي سقطات الرئيس التي قسمت البلاد عندما خرج لأهلة وعشيرته أمام الاتحادية ليخطب فيهم بعبارات الأهل والعشيرة علي الرغم من أنه كانت هناك مظاهرة في نفس الوقت للقوي المدنية بميدان التحرير ولو كان الرئيس محنك لخرج يخطب في الجميع عبر التليفزيون مثلا
ثم تلا ذلك مجموعة من القرارات التي عمقت الانقسام أكثر وأكثر فاختيار الفريق الرئاسي الديكوري كان الغالبية فيه من بين التيار الديني ومع هذا همشهم بشكل كبير مما دفع غير المنتمين للتيار الديني إلي الاستقالة علي خلفية إصدار الإعلان الدستوري الشهير الذي حصن خلاله قراراته من الطعن أمام القضاء وإقالة فيه النائب العام ليأتي بنائب عام ملاكي ووضح بجلاء منذ ذلك أن قرارات الرئيس لا تخرج من رئاسة الجمهورية وإنما من المقطم مقر جماعة الإخوان المسلمين
ووضح جدا عدم وجود رؤية سياسية للرئيس محمد مرسي عندما انحاز بشكل كبير لجانب التيار الديني باللجنة التأسيسية لإعداد الدستور علي الرغم من انسحاب الغير منتمين للتيار الديني وصمم علي إجراء الانتخابات علي الرغم من مقاطعة معظم القضاة للإشراف علي الانتخابات مما دفع الرئيس لإجراء الانتخابات علي مرحلتين وليخرج بعد ذلك الدستور بنسبة مشاركة تقل عن ربع عدد المقيدين بالجداول الانتخابية ومقاطعة 75% من الناخبين للانتخابات
ومن الأمور التي أبرزت قلة خبرة الرئيس هو هجوم مليشيات الإخوان أمام الاتحادية علي المعتصمين السلميين وإغلاق المحكمة الدستورية العليا ومنع القضاة من دخولها وهذه الواقعة بالذات كانت نقطة تحول في تعامل الغرب مع الرئيس محمد مرسي
ابرز الأمور التي أوضحت ضعف إمكانيات مرسي السياسية هي لجوئه إلي إقامة علاقات متينة مع حركة حماس وإيران وهما أكثر حركة وبلد في العالم يحظون بعلاقات سيئة فحركة حماس تضعها الكثير من الدول علي رأس المنظمات الإرهابية بل لديها علاقات سيئة مع السلطة الفلسطينية في فلسطين نفسها وسمح للفلسطينيين بتملك أراضي في سيناء وأصبحت الإنفاق تعمل بطريقة شرعية ورسمية وكان نتيجة ذلك استشهاد الجنود المصريين في رفح وضعف قبضة الجيش المصري علي العديد من الإمكان في سيناء وسيطرة الحركات الإرهابية الفلسطينية علي العديد من الإمكان داخل سيناء وتهريب المواد الغذائية والمواد البترولية المدعوة لقطاع غزة في حين تعاني البلاد من نقص حاد من هذه المواد وإيران من أكثر الديكتاتوريات في العالم وتقاطعها معظم دول العالم بما في ذلك دول الخليج العربي فبدلا من أن يسعي الرئيس لإقامة علاقات مع دول ديمقراطية ومتقدمة تنقل إلينا خبرتها وتقدمها يسعي لصداقة افشل دول وحركات العالم
هذه الوقائع وغيرها هي التي وصلت بالبلاد لحالة الانقسام السياسي الخطير الموجود في البلاد وتدهور الاقتصاد بشكل ينذر بكوارث إنسانية خلال الأشهر القادمة وأوضحت ضعف إمكانيات الرئيس في قيادة بلد مثل مصر وان مصر اكبر من الرئيس وجماعته والحل من وجهة نظر ألان لا يكمن في إجراء انتخابية رئاسية جديدة فقد تأتي بنفس النتائج بغض النظر علي اسم الفائز فالحل هو أن يحكم الجيش البلاد لمدة عامين حتي تستقر الأمور تماما وتلتقط البلاد أنفاسها وينتعش الاقتصاد ثم يعاد بناء المؤسسات من جديد بعد العامين فالأمل في الخلاص مما نحن فيه الآن من فوضي في الجيش